-->

'الشباب الصحراوي محبط للغاية ازاء تباطأ الامم المتحدة في تسوية النزاع في الصحراء الغربية' (دبلوماسي صحراوي)


باريس / فرنسا 11 اغسطس 2017 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) -  أكد ممثل جبهة البوليساريو بفرنسا الأخ "أبي بشراي البشير" أن الشباب الصحراوي يعيش وضع احباط بالغ في ظل هذا الجمود الذي يشهده مخطط التسوية الأممي، مشيراً في سياق حديثه لصحيفة "إكسبريس" الفرنسية، ألى عدم استبعاد العودة الى الكفاح المسلح مرة أخرى، في إشارة إلى خرق المملكة المغربية لوقف إطلاق النار بمنطقة الكركرات بعد محاولتها ما وصفته بعملية تعبيد حوالي أربعة كيلومترات خلف الجدار على أراضي تدخل تحت سيادة الجمهورية الصحراوية ما يعني خرق روح نص إتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين طرفي النزاع جبهة البوليساريو والمملكة المغربية. 
تصريح الدبلوماسي الصحراوي جاء في مقال مطول عن القضية الصحراوية في العدد الصادر بتاريخ 9 غشت الجاري معنون "بجدار الصحراء الكبير" في إشارة إلى جدار العار الذي يقسم إقليم الصحراء الغربية إلى جزئين بطول يصل إلى 27000 ألف كيلومتر. 
الصحفية "أنا ڤيدالي" وصفت الجدار الرملي الذي يقسم الصحراء الغربية منذ ثلاثين سنة والمكون من سدود رملية وخنادق مضادة لدبابات و العربات والأسلاك الشائكة ومعزز بمئات الآلاف من الألغام المضادة للأفراد بالإعتماد على التجربة الأمريكية، الفرنسية والإسرائلية ينضاف إلى دعم وسخاء المملكة السعودية من أجل تأمين كل القواعد العسكرية بردارات عالية الجودة وترسانة عسكرية تضم طائرات هيليكوبتير للمراقبة ومايزيد عن أكثر من مئة ألف جندي مرابط على طول الجدار بميزانية خصصت لهذا الغرض تصل إلى إثنين مليون يورو، وإعتبرت الجريدة هذا الجدار بالأكبر في العصر الحالي بعد سور الصين العظيم الذي شيد مابين القرنين الثالث و السابع عشر. 
الجريدة أشارت إلى تاريخ بناء الجدار الرملي في الصحراء الغربية ما بين سنة 1980 و1987 الذي يعد الأطول في العصر الحديث، يصل شمالا إلى الحدود المغربية الجزائرية وجنوبا إلى موريتانيا ومشارف المحيط الأطلسي، يهدف منه خلاله النظام المغربي إلى محاولة حجب الصراع القائم منذ ما يزيد عن أربعين سنة بين المملكة المغربية والجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب رائدة كفاح الشعب الصحراوي من أجل إسترجاع إقليم الصحراء الغربية الذي يتربع على مساحة 266000 ألف كيلومتر مربع، والذي إندلع عقب إعلان الإدارة الإسبانية عن إنساحبها من الإقليم بعد تسعة عقود من الإستعمار فور إعلان محكمة العدل الدولية عدم وجود أية علاقة سيادة بين إقليم الصحراء الغربية من ناحية والمغرب والمجموعة الموريتانية من ناحية أخرى. 
وتتطرق المقال الذي أدرج في الجانب المخصص للقضايا الدولية إلى عملية الإجتياح المغربي للصحراء الغربية 6 نوفمبر 1975 التي أعلن عنها الحسن الثاني ملك المغرب أنذاك في محاولة للإلتفاف على قرار محكمة العدل الدولية. كما أشار إضافة لهذا إلى عملية تقسيم الإقليم بين المغرب وموريتانيا بمباركة إسبانيا خلال ما سُمي بالإتفاقية الثلاثية (إتفاقية مدريد المشؤومة) التي ردت عليها جبهة البوليساريو بمعارك عسكرية ونزوح عشرات الآلاف من المدنيين نحو مخيمات اللاجئين بالجنوب الجزائري. 
كما أشار في سياق ذاته إلى إعلان موريتانيا إنسحابها من منطقة واد الذهب أقصى جنوب الصحراء الغربية سنة 1979 ووقف المواجهة العسكرية ضد الجيش الصحراوي والإعتراف بالجمهورية الصحراوية التي أعلنتها جبهة البوليساريو في فبراير 1975 لتستمر الحرب بعد ذلك بين الجيش الشعبي الصحراوي من جهة والجيش الملكي المغربي من جهة أخرى إلى حدود سنة 1991 أي تاريخ إعلان وقف إطلاق النار بين طرفي النزاع برعاية الأمم المتحدة من أجل إجراء إستفتاء تقرير المصير بالإقليم، الوضع الذي إستغله النظام الملكي المغربي لأعادة بناء الجدار العسكري. 
وتجدر الإشارة أن صحيفة إكسبريس هي مجلة أسبوعية تتخذ من باريس مقراً لها، كما تعد من بين أهم وسائل الإعلام المكتوبة على مستوى فرنسا، أسسها بتاريخ 16 ماي 1953 كل من الكابتة والصحفية السويسرية "فرنسوا جيرود" إلى جانب الصحفي والسياسي الفرنسي السابق "جان جاك سيرفان شريبر" ويديرها الآن الصحفي الفرنسي "گيوم دوبوا" 
مراسلة : عالي الرُبيو / فرنسا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *