-->

ذكرى الرحيل عهد الوفاء لروح الشهيد.


في ذروة الجهاد وعنفوان الشباب والثورة ولد صناديد عظام، صنعوا التاريخ فكانوا سراجا ينير طريق الحرية والاستقلال لشعب قدره المقاومة وسلك درب النضال، بقيادة 
رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه من امثال بصيري والولي ومحمد الذين نصب لهم التاريخ قيادة الثورة وسلكوا طريق الثوار مسافرين في رعاية الحي القيوم فنالوا الشهادة واستحقوا الخلود في ذاكرة المقاومة وتاريخ الشعوب.
اليوم يقف الشعب الصحراوي مخلدا مسيرة رجل شمخ بخصاله وجميل صنيعه، وهو يقود معركة التحرير والبناء على مدار اربعة عقود تاركا بصماته على جبهات المقاومة كما ودع بالأمس قوافل الشهداء الذين طهروا الارض من رجس الغزاة. 
رجل حرص خلال مسيرته المظفرة بالمكاسب والمنجزات على القيادة متقدما طلائع الثوار مؤمنا بقناعة راسخة ان قوة الثورة تكمن في الشعب ومكانة القائد من تقديس المبادئ وخدمة الجماهير. 
في ذكراه يصعب الحديث عن مناقب رجل شهم خاض غمار القيادة من منافذ عدة، فهناك محمد الخطيب الذي نهل من معين الثورة الزلال ومحمد الفاضل الذي تشبع بقيم واخلاق شعبه، وهناك محمد المواطن البسيط المتواضع، ومحمد المقاتل، محمد الرئيس، محمد القائد، لكن الثابت في كل تلك الصفات والمنافذ والمجالات ان الراحل كان نبراس عصره وبرحيله أفل نجم مشع في سماء المقاومة الزاخرة بالامجاد والمفاخر. 
ترعرع كشجر الطلح العنيد بين صخور وبطحاء زمور وتيرس، مقاتلا صلبا تهابه القذئف والرصاص، راكم التجارب وخاض المعارك وحصد المكاسب من عمق الوغى، ملهما الرفاق والحليف والأجيال. 
عاش حياة الحرب مقاتلا شجاعا لا يشق له غبار، مقداماً لايهاب المنايا، بطلا محبوبا بين الرفاق، حتى شاع صيته.
كما عاش حياة الدولة والسلم قائدا محنكا ومرشدا منيرا ومحركا معينا متدفقا لاينضب من العطاء ومورد عذب زلال لينابيع الحكمة وفقه المجتمع، تنهل الاطر من صنيعه كل معاني الوطنية والوفاء. 
قاد الحركة والدولة بمركزية شكلت مصدر استقرار للنظام السياسي وعززت اركان الحركة والدولة في شخص الفرد وغضت الطرف عن روح المبادرة في الفرد الى حين، فانتجت مفهوما للقيادة غير الذي كان، وساد بعض الفتور في جوانب عدة واتخذت القبلية سلالم للصعود ورفض السقوط، واجبر الراحل على اتخاذ المرونة وغض الطرف حتى لا يكسر الاجماع، وشاع عدم المحاسبة على التسيير. 
ان اعظم ما ميز الراحل الكبير بقدرته، ترفعه عن العواطف واعتماد الحكمة، فأبدع في دروب السياسية مستكشفا وفاتحا جموع الروافد التي شكلت الدولة والحركة، بفلسفة شاملة تنطلق من الصبر والعزم الصادق في البناء والتحرير. 
ان المنجزات التي تقف شاهدة على ذكراه ستبقى عصيت على النسيان وفي كل سنة ذكرى وفي كل عين مشهد وكلمات يتردد صداها بين الأجيال. 
كان يؤمن بان الذين يسعون في جمع المال واللهث وراء تحصيل الثروة من المكاسب وعرق التضحيات، لايصلحون لحكم الدولة، فكان القائد والرئيس والأمين. 
حرص على الوحدة بروح قوامها الصبر والثبات وطرز مكانته رغم المحن كشامة عز في ذاكرة الشعب. إنتزع بفضل صموده ايقونة المشروع الخالدة، تسكن صوره كل القلوب وتشع دروب العطاء والنضال وفي كل خيمة انين حزن، ستذكرك ميادين الوغى ومحافل السلم وازقة المخيمات. 
وسيذكر الاجيال وصيتك بان الثورة طويلة الأمد والكفاح مستمر وسنبقى على عهدك وعهد الشهداء، نجدد العطاء في سبيل شعارنا الخالد الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل.
الكاتب الاستاذ : الصالح ابراهيم الصالح

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *