-->

لاماب المستقلة تناقش تداعيات الازمة الخليجية مع أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر


أهلا و مرحباً بك مرة أخرى وهذا حواري الثاني معك السيد الدكتور/ علي حسن الخولاني، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر "3" ورئيس اللجنة اليمنية للإخاء والتضامن مع الشعب الصحراوي في هذا اللقاء الخاص لوكالة المغرب العربي للإنباء المستقلة، الذي سنناقش فيه تجليات الأزمة الخليجية. 
 ما هي قراءة الدكتور علي حسن الخولاني حول هذه الأزمة؟
أرى فيها هشاشة للنظام العربي وتراجعاً عن الالتزامات الأساسية والمبدئية تجاه القضايا الأساسية للأمة العربية-الإسلامية، لصالح تنافس النخب الحاكمة خاصة التي تسيطر بلدانهم على ثروات طبيعية هائلة كالنفط والغاز، ويحكمون عدد صغير من السكان. أرى فيها تبذير للمال الخليجي العربي، خاصة السعودي والقطري والإماراتي، لشراء رضا السيد الأمريكي، الراعي الأساسي لهذه الأزمة، التي ستدر عليه بالمزيد من الأموال، من خلال التحكم بإدارة أدواتها المختلفة. 
لكن وفي نفس الوقت أرى فيها بداية لنهضة الجماهير العربية الخليجية للدفاع عن حقوقها المسلوبة، التي تنهبها عائلات حاكمة منذُ العديد من العقود، فالأزمة الخليجية أوضحت بشكل كبير، من خلال فضح الآلات الإعلامية المملوكة للطرفين، القطري من جهة، والسعودي والإماراتي من جهة أخرى، كيف يقوم كل طرف بتمويل الإرهاب وتدمير الوطن العربي وتمزيقه، لصالح الكيان الصهيوني، حتى يبقى هذا الأخير هو القوة الكبرى والسيطرة على البلدان العربية الهشة والممزقة والمتناحرة ضد بعضها البعض. في ظل فقر وجوع بعض الشعوب العربية غير الخليجية التي تحتاج فعلاً للمساعدة بالمال أو على الأقل تخفيف الفقر في الدول الخليجية وخاصة في السعودية، وتجدر الإشارة هنا، انه الكثير من التقارير المرئية والمقروءة أكدت على أن بعض أفراد الشعب السعودي يأكلون من فضلات الطعام الموجودة في براميل القمامة..
ألا ترى بأن قطع العلاقات الدبلوماسية من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر ثم جزيرتي المالديف ومورشيوس وأخيرا موريتانيا وجزر القمر مع قطر، تم تحديد اليوم والتاريخ الذي يصادف عيد النكسة السنوي؟ 
ألم يشنق الرئيس القائد/ صدام حسين في عيد عرفة، في عيد المسلمين، وفي هذا رسالة واضحة من الولايات المتحدة لجميع الزعماء العرب، بأن مصيرهم كمصير الشهيد/ صدام حسين إذا فكروا في الإساءة إلى إسرائيل، طبعاً وتاريخ قطع العلاقات هي رسالة واضحة يريد من خلالها الأمريكي التأكيد أن القوة الكبرى في المنطقة هو الكيان الصهيوني، ولهذا نرى أن القادة العرب وبالخصوص الخليجين يتسابقون نحو رضا الكيان الصهيوني كونه يعتبر بالنسبة لهم طوق نجاة من الغضب الأمريكي ووسيلة مثلى للجلوس على كرسي الحكم.
هل هناك علاقة لترامب بهذا الموضوع في حين نراه يقدم يد المساعدة من أجل حل الأزمة؟
هناك إشكالات سابقة بين قطر والمملكة العربية السعودية، وبين قطر والإمارات، وبين قطر ومملكة البحرين، بسبب التنافس على الزعامة والنفوذ والتأثير الإقليمي مع الأولى، وبسبب الحدود مع الثانية والثالثة، طبعاً لا بد من الإشارة في هذا الإطار إلى أن منطقة الخليج العربي تعتبر منطقة مصالح حيوية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي لا يمكن أن يحدث نزاع بين هذه الدول/ الدويلات بدون رضا السيد الأمريكي أو إعطائه لهامش من المناورة بين من يقود هذه الدول صورياً، هامش يحتوي على حرية بسيطة للصراع أو التعاون بين بلدان الخليج، أي أن كل ما يدور هناك يتحكم به سيد البيت الأبيض، وبمكالمة واحدة يستطيع إطفاء ما هو حاصل من أزمة جوهرها التنافس على رضا سيد البيت الأبيض...
ما هي وجهة نظرك حول قطع موريتانيا علاقاتها مع الدوحة التي يراها البعض مفاجئة و فخ وقعت فيه نواكشوط؟
هذا يدخل في إطار الضغط السعودي على صانع القرار الموريتاني، فالمنصف يعرف أن قطر مثلها مثل السعودية تمولان المنظمات لإرهابية والتطرف، وتحتضنا الإرهابيين، واعتراف الكثير من الرسميين في الغرب أو من خلال تقارير منظمات المجتمع الغربية وغيرها من المنظمات المهتمة بحقوق الإنسان التي سلطت الضوء على هذا الأمر، لكن المال السعودي والقطري والإماراتي كان دائماً هو المنقذ والمنجد لحكام الخليج من خلال شراء الذمم. 
لماذا قام نظام هادي في اليمن بهذه الخطوة رغم انه لم يخلف اي ضجة حتى قال البعض انه مجرد دمية في يد السعودية ما ردك حول هذا الوصف؟
هادي وحكومته العميلة تقطن في فنادق الرياض، وبالتالي ما ذا تتوقع من عميل شرع للعدوان ضرب بلده، موقفه طبيعي جداً، فهادي لا يملك قرار، والقرار بيد من يستضيفه بالفنادق.
الا ترى ان على قطر تغيير سياستها اتجاه الدول العربية المظلومة كالصحراء الغربية و اليمن و سوريا و غيرهما؟ 
إن كان لديها قرار، اعتقد أن قطر ستكسب الكثير في حال اعترفت بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وكذا بالمجلس السياسي الأعلى في اليمن، ومن خلال ترميم العلاقات أكثر وأكثر مع محور المقاومة...

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *