رحيل رجل من طينة هذا الوطن
بسم الله الرحمن الرحيم " مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا".
وفي الليلة الظلماءِ يفتقدُ البدر مصاب جلل يحل بالشعب الصحراوي هذ اليوم ورزية اخرى اثر رحيل واحد من صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ
ليلتحق بقوافل الشهداء الذين وضعوا النصر نصب أعينهم، فكان تحرير الوطن هدفهم الاسمى وغايتهم الكبرى.
يرحل شاعر الثورة والاب الناصح الغيور بيبوه بدي الحاج تاركا فراغا كبيرا في الساحة الادبية الوطنية، وعند عائلته وشعبه الذي صدم لفقدانه.
سيبكيك يا فقيدنا شعبك المكافح المقاوم والصامد ستبكيك روابي الوطن وأوديته وشعابه، وجباله.ستبكيك ذرات الرمال وحصى البراري وماء البحر.ستبكيك الايتام والأرامل والمعتقلين، المفقودين وعائلات الشهداء.
وستبقى روائعك التي جادت بها قريحتك الشعرية ملهمة للجماهير المتمسكة بالعهد بعدك، والملاحم التي ترجمتها قصائدك "لمسايل وادريميزات واكلاش وغيرها الكثير تخلد ذكرك وعبقريتك.
الفقيد بيبوه رجل من طينة هذا الوطن شغلته القضية الوطنية عن كل الهموم وظل مرافقا لكل محطات النضال الوطني يشحذ الهمم ويقوي العزائم ويغرس بذور الثورة وحب الوطن في الاجيال التي اصبحت تحفظ وتردد القصائد التي تمجد التضحية وتقوي الارتباط بالارض والوطن.
أنهكه المرض في الفترة الأخيرة ونال من جسده ما نال لكن ظلت خيمته منارة اشعاع لمبادئ الثورة وظلت رسائل النضال ووصايا التمسك بالعهد تبعث لتحدث الصدى في الجماهير وفي كل مواقع وساحات النضال ومصارعة الاحتلال ... رحل الاب والشاعر والمرشد والمربي مخلفا وراءه إرثاً وطنياً زاخرا لن تمحوه السنوات وسيظل شاهدا على سمو وعظمة الرجل الذي دخل التاريخ الوطني من بابه الواسع وسيظل مثالا يحتذى به على مر الايام وتنهل من معينه الصافي الاجيال.
انتقل الى الرفيق الاعلى ولم يرحل من قلوب الصحراويين الذين ستظل السنتهم تلهج له بالدعاء رحمكم الله يا من لقيتموه وانتم على العهد وعلى الوفاء وعلى درب الإخلاص للشعب ووحدته وهل لنا ان ننسى آخر وصاياكم. اللهم يا واسع الرحمة ياغافر الذنب يا مجيب الدعاء تقبله، واجعله عندك من الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
اللهم ارزقنا فيه نحن جميعا وعائلته الصغيرة الصبر والسلوان. انا لله وانا اليه راجعون.
بقلم: اباه الديه الشيخ محمد