-->

أعلي ولد محمد فال … همم الرجال تسمو بالقصور من صناعة القصور الذاتي الى صناعة التاريخ


في البداية لا يفوتني 
الترحم على روح المرحوم الرئيس السابق أعلي ولد محمد فال، أللهم أثقل ميزان حسناته و تجاوز عن سيئاته و أكرم نزله و تقبله مع الشهداء و الصالحين و الأتقياء و أجعله من الذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون
ـ التعازي الخالصة لعائلة الفقيد و للشعب الموريتاني قاطبة .
ـ التنبيه أن المقال سبق أن نشر يوم حفل تسليم المرحوم للرئاسة 19/04/2007
( يومية أخبار أنواكٌشوط / الطبعة الورقية / الصفحة:2 / العدد:704 / آلخميس:19/04/2007 )
المقال حرفيا:
أعلي ولد محمد فال … همم الرجال تسمو بالقصور من صناعة القصور الذاتي الى صناعة التاريخ 
شكل تحول الثالث غشت 2005 إستثناء عن ما كاد أن يتحول الى “قاعدة” للتداول على السلطة من دوامة إنقلابات تلد أخرى
أقول التحول و لا أقول الإنقلاب، إستثناء ليس فقط في سلمية و حكمة و حنكة تدبره و تدبيره دون إراقة دماء و لا حتى تسجيل إخلال بوتيرة و لا رتابة السير العادي العام لحياة المواطنين و مؤسسات الدولة، بل كذلك في الوعود و التعهدات التي أطلقها و الأجواء التي أشاعها من تنفيس للاحتقان و وضوح الرؤية العامة و إنقاذ البلاد و العباد من المنزلقات التي كانت آئلة إليه، و توضيح لمسار الحركة و تصحيح بوصلة الوجهة و التوجه العام بعد أن أحاطتها أخطر عوامل التشويش و إحتمالات الإنزلاق نحو المجهول…
و بالإسقاط العملي لقاعدة إقران الأقوال بالأفعال، فإن الإنجازات المحققة سواء تعلق الأمر ب
1مراجعة الدستور و إجراء التعديلات المطلوبة و إقراره شعبيا في إستفتاء ديمقراطي شفاف و حر، و تثبيت قواعد و آليات التداول السلمي على السلطة و إدارة مؤسسات الدولة على أسس راسخة لا تقبل التأويلات تسد الأبواب نهائيا أمام أية إحتمالات سطو أو تحايل على الإرادة الشعبية، و جعل الدستور هو وحده مصدر و قاعدة ومرجعية الإحتكام.
2ـ إنتخاب سلطات وهيئات التسيير القاعدية ( العمد و المستشارين ) بشكل مباشرعلى أسس حرة شفافة و ديمقراطية لأول مرة.
3ـ إنتخاب الهيئات التشريعية مجلسي: ( النواب و الشيوخ .
4ـ إنتخاب رئيس الجمهورية رمز السيادة و نـــاظم و منظم سير مؤسسات الدولة.
كل هذه الإنجازات التي نعيشها الآن واقعا ملموسا نالت بكل جدارة و إعجاب و إستحقاق أوسع و أكبر إشادة دولية في كل أرجاء المعمورة، لسلميتها و هدوئها و دقة تنظيمها و شفافية إجرائها و إجراأتها و
مدنية و هدوء الناخبين و مستوى الروح الرياضية التي تحلى بها المترشحين في قبول و تقبل النتائج، لم تقطع فقط الشك باليقين بأنه: (( أَنْجَزَ حُـرُُ مَا وَعَدْ )) أو (( أَحْرَارْ مَا وَعَدُوا )) بل كانت ترياقا يعالج في بعض النفوس داء التشكيك في كل شيء و محاكمة النوايا !! كأنما لا شعوريا أدمن الشك و التشكيك و الخداع و أضحت الصورة في الأذهان سوداوية دائما للأسف !! و نسينا أن الرحم الموريتاني طــاهر خصــب ودود ولــود لابد أن ينجب أطهارا شرفاء يضعون مصلحة الشعب و الأمة فوق الإعتبارات الشخصية الضيقة، يسمو بهم ناظمي << أَلْبَنْ وَلاَدَمْ أَدْبَــاغُو >>
و أن: << أَلرَاجَـلْ يَبْنِي حَلَـه و أَلْحَلَـه مَـا تَبْنِي رَاجَــلْ يسمو بهم كل ذلك الى معانقة أمجاد الماضي المجيد و الإشعاع التاريخي الحضاري الثقافي الديني و الجهادي لأمــة المنارة و الرباط، و تطلعات الشعب لغد مشرق يستحقه و يليق بسليلي رواد ماض مشرف عمر و أنار ظلمات و مجاهل إفريقيا و نقل إشعاع العلم و العلوم ليضيء عتمة أوروبا في القرون الوسطى فشيد العمران و القانون و الطب و الفلك
……..
المآثر شواهد حية الى يومنا، سجلوا على رمال بلاد شنقيـــط الطاهرة مقاومة بطولية ضارية و ضاربة ضد الإستعمار الفرنسي قدمت فيها أرواح زكية طاهرة تعرف قيمة الحياة و تعشقها، و لكنها مشبعة بالإيمان الصادق تجسيدا لقوله تعالى ( إن الله إشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون و يقتلون وعدا عليه حقا في التورية و الإنجيل و القرآن و من أوفى بعهده من الله فأستبشروا ببيعكم ) صدق الله العظيم
فبيعت الأرواح الى بارئها و تقاطرت الجموع تتسابق التضحية الى الشهادة مقبلة غير مدبرة جاعلين أنفسهم و نفائسهم حمى للدين و العرض و الوطن، و سجلت ملاحم إعترف الأعداء بإثخانها و بسالتها
و لم يطمسها جحود الإخوة !! أثبتت أن الأرض لم تكن مشاع و أنه في سبيل الله و الوطن و عزة الشعب يهون كل شيء.
من هذه التربة الطاهرة و التراكمات الناظمة و الشاخصات الهادية و الرحم الخصب … كان لابد أن يخرج بل أن ينبري من يجعلوا من عرس 19 أبريل 2007 عرس التسليـم و الإستلام حدثا تاريخيـا بكل المقاييس الوطنية و الدولية ، يكسر الإستثناء و يكرس القاعدة، يكسر إستثناء حلقة الإنقلابات العبثيــة و يكــرس قاعـــدة التداول السلمي على السلطة بشكل حضاري مدني سلمي، الإحتكام فيه للشعب و قواعد الدستور، بجعل من الدخول الى القصر الرئاسي تكليفا يفوز به من هو جدير بخدمة الشعب يسخر جهده و وقته بتفان و إخلاص للأمن و التنمية و الإزدهار و الإستقرار و الرسوخ و الشموخ، و يجعل من الإنجازات و مراكمات مكاسب طفرة بناء الإنسان و العمران و شروط و ضمانات الرفاهية … مبعث التشريف على قاعدة: << سيد القوم خادمهم>>
و بالتالي يكون العرس الحدث الذي سيعقد بإستفاء الشروط الشرعية
السلطة العروس
الدستور العريس
الشعب القاضي و الشهود
تقرأ الفاتحة و يكتب الكتاب و يسلم المهر ( قسم التعهدات ) يصفق الجمهور: الجماهير الشعبية و الحضور الأجنبي
تستوفي الشرعية كل شروطها، و بالتالي إحداث القطيعة الأبدية مع زمن الإغتصــاب
و من هنا ينطلق التصحيح الفعلـــي بإحداث التحول المطلوب و المؤمل في الذهنيات و الآليات و المسلكيات، و جعل من القصر الرئاسي بدل أن يكون وكر الإصابة بداء القصور الذاتي، يكون موقعا و صرحا لصناعة التاريــــخ
……..
:و كما يقول السياسي الحصيف و الشاعر المتمكن و الوجيه اللامع لمغيفري ولد أسويلم
ألسياسه بلاء يللي داخل داري  &&&&  عيب ألدَّارِ عَلى مَنْ بَقَى في أَلدَّارِ
بقلم: أندكٌسعد ولد أبراهيم ولد هنَّـان

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *