-->

الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة يُنافس بوتين وشيراك والبابا على جائزة نوبل للسلام


تنافس الجزائر، ممثلة في شخص رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفيلقة على جائزة نوبل للسلام لسنة 2017، وذلك إلى جانب 350 شخصية عالمية، أبرزها الرئيس الروسي فلاديمر بوتين، والرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك، وبابا الفاتيكان، حيث يضبط أصحاب الاقتراح ساعتهم على يوم الجمعة القادم لمعرفة النتيجة النهائية للجنة تقييم أشغال كل مرشح.
تأكدت بصفة رسمية مبادرة ترشيح الرئيس بوتفليقة لجائزة نوبل للسلام للسنة الجارية، وذلك بعد أن استوفى ملف أصحاب المبادرة كل قواعد وشروط التنافس على الجائزة، وعلمت "الشروق" من أصحاب المبادرة أن إيداع ملف الترشيح لدى لجنة نوبل النرويجية، تم في آجاله المحددة، أي قبل نهاية شهر جانفي الماضي. 
وحسب أصحاب المبادرة، فإن اقتراح ترشيح الرئيس بوتفليقة لجائزة نوبل للسلام للسنة الجارية، وقعت لصالحه شخصيات سياسية من الصف الأول، كرؤساء حكومات، وبرلمانيون وأكادميون وباحثون، منهم أساتذة ورؤساء جامعات وممثلو تنظيمات حقوق الإنسان وفاعلون ضمن المجتمع المدني الناشطون في مجال حقوق الإنسان. 
ولأن من شروط الترشيح، ضرورة تقديم أصحاب المبادرة ملفا كاملا عن رصيد المرشح وإسهاماته في إحلال السلام، استعان المعنيون برصيد بوتفليقة الداخلي، وهندسته وإشرافه على مصالحة وطنية أنهت عشرية سوداء ومأساة غذاها خلال عشرية كاملة تطرف وعنف أعمى كاد أن يعصف بالدولة، كما عمل موقعو "الترشيح" على الصيت الدبلوماسي للرئيس الجزائري دوليا وإقليميا وجهود الوساطات الناجحة التي دخلها ودعوات الحوار والحياد في النزاعات. 
فرصيد رئيس الدولة -حسب المبادرة- والذي حمل عبء الدبلوماسية وهو شاب، يسجل له دعما فعليا للقضايا العادلة والتضامن مع الشعوب المستعمرة التي تسعى لتقرير مصيرها.
فالقضية الفلسطينية، سجلت لبوتفليقة أنه عندما انتخب رئيسا للجمعية العادية 29 للأمم المتحدة، مكن الراحل القائد الفلسطيني ياسر عرفات من إلقاء خطابه التاريخي الذي كان خطابا للسلام، فكتب له شاكرا "لقد عهدناك مخلصا، ومدافعا صادقا، عن الحرية والعدالة والسلام".
كما سجلت المبادرة لبوتفليقة الدبلوماسي رعايته وإشرافه على المحادثات بين العراق وإيران حول خلافهما الإقليمي، وأفضت المفاوضات يومها إلى اتفاق الجزائر المؤطر للسلام والاستقرار في منطقة شط العرب، وقناعة منه أن الوسائل السلمية هي أحسن حل للنزاعات الإقليمية، قاد بوتفليقة في ديسمبر سنة 2000، المحادثات بين إثيوبيا وإريتيريا، البلدين اللذين كانا متناحرين في حرب خلفت أكثر من 10 آلاف ضحية، وانتهت المحادثات بمصادقة الطرفين على اتفاق الجزائر للسلام. 
غير بعيد عن السلام المحقق بين اثيوبيا واريتريا، راعى مجددا بوتفليقة الحوار بين الفصائل المتنازعة في مالي، هذا الحوار الذي انتهى باتفاقية جديدة للسلام، سجلت في رصيد الدبلوماسية الجزائرية في 2015، كما استشهد أصحاب الاقتراح بالدور الذي كان للرئيس بوتفليقة في بعث مبادرة الشراكة الجديدة للتنمية في إفريقيا "النيباد" صحبة رؤساء جنوب إفريقيا والسينغال ونيجيريا، طابو مبيكي، وعبد الله واد وأولسونغ أوباسنجو، هذه المبادرة الرامية إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة لبلدان إفريقيا، في كنف الاستقرار والسلام، والدعوة المستمرة لتصفية آخر المستعمرات، بينها قضية الصحراء الغربية وحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.
موقف الدبلوماسية الجزائرية في النزاعات القائمة في البلاد العربية منها سوريا وليبيا واليمن، أبان الزمن صحته، وكل ما عبرت عنه الجزائر على لسان رئيسها من مخاوف تجسد على أرض الواقع، كان لها مكان ضمن مشروع ترشيح بوتفليقة لجائزة نوبل للسلام. 
أما على المستوى الداخلي، وإن اختلف البعض مع بوتفليقة بشأن الملف الاقتصادي، أو غيره من الملفات الداخلية، فيقول أصحاب المبادرة إن مسعاه في إرساء السلم والمصالحة، حقق الإجماع واسمه اقترن بالذاكرة الجماعية للجزائريين، عندما أطلق المصالحة الوطنية، كحل جذري للمأساة الوطنية التي أضحت مرجعية للعديد من الدول، والتي مكنت من حقن دماء الجزائريين، وضمدت جراحهم، وكفكفت دموع اليتامى والأرامل، بعد أن هدد العنف والتطرف وحدة المجتمع وزعزع أركان الدولة وهدد وجودها وعزل الجزائر عن العالم عندما وجدت نفسها وحيدة في مواجهة الإرهاب، من دون أي مساعدة خارجية، تعد ضحاياها الذين وصلوا 200 ألف قتيل. 
أصحاب المبادرة، اعتمدوا أدوات عملية، ومشاريع حقيقية لتحقيق السلم، فاستخدموا ورقة الوئام المدني الذي بفضله، تم إدماج الأفراد الذين تخلوا عن العنف والعمل المسلح في المجتمع، وبعدها ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، الذي رسخ للتسامح والمصالحة في المجتمع، وهو المشروع الذي حاز موافقة الشعب بنسبة 97 بالمائة في استفتاء وفّر للجزائر اليوم الاستقرار والأمن رغم اللهيب المشتعل في المنطقة، ذلك لأن بوتفليقة الذي جاب ولايات الوطن في حملة للإقناع بالعفو والمصالحة، ترجمها بقوانين عن التائبين الذين سلموا أنفسهم وأسلحتهم، إلى جانب إطلاق سراح آلاف المساجين المحكوم عليهم في قضايا ذات صلة، وعودة القادة الإسلاميين من المنفى.
المصدر: الشروق الجزائرية

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *