-->

زيارة مفاجئة الى المستشفى الجهوي بولاية السمارة..ما السر وراء نقص الادوية من الصيدليات العمومية؟؟؟



مخيمات اللاجئين الصحراويين 23 اكتوبر 2017 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)- يشكل القطاع الصحي اولوية قصوى في اهتمام الممولين للمشاريع الانسانية بمخيمات اللاجئين الصحراويين، حيث يستفيد القطاع ملايين اليورو سنويا لتغطية احتياجات القطاع، ويحتل مجال الصحة في برنامج الحكومة الصحراوية مساحة كبيرة، غير ان الواقع المعاش للمواطن البسيط ينطق عكس ذلك، إذ تنهش الامراض مئات المواطنين الذين يضطرون لركوب موجة السفر الى البلدان المجاورة طلبا للاستشفاء او البحث عن تاشيرة عبور الى اوروبا، هربا من واقع اللجوء الذي تضاعفه سلوكات القائمين على الشان العام والذين بات بعضهم يستثمر في معاناة اللاجئين لزيادة ارصدته المالية.
وفي خضم الفوضى التي يعيشها القطاع الاجتماعي وفشل الحكومة عن وضع تدابير جدية لاتزال المستوصفات المحلية والمستشفيات الجهوية بمختلف الولايات بمخيمات اللاجئين الصحراويين تعاني من النقص الحاد في الادوية، خاصة مع انتشار بعض الامراض، كالاسهال والحمى منذ بداية شهر اكتوبر الذي عادة تنتشر فيه الامراض، واستهجن العديد من المواطنين تكرار هذا الامر الذي يدفعهم الى اليأس من مستشفيات اصبحت عاجزة عن تلبية الحد الادنى من الرعاية الصحية للمواطنين.
وخلال زيارة مفاجئة الى العيادة المركزية بولاية السمارة رفقة عضو البرلمان الصحراوي الديه النوشة وقفت لاماب المستقلة على الخصاص الموجود في ابسط الادوية وخلال الحديث الى القائم بالصيدلية حاول تبرير الامر بكونه اطلع الجهة الوصية على الموضوع وان الدواء.
وخلال تفحص ماهو موجود بالصيدلية وجدنا العلامة الوحيدة الموجودة هي IDA في غياب لاي علامة اخرى من الادوية التي يتم دعمها بشكل مستمر وتاتي في قوافل الدعم الإنساني حيث ان الادوية التي تقدم للاجئين الصحراويين يتم توجيهها الى وجهات مجهولة وتباع في الاسواق فيما تلتزم الوزارة الصمت عن تبرير الظاهرة، فيما تتمسك بالقول ان الدواء الذي يحمل علامة المؤسسة الدولية للتنمية IDA ليس لغرض البيع، حيث ان هذه المؤسسة الاجتماعية المستقلة الكائن مقرها بامستردام توفر الأدوية والمعدات الطبية لمنظمات الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم.
صيدلية المستشفى الجهوي بولاية السمارة نموذج صارخ لانعدام الادوية حيث اصبحت شبه فارغة من الدواء ولم يعد بمقدورها تلبية الطلب المتزايد حيث يضطر المرضى الى قصد الصيدليات الخاصة التي اصبحت وجهة المواطنين الوحيدة ، بعد ان اصبحت مهمة المستشفيات العمومية تشخيص الامراض وتوجيه المرضى الى الصيدليات الخاصة لشراء الدواء، فيما يتوجه العاجزون عن تسديد تكاليف الوصفات الطبية الى خيامهم، في ظل ندرة الادوية.
الفحوصات هي الاخرى اصبح المرضى يضطرون لاجرائها بمدينة تندوف في ظل عجز المرافق الطبية الصحراوية عن توفير وسائلها واطقمها الطبية في تناقض والشعارات التي ترفعها الوزارة في تقاريرها السنوية حول المعايير ومكانة الصحة في الدولة الصحراوية إذ لايعقل ان تصنف الوزارة نفسها ضمن الاحسن خدماتيا اقليميا وتوجه امتداداتها المرضى للاستشفاء بمرافق ولاية تندوف؟
وتثار الكثير من الشكوك حول مصير الادوية التي يتم تزويد المرافق الصحية بها، والتعامل المشبوه بين بعض هذه المرافق والصيدليات الخاصة المختصة في بيع الادوية؟!، وتقاعس الوزارة المعنية عن توفير الدواء للمواطن.
ويعيش اللاجئيون على المساعدات الانسانية التي اثرت الازمة الاقتصادية في تقليص الدعم الموجه لبعض المشاريع المتعلقة بالقطاعات الحساسة.
كما ان ضعف تسيير بعض تلك المشاريع ساهم في تقليصها او قطعها بالكلية بسبب انعدام المصداقية مع الشركاء وتحويل المساعدات الى وجهات مجهولة او بيعها لتحقيق الثراء من معاناة اللاجئين.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *