-->

مركب الحسين التامك لانتاج البيض مشروع يقاوم التحديات


الصحراء الغربية 01 يونيو 2017 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)ـ استطاعت وزارة التنمية الاقتصادية النجاح في رهان احياء مركب الحسين التامك لانتاج البيض مع انتهاء السنة الانتاجية 2016/ 2017 والتي اعادت بعث الروح في المشروع الذي توقف لقرابة عقدين من الزمن بسبب الاهمال وسوء التسيير وانشغال الحكومات الصحراوية المتعاقبة بمشاريع اخرى جعلت المركب في الثلاجة، ومن خلال هذا التقرير نسلط الضوء على المشروع والاسباب التي حالت دون استمراريته واهميته الاقتصادية.

المشروع وبالرغم من قدمه واهميته الاقتصادية استعاد عافيته بعد نجاح السنة الانتاجية الحالية والتي استطاع من خلالها تسديد الديون التي اقترضتها الوزارة المعنية لاحيائه وربح راس مال يحقق له الاكتفاء الذاتي كما استفاد المواطن الصحراوي خلال اشهر الانتاج من توزيع شهري منتظم لمادة البيض.
ويعد مركب الحسين التامك لانتاج البيض من المشاريع التي راهنت الثورة الصحراوية عليها في تحقيق الاكتفاء الذاتي من خلالها، ودعم التنمية الاقتصادية، وتشجيع الانتاج الخاص، واستطاع المركب ان يلعب الدور الكبير في توفير المادة المهمة، خلال السنوات الاولى لانشائه، حيث تم تدشينه في ابريل سنة 1986 بتمويل من مفوضية شؤون اللاجئيين وبتنفيذ من شركة فلندية دعما للاكتفاء الذاتي بمخيمات اللاجئين الصحراويين يستفاد من انتاجه والتسويق من اجل التسيير الذاتي، وتسديد التكاليف المرتبطة بالمشروع.
وقد مر المشروع بمراحل شهدت تذبذبا بين الصعود والهبوط في معدل الانتاج ووتيرة العمل والاختلاف بين ادارة واخرى وقد بلغ قمة الانتاج خلال مرحلة التاسيس التي استمرت الى غاية سنة 1994 والتي وصف خلالها المشروع بانه الاكبر في شمال افريقيا.
فيما شكلت السنوات التي اعقبت المرحلة الاولى مرحلة التذبذب والاعتماد على دعم الحكومة الصحراوية، التي اقرت دعم سنوي تمثل في مليارين سنتيم لمساعدة المشروع في النهوض الى غاية 2004، حيث اصبح المشروع مهددا بالتوقف جراء التذبذب الحاصل والعقبات التي تقف في طريقه مع ضعف التسيير، ما دفع بالبحث عن اعادة تأهيل المشروع من جديد حيث تكلفت منظمة ايكو باعادة تأهيل المشروع وتجهيز عمارتين في سنة 2005 حتى توقف الدعم الخارجي سنة 2007 للمركب وبدأت القدرة الانتاجية تتراجع حتى توقف المشروع لاسباب عدم نجاعة التسيير سنة 2011.
وبعد الوقوف على حقيقة مفادها انه لايمكن النهوض بالمشروع بدون دعم خارجي، رفعت المنظمات الداعمة ايديها دعمته الحكومة من سنة 2012 حتى 2014 لكن من دون نتائج، هذه الظروف القاهرة ادت الى توقف المشروع عن العمل، هذه المرحلة هي التي جاءت ما بين المؤتمر الثالث عشر والمؤتمر الرابع عشر، حيث اصبح المشروع شبه مشلول، ولم يعد قادرا على النهوض.
وبالرغم من كون المركب مؤسسة اقتصادية منتجة، قابلية الاستمرارية والنهوض من جديد، بعد سنوات التعثر التي ادت الى توقف المشروع، لاسباب تعود لعدم تكافؤ الانتاج مع التسويق كما تلعب عوامل اخرى من قبيل غلاء الاعلاف وانقطاع التيار الكهربائي، وانحصار التسويق.
مرحلة اعادة الاحياء بقرض مالي من الحكومة على ان يتم تسديده بعد نهاية الموسم الانتاجي المحدد في اربعة عشر شهرا، وبدات هذه المرحلة من 2016 الى اليوم حيث اقترضت الوزارة المعنية لاعادة تاهيل الحاضنات التي تؤوي الدجاج و احياء المشروع والنهوض به من جديد مبلغ بقيمة 4 مليار و800 مليون.
وعملت الى خطة لانجاح السنة الانتاجية من خلال تحويل المتعامل في شراء الاعلاف من مدينة غليزان الى منطقة اقرب في بشار تقتصر المسافة، والعمل على توسيع دائرة التسويق في ظل المنافسة من بعض المنتجين لهذه المادة.
وتحدد الفترة الانتاجية ب 72 اسبوع ويضم المركب ثلاث حاضنات ضخمة تعمل فيها اثنتان وتنتظر الثالثة الترميم وإعادة العمل.، تنتج كل واحدة للفترة الانتاجية 9 ملايين بيضة.
الهيكلة الادارية للمشروع: يضم المشروع 
المدير
قسم الانتاج
مصالح ـ الورشات الحاضنات التخزين الاعلاف المنتوج المصلحة التقنية.
قسم التجاري المبيعات والتسويق
قسم امانة الصندوق امين اعام الصندوق
مصلحة اعداد الفواتير
قسم المحاسبة والتخطيط والرقابة.
افاق واعدة تنتظر المشروغ في ظل الارادة التي عبر عنها الطاقم العامل بالمشروع:
بعد المؤتمر الرابع عشر للجبهة وبإرادة قوية من الرئيس الراحل على احياء المشروع اعطى الضوء الاخضر في الاستفادة من كل الامكانيات المتاحة لبعث الروح في المشروع ومع الاستعداد الذي يبديه الطاقم العامل بالمركب والاشراف اليومي لوزير التنمية السيد ادة ابراهيم احميم، يكون المشروع قد وضع على السكة في مسار اقتصادي واعد يحقق الاكتفاء الذاتي من مادة البيض ويعود على الخزينة العامة باموال طائلة وبايادي صحراوية صرفة.
وبعد نجاح حاضنات انتاج البيض تفكر ادارة المشروع باحياء حاضنة للحوم ووضع هياكل ادارية ومصالح تقنية تتعلق بانشاء ورشة للذبح والتبريد وتسمين دجاج اللحم وتسويقه.
مع التفكير في انتاج ورشة لانتاج الاعلاف محلية والاستغناء عن شرائه من خلال انتاج "علف" بديل يعطي للداجاج احتياجاته الغذائية حيث ان الاعلاف تشكل 75 بالمائة من تكلفة المشروع.
كما تستعين المؤسسة بنخبة من المسيرين الشباب قادرة على استمرار المشروع وتسهر ليل نهار عليه.
وعن الجانب التقني يقول رئيس المصلحة التقنية والانتاج : سهلة سيد احمد عبد المولى ـ ان المشروع يتوفر على اخصائيين يشرفون على الجانب التقني، ومن اجل التحكم في فترة انتاجية ناجحة يعمل بعض الاخصائيين على توفير الظروف المناسبة في فصل الصيف من مراجعة شبكة الضوء ومضخات المياه او التبريد والتهوية داخل العمارة، وتوفير مولد كهربائي احتياطي يعمل بشكل الي، لتفادي الاعطال التي من شانها اعاقة سير المشروع، مع الحرص على توفير قطع الغيار التي يحتاجها المشروع. 
وفي مجال التسويق يقول مدير التسويق جمال احمد فال انه خاضع للعرض والطلب، ويعتبر ان تندوف اكبر مستهلك بالسوق بشكل عام. 
ويضيف انهم ابرموا العديد من العقود مع متعاملين جديد لضمان تسويق افضل يغطي تكاليف المشروع.
ويسجل مدير التسويق صعوبات تتمثل في التذبذب الحاصل في الطلب خاصة مع بعض الزبائن في فصل الصيف، غير ان السوق تتحسن بعد الصيف، كما تعمل الوزارة على خلق نقاط بيع بالولايات لتسويق البيض وبيعه بسعر معقول .
وبالرغم من كون الانتاج اكبر من الطلب ما يزيد من صعوبة العملية، إلا ان عملية التوزيع على المواطنين تشكل متنفس اخر يحقق نتائج في دعم السلة الغذائية للمواطن.
ويختم مدير التسويق بالقول ان الطريقة سليمة والافاق كلما تفوق الطلب على العرض سيتم النجاح وفي ظل وفرة الانتاج يبقى عدم استقرار السوق يشكل هاجسا .
مدير المركب ماء العينين اشياهو : المشروع حقق اهدافه خلال السنة الانتاجية الحالية:
فترة توقف المشروع افرزت منافسين جدد في مجال انتاج البيض في السوق واصبحوا يوفرون المادة، ما قلص القدرة على فرص التسويق، والدخول في منافسة مع البائعين داخل الاسواق المجاورة، وهذا يتطلب مستوى رفيع من الانتاج مع ضمان الجودة، والمواصفات الصحية والالتزام بشروط التخزين الملائمة والحفظ السليم لمادة البيض، وعزل البيض المتكسر والفاسد، حتى يضمن تقديم المنتوج بشكل افضل، ويضمن المصداقية مع الزبائن.
مع العمل على دفع بعض المنظمات لشراء البيض للاجئين، كما ان الحكومة وضعت ضمن برنامجها توزيع مادة البيض ووضع البيض ضمن السلة الغذائية المقدمة للاجئين، ودعم للمؤسسات الصحراوية ومشاريع الاكتفاء الذاتي، مع البحث في البدائل الموجودة في السوق والتي تضمن وتقلل من الاخطار التي تواجه المشروع في ظل وفرة النتوج وضعف الطلب خاصة في فصل الصيف حيث العطل للكثير من المؤسسات
مدى سرعة وملائمة وسائل النقل من حيث الحجم واحتوائحا على وسائل التبريد لنقل المنتوج الى الولايات مع التفكير في طريقة يصل بها الى المناطق المحررة، وهناك تجربة في مد النواحي العسكرية بكمية كبيرة في شهر رمضان.
ويختم مدير المركب ان نجاح المشروع حتى الان تحقق بنسبة 97.38 بالمئة من اهداف الفترة الانتاجية الحالية، وهي نسبة تشجع على الاستمرار في المشروع والبحث عن فتح حاضنة ثالثة جديدة، تخصص للحوم البيضاء.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *