-->

التراث الشفهي الغائب المغيب


كلنا يدرك أهمية ان تحافظ الأمم على تراثها وثقافتها وهويتها ، ولا يتسنى ذلك إلا بالعمل الدؤب المتواصل على ان تأخذ الأجيال ذلك المشعل على عاتقها .
ومن بين عناصر الهوية ، التراث ألا مادي ، أو المروث الشفهي الذي يشكل عمق من الاسترسال المتواصل في ذاكرة جيل معين من الأباء والامهات ، وقد اخذنا على عاتقنا ، كغيرنا من الصحراويين والصحرويات المهتمين بحفظ وتدوين التراث الشفهي مهمة البحث المتواصل في أغوار الذاكرة الشفهية ، وأمام العوائق والصعوبات الكثيرة التي واجهتنا ، أستطعنا أجراء عشرات المقابلات المسجلة والمصورة مع الأباء والأمهات وإعداد دواوين شعرية لكل الشعراء المقيمين في مخيمات اللاجئين الصحراويين .
وامام النداءت المتعددة الموجهة للقائمين على التسير سواء في الحكومة الصحراوية أو المنظمات العاملة في مخيمات اللاجئين الصحراويين ، يظهر التقاعس الغير مبرر يوم بعد يوم، مما لا يدع مجال للشك بأن الترث والهوية ليس من الولاويات بمكان .
وفي هذا التوجه شكلت سنة 2018 م الرجوع الى محصلة الصفر فإذا كانت المفوصية السامية للغوث اللاجئين قد تبنت مشروع وزارة الثقافة الصحراوية الاستراتجي (رد اعليا ياداه) في السنوات الماضية في أدنى حدود الدعم والأسناد ، فأنها تنازلت عن دعم المشاريع الثقافية بصفة شبه كاملة وعلى رأسها مشروع وزارة الثقافية الصحراوية الاستراتجي (رد اعليا ياداه) وهذا يشكل انتكاسة حقيقية ورجوع الى الخلف . 
ان موضوع الحماية يكتسي أهمية كبرى في القيم الأنسانية فالى جانب الحماية الجسدية والغذائية هناك الحماية الثقافية والمعنوية والأخلاقية واللاجئين الصحراويين الذين يعيشون في صراع طال أمده، لم يفرض عليهم واقع اللجؤ بسبب المجاعة أو قلة الأمكانيات وإنما كان للجؤ قسريا بسبب الغزو والاحتلال وإهانة الأنسان الصحراوي والأستحواذ على مقومات ثقافته وكرامته وهويته المتميزة .
آن الاوان ان نرفع الصوت مرة أخرى ملفتين الانتباه الى كون المقومات الثقافية والهوية في خطر في الوقت الذي تحتاج منا جميعا الى جهود متظافرة بأعتبارها جزاء لا يتجزاء من مقومات السيادة الوطنية.
الاستاذ محمد عالي لمن

Contact Form

Name

Email *

Message *