-->

المغرب ولعنة أكديم أزيك


أي أرواح متمردة تسكن قضية أكديم إزيك وتجعل من ملفها ضوءا لا يكاد يخبو الا ليظهر من جديد أكثر إشعاعا من ذي قبل ،فحتى بعد كل تلك السنوات لازال الاحتلال المغربي يتخبط في تبعات اقتحام ذلك المخيم حتى غدت قاعدة ثابتة أنه كلما حاول أنهاء الملف أو احتواءه الا واتسعت رقعته وفتحت معه أبعاد أخرى أكثر تأثيرا من ذي قبل.
الإقتحام،الملاحقات،الإعتقال ،المحاكمات والأحكام وأخيرا الترحيل، كلها مراحل أثبتت بالملموس صحة ماجاء في التقديم .
فإن كان إقتحام المخيم، قد أدان دولة الإحتلال في كل المحافل وسلط الضوء أكثر على القضية الصحراوية وجعل من كل أماكن تواجد الصحراويين ، مناطق رجع لصدى الصرخات التي تعالت من منطقة لكديم، فإن الإعتقال والمحاكمات والأحكام مراحل فتحت أبوابا لم تخطر لساسة الإحتلال على بال ،فحققوا بحماقاتهم دون ان يدروا نبوءة من نبوءات الشهيد الولي بعد أن كان قد سخر منها آباؤهم الأولون.
أما قصة تفريق وتشتيت مجموعة المعتقلين وتوزيعهم إنطلاقا من سجن العرجات على عدة سجون أخرى، فتلك شطحة لها ما بعدها والأيام دول .
وبغض النظر عن الأهداف التي جعلت نظام الرباط يقدم على هذه الخطوة الغير محسوبة والتي تتلخص في الطموح الى الرفع من الإنتقام الى مستوياته القصوى و مضاعفة المعاناة والرغبة الجامحة في إضعاف الملف وتفكيك لحمة المعتقلين وبالتالي وأد أي حراك نضالي جماعي داخل السجن أو خارجه وهو ماسيجعل من العالم حسب تصور صناع القرار المغاربة يتناسى شيئا فشيئا قضية المعتقلين في مرحلة أولى على ان ينسوا أنفسهم هم أنفسهم والقضايا التي أعتقلوا من أجلها في مراحل لاحقة ،غير أن هذا النظام يكرس مجددا من خلال إجراءاته الأخيرة غباءه وما كنا قد إنطلقنا منه ويعطي للمجموعة من حيث لايحتسب قدرها وحجمها الحقيقي الذي يفوق بكثير واقع سجن العرجات ورقعته الجغرافية.
مسألة الترحيل التي يعتقد مدبروها واهمين ،بأنها آخر المسامير في نعش المعتقلين لا تعدو أن تكون فرصة أخرى من ذهب للمجموعة ومن ورائها الشعب الصحراوي، والتجارب اثبتت بأن تضاعف حجم المعاناة حافز أساسي للمواصلة وهو ما يجعل من التحدي نمط حياة ويعطي للنضالات نكهتها الحقيقة ،ولإن كانت سلا المغربية الى الأمس محط الأنظار الوحيدة بالنسبة لملف معتقلي اكديم ازيك فقد غدت اليوم بفضل هذه الخطوة وما سبقها من إجراءات تعسفية مماثلة، كل المدن المغربية محطات لنضالات الصحراويين ومنابر للدفاع والمرافعة عن كل معتقليهم والقضية التي اعتقلوا على خلفيتها ، ورغم أن الأمر سيتطلب في البداية بعض الوقت لكن المهم أن كرة الثلج قد تشكلت بالفعل و الإحتلال هو نفسه من أعطى لها الإنطلاقة على منحدراته.
المعتقل السياسي السابق بشري بن طالب
18/09/2017

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *