-->

إلى من يدعون لحرية المراة


لا شك بأن مفهوم حرية المرأة يختلف اختلافا جذريا من حضارة الى اخرى ودين لاخر، حيث ان مفهوم هذه الحرية وفق تصور الغرب و أصحاب الأجندات الخاصة يختلف عن مفهوم حرية المرأة في ديننا الاسلامي الحنيف والذي تحتل فيه المرأة مكانة جد مرموقة لا يمكن إدراكها وتمثلها إلا بعد معرفة حالتها و وضعها قبل الإسلام و مقارنتها بما حباها الاسلام كشريك للرجل في بناء الحضارة الاسلامية ونشر تعاليم وشرائع الاسلام، و أما ما تدعو له الحضارات الغربية اليوم من تحرير للمرأة فما هو إلا للقضاء على حياء وكرامة المرأة المسلمة وذلك للنيل منها وجعل المراة سلعة تباع وتشترى ومادة دعائية لترويج السلع والمنتجات.
ومن هنا كان لابد من وقفة مع قضية حرية المرأة حيث شهدنا في السنوات الاخيرة اشخاص او مجموعات يدعون الى حرية المرأة و اعطاها مكانتها الخاصة بها في المجتمع و هنا نتسأل و يتسأل غيري ماهي هذه الحرية التي يدعون هؤلاء؟ و هل هناك حرية او مكانة خارجة عن اطار الشريعة الاسلامية؟
قبل الاسلام كانت المرأة مظلومة ، مهضومة الحقوق والكرامة ومغلوب على أمرها تارة ينظر اليها على أنها جزء من المال الذي يرثه الرجال و أحيانا تسلب حقوقها حتى من حق الحياة إذ كانت بعض القبائل العربية قديما تئدها وهي حية وقد حذر القرآن الكريم أولئك الذين كانوا يقدمون على هذه الفعلة النكراء بقوله تعالى: (وإذا الموؤودة سئلت*بأي ذنب قتلت) هذا عن العرب قبل الاسلام.
اما باقي أمم الأرض و التي تدعي اليوم تحرر المرأة فلننظر كيف كانت ترى المرأة فلم تكن المرأة عندهم أحسن حظا منها عند العرب بل على العكس كانت أسوأ فقد كان الصينيون يسندون الأعمال الحقيرة للمرأة و يتشاءمون من ولادتها بينما كانوا يعتبرون ولادة الذكر كأنه إله نزل من السماء.
أما الرومان فقد كانوا يعتبرون المرأة بلا عقل ويجب الحجرعليها بسبب طيشها حتى إذا تزوجت أبرمت عقدا مع الرجل يعطيه السيادة التامة عليها من كل النواحي
أما النصرانية فقد اعتبرت المرأة هي المسؤولة عن الفواحش والانحلال الأخلاقي الذي شاع في المجتمع الروماني أما المرأة في تصور اليهودية فهي في منزلة الخدم و القصص كثيرة و عديدة و لا يسعني ذكرها في هذا المقال.
ومع بزوغ فجر الاسلام اعلن للبشرية جمعاء في وضوح إنما النساء شقائق الرجال و لهن حقوق و واجبات كالرجل تماما لكن كالرجل ليس بمنظور الغرب و من يدعون حرية المراة كالرجل وفق الشريعة الاسلامية السمحة.
ومن الحقوق التي اقرها الإسلام للمرأة والتي أصبحنا اليوم نجدها قضايا عادية بينما كانت في ظل النظم غير الإسلامية التي تدعي الحرية اليوم من المستحيلات هي:
1ـ المساواة في الإنسانية: فبعد أن كان ينظر لها نظرة احتقار و ازدراء أو أنها جسد بلا روح أعلن الإسلام إنسانيتها وكرامتها قال تعالى: (يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء)
2ـ حرية التعاقد: سواء أكان في البيع والشراء ام سائر العلاقات الاقتصادية حتى في الزواج وهو عقد له أهمية كبرى في حياة الإنسان فلها حرية إبرامه أو عدم إبرامه و لا يملك أب أو ولي أن يكرهها على الزواج بغير من ترضاه قال عليه الصلاة والسلام: (لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن) ويروى أن ماجه و احمد و النسائي عن عبدالله بن بريدة عن أبيه قال: (جاءت فتاة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إن أبي زوجني من ابن أخيه ليرفع بي خسيسته قال: فجعل الأمر إليها فقالت: قد أجزت ما صنع أبي ولكن أردت أن أعلم النساء: أن ليس إلى الآباء من الأمر شئ.
3ـ حق العلم: فقد أمر الرسول صلى الله عليه و سلم بتعليم المرأة وعد ذلك حقا لها فقال عليه الصلاة والسلام: (من ابتلى من البنات بشيء فأحسن اليهن كن له سترا من النار) والإحسان اليهن يقتضي تعليمهن
4ـ حق التملك: فقد نص القرآن الكريم صراحة على حقها في التملك فقال تعالى: (للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما أكتسبن)
5ـ حق الميراث قال عز وجل: (للرجال نصيب مما ترك الوالدان والاقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والاقربون ماقل منه أو كثر نصيا مفروضا) 6ـ حق العمل: وذلك وفق الشروط التالية:
أـ أن ينسجم العمل وطبيعة المرأة كالتعليم و المهن والوظائف الخاصة بالنساء و تنسجم و طبيعتهن أما الأعمال التي لا ينجح في القيام بها إلا الرجال فقد منعها الإسلام من ممارستها.
ب ـ أن يكون العمل بعيدا عن جو الاختلاط و ذلك منعا للشبهات و حفاظا على الأخلاق الطيبة
ج ـ الا يتعارض عمل المرأة مع رسالتها الحقيقية وهي الأمومة ورعاية البيت وطاعة الزوج.
فهنا نرد على تلك الادعاءات غير الصحيحة والباطلة التي تريد من بنات مجتمعنا و بنات الامة الخروج عن عقيدتهم الصحيحة و عاداتهم الاصيلة و التي لا جدال فيها برفعهم شعارات زائفة كحرية المرأة و حتى بعض المشاكل الشخصية التي تحدث بين الازواج و هو امر طبيعي يسثمرون فيه بشعارات كظلم المراة حقوقها حريتها و و و ....الخ
و في مجتمعنا هناك من انصاغ وراء كل هذه الشعارات منهن من طالبت بالطلاق من زوجها لاتفه الاسباب حتى لا نقول انه ظلمها و من بين الحوادث التي كنت شاهد عليها هي عندما غاب هو كعادته الى عمله و واجبه الوطني كونه عسكري فرضت على امها التنقل الى ولاية اخرى دون مشاورت زوجها و باعت المنزل (كيكوطة جاهزة) و كل التجهيزات و اقسمت باليمين ان يكتب لها رسالتها و هو الذي كان يدللها لكن كما قالت احدى الامهات انه (الشحم و بياظ لكلى) و قصة اخرى ذهبت هي الى اسبانيا تاركة وراءها مسؤوليات كبرى ابسطها بناتها و زوجها الذي يسعى جاهدا من اجل لقمة عيشهن و بعد حصولها على الجنسية هناك اتصلت و قالت انتظر رسالتي و ما كان عليه هو بعد ان فقد الامل و كل شيء الان ان يلبي طلبها بعدها باسبوع فقط تزوجت دون حياء و لا حتى احترام مشاعر زوجها الذي يعاني و تشتت العائلة و انهارت و صدرت هي لبناتها حرية المراة هاته و الحوادث كثيرة.
و في الاخير أيتها المراة المسلمة ابنة مجتمعي او غير ذلك فتشي في صداقاتك و احذري رفيقات السوء فإنهن لا يقر لهن قرار ولا يهدأ لهن بال حتى تكوني مثلهن وأداة مطيعة في أيديهن.
بقلم: الصحفي محمدلمين حمدي.
ملاحظة تم الاعتماد على عدة مصادر في هذا المقال.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *