-->

حتى لا نمزق رقاب بعضنا البعض


طفحت على سطح العالم الازرق خلال الفترة الاخيرة ظاهرة السب والشتم لتشمل جميع مواقع التواصل الاجتماعي بشكل غريب يتنافى وقيم واخلاق المجتمع الصحراوي، وفي غمرة الغفلة التي تسبح فيها غالبية النخب الثقافية والاعلامية الوطنية عن الظاهرة المستفحلة اصبح كل من هب ودب كاتب وصحفي ينشر دون ضوابط وبدون اخلاقيات المهنة التي تنظم في كل بقاع العالم بما يحفظ للصحفي الحصانة من التعسف والاقصاء من الحق في المعلومة وتغطية مجريات الشأن العام ويحفظ للجمهور رسالة اعلامية مستوفية لشروط الخبر ويصون كرامة الاشخاص والمؤسسات من التشهير والظلم.
واضحت لغة التجريح والتخوين وتسفيه الاخر ثقافة رائجة، يكسب من ورائها اصحابها عشرات التعليقات التي تنفث كل قبيح وتعمق الصراع والهوة بين ابناء الوطن الواحد، وتنسف المكتسبات وتلعب على المعنويات وتمجد الحمية الجاهلية وما تحمله من تشرذم وجهل وتخلف.
والخطير في الامر هي بوادر الصراع الذي يجرنا اليه العدو بين الصحراويين في مخيمات اللاجئين والمناضلين بالارض المحتلة، ومحاولة بث الخلاف والفرقة وزرع السموم والالغام في ملف الانتفاضة و التشكيك في الصحراويين في جنوب المغرب، في محاولة يائسة لضرب الانتفاضة التي باتت تشكل احراجا حقوقيا وسياسيا للاحتلال وتفضح يوما بعد اخر مخططاته الاستعمارية وحربه التدميرية التي تستهدف العنصر الصحراوي في الارض المحتلة وجنوب المغرب وفي كل تواجداته.
ان الكتابة بكل اشكالها مسؤولية ووخز ضمير الغافلين من المسؤولين والمؤتمنين على الشأن العام وليست تجريحا او نشر غسيل قد يزيد من اتساع الهوة بين ابناء الوطن الواحد وحتى لا نمزق رقاب بعضنا البعض يجب ان نتدارك الامر ونصحح المسار فالبناء ونقد التجربة والعمل المؤسساتي وأداء الاطر باسلوب احترافي يضع الاصبع على الجرح ليجتث الوباء من جذوره دون احداث امراض واعراض اخرى قد تكون اشد خطرا على القضية، او وحدة الصف والكلمة.
لذا وجب التنبيه والله من وراء القصد
#وخز_الضمير.
بقلم: حمة المهدي

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *