-->

رحيل ديدا اليزيد ... تفاعل شعبي ومواقف رسمية تؤكد على قصة كفاح تخلد الرجل


ولد الأب المجاهد والمناضل الرمز محمد ولد اعلي ولد اليزيد سنة 1918 بمنطقة كلب أزوازيل بالصحراء الغربية ، عاش قيد حياته مناضلا مكافحا في سبيل حريته وكرامته حتى في آخر أيام عمره إذ لم يمنعه عامل السن من المشاركة في الوقفات والمظاهرات منذ اندلاع انتفاضة الاستقلال المجيدة ومواجهة الغزاة وتوجيه وتأطير الشعب الصحراوي ، وقد تعرض مقابل ذلك للعديد من الانتهاكات والمضايقات التي طالته وطالت عائلته من سجن وتعذيب وقطع للأرزاق .
شارك رحمه الله في العديد من الملتقيات الوطنية لعل أبرزها مشاركاته في المؤتمرات الشعبية العامة لجبهة البوليساريو 13 و14 و15 وغيرها من الملتقيات الوطنية ، كما خاض رحمه الله العديد من الأشكال النضالية لعل أبرزها عديد الاعتصامات التي خاضها بالعاصمة المحتلة العيون في سبيل كرامة الشعب الصحراوي ، وكذا حضوره المميز من داخل عقر دار الاحتلال إبان محاكمة معتقلي "أكديم ازيك" .
فاجعة الرحيل ... هبة شعبية للوداع واستحضار مآثر البطولة في مواجهة الغزاة
مإن علم الخبر الحزين في رحيل احد الاباء المجاهدين والرجال المخلصين الاب الجليل وشيخ انتفاضة الاستقلال بالمناطق الصحراوية المحتلة ديدا ولد اليزيد، الذي وافاه الاجل المحتوم صباح يوم 25 يناير 2017 بمنزله بالعيون المحتلة.
حتى بدأت صور الهبة الشعبية والجماهيرية في نعي الرجل واستحضار خصاله ومآثره البطولية في مواجهة الغزاة، واستعراض مسيرة حياته الحافلة بالمواقف الشجاعة والاثر الطيب الذي تركه في نفوس شعبه وهو يقدم المثال والنموذج الحي للاباء الذين يجمعون صفات الأبوة وخصال الجهاد المقدسة. 
لقد شكلت حياته نموذجا حيا للرجل الوطني الذي سخر كل ما يملك في الذود عن حياض الوطن والتعبئة ضد المحتل المغربي الغازي في تحدي لغطرسة الإحتلال ومختلف استفزازاته.
فكان يتصدر الوقفات والمظاهرات المطالبة بجلاء الاحتلال والتنديد بانتهاكته لحقوق الصحراويين وارضهم و خاض الأب الجليل ديدا ولد اليزيد اعتصاما امام منزله بمدينة العيون المحتلة احتجاجا على المضايقات التي تعرضت لها عائلته بسبب مواقفها المناصرة لحق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال.
مواقف رسمية تنعي الفقيد وتسجل ملاحمه البطولية وتقف ترحما عليه
التنظيم السياسي كان حاضرا في تأبين المجاهد ديدا اليزيد حيث اقام حفلا تابينيا بولاية العيون للترحم على روح فقيد الشعب الصحراوي، شيخ الانتفاضة الاب ديدا اليزيد، وقد حضر حفل التأبين رفقة مسؤول امانة التنظيم السياسي السيد حمة سلامة عدد من اعضاء الامانة والحكومة الصحراوية.
كما حضر حفل التأبين جمع غفير من المواطنين الذين استحضروا الخصال الفذة التي عرف بها الفقيد رحمه الله الذي ظل يقارع الاحتلال حتي اخر يوم من حياته متحديا بذلك ظروفه الصحية الصعبة .
وقد اجمع كل الذين تعاقبوا على منبر التأبين على ان ديدا رحل لكنه لم يرحل من قلوب الصحراويين وسيظل حاضرا بيننا بنضاله ومواقفه التاريخية النبيلة.
وفي سياق التفاعل الرسمي مع رحيل رمز الشموخ والمقاومة نعت وزارة شؤون الأرض المحتلة والجاليات ديدا اليزيد وجاء في بيانها "ببالغ الحزن والأسى علمت وزارة شؤون الأرض المحتلة والجاليات بخبر وفاة المرحوم بإذن الله الأب المجاهد والمناضل الرمز محمد ولد اعلي ولد اليزيد المزداد سنة 1918 بكلب ازوازيل ،حمل السلاح في سن مبكر ضد المستعمر الاسباني ومع بدايات الثورة ضحى بنفسه فداءا للوطن وكأي صحراوي لم يسلم هو الآخر من بطش الاحتلال المغربي حيث فرضت عليه الإقامة الجبرية ,المرحوم له من الأبناء 02 والبنات 05 وجميعهم رضعوا نخوة النضال منه رحمه الله وفاه الأجل المحتوم صبيحة يوم 25 يناير 2018.
وبهده المناسبة الأليمة - يضيف البيان - تتقدم وزارة شؤون الأرض المحتلة والجاليات بأحر وأصدق التعازي إلى الشعب الصحراوي بشكل عام ومن خلاله إلى عائلة الفقيد وكافة رفاقه، راجين من المولى جلت قدرته أن يرحم الله الفقيد ويسكنه فسيح جناته مع النبيين و الصديقين والشهداء و الصالحين وحسن أولئك رفيقا.. ويلهم ذويه الصبر والسلوان .
الحكومة الصحراوية بدورها ونيابة عن كافة الشعب الصحراوي وقفت ترحما على روح المناضل ديدا ولد اليزيد، الذي ظل رغم كبر السن صامدا مكافحا في مواجهة غطرسة الاحتلال ، مؤكدا أنها رسالة تعبر عن تمسك الصحراويين بمبادئ الكفاح والصمود التي ظل المناضل ديدا ولد اليزيد يمثلها .
وأشار الوزير الأول إلى أن المناضل ديدا ولد اليزيد فضح كل الأساليب التي ينتهجها النظام المغربي في حق الصحراويين بالأرض المحتلة من انتهاكات ومعاملات لااخلاقية و لاانسانية مضبفا أن الشعب الصحراوي يقدر هذه الرموز التي أفنت عمرها دفاعا عن كرامة ووحدة الوطن من خلال مواجهتها لغطرسة الاحتلال..
فعاليات المجتمع الصحراوي تتفاعل مع رحيل المناضل ديدا ولد اليزيد
تلقت عدد من المنظمات والجمعيات الحقوقية الصحراوية بعميق الحزن والأسى خبر وفاة المناضل ديدا ولد اليزيد وأشادت عدد من المنظمات والجمعيات الحقوقية الصحراوية كاتحاد العمال واتحاد الشبيبة، اتحاد الكتاب والصحفيين الصحراويين ، جاليات الشمال، جاليات الجنوب، الجالية الصحراوية بأوروبا ، الجالية الصحراوية بفرنسا الجمعية الصحراوية لحماية ونشر الثقافة والتراث الصحراوي ، بخصال المناضل ديدا ولد اليزيد الذي ظل مكافحا مؤمنا بمبادئ ثورة العشرين من ماي الخالدة ، متشبثا برائدة كفاح الصحراويين الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب وقد ظل على ذلك العهد الى آخر يوم في حياته.
صور الشهيد ديدا اليزيد توشح وسائل التواصل الاجتماعي 
بعد الاعلان عن وفاة المغفور له بإذن الله الشهيد شيخ الانتفاضة ديدا ولد اليزيد بالعيون المحتلة، خيم السواد والحزن على وسائل التواصل الاجتماعي وتصدرت صوره في طليعة الانتفاضة الباسلة وميادن العز والشرف، وصفحات ومجموعات وسائل التواصل الاجتماعي على الفيسبوك وتويتر والوتساب كما احتلت التعازي والمواساة واجهة المواقع الصحراوية في رثاء وتعزية الأب المجاهد والمناضل الرمز محمد ولد اعلي ولد اليزيد.
وقد كتب العديد من المدونين الصحراويين والمتعاطفين الاجانب تغريدات ومقالات في نعي المجاهد ديدا اليزيد.
مراسيم الجنازة تتحول إلى عرس وطني زينته معاني الوحد الوطنية.
وسط اجواء الحصار العسكري الرهيب داخل وخارج المجال الحضري لمدينة العيون المحتلة، ودعت الجماهير الصحراوية ظهر يوم الخميس 08 جمادى الأولى 1439هـ الموافق لـ 25 يناير 2018 مـ، الفقيد والمناضل الكبير و شيخ إنتفاضة الإستقلال المباركة الأب الجليل “ديدا ولد اليزيد” إلى الخلود بمقبرة “أكديم إزيك” ضواحي مدينة العيون المحتلة.
وشارك في الموكب الجنائزي المهيب إلى جانب عائلة الفقيد الصحراوي كافة اطياف الشعب الصحراوي من النساء والرجال والشيوخ والاطفال، ومن مختطفين ، معتقلين سياسيين سابقين ، مدافعين عن حقوق الإنسان ، إعلاميين ، معطلين ، طلبة ، نقابيين ومحامين ، إلى جانب مئات من الصحراويين التي جاءت لتلقي النظرة الأخيرة على جثمان الفقيد.
ومباشرة بعد أن أدى الحاضرون صلاة الجنازة، حمل نعش الفقيد على الأكتاف محاطا بالجماهير الصحراوية التي رفعت الأعلام الوطنية ورددت النشيد الوطني ومجموعة من الشعارات المطالبة بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والوفاء لعهد الشهداء.

رحم الله الفقيد فبرحيله فقد الشعب الصحراوي قاطبة وانتفاضة الاستقلال المجيدة بشكل خاص واحدا من رموزها الذي كان ما ينفك يوصي بوحدة الشعب الصحراوي كسبيل لتحصين الذات الوطنية وبلوغ المرامي المنشودة .
المجد والخلود للشهداء الابرار والخزي والعار للغزاة الجبناء.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *