-->

"ديدا ولد البريد" عنوان المقاومة السلمية الصحراوية


بقلم : حسنة ابا مولاي الداهي
عندما يرتقي الشهيد ويسير في زفاف ملكي إلى الفوز الأكيد، وتختلط الدموع بالزغاريد. عندها لا يبقى لنا شيئاً لنفعله أو نقوله، لأنه قد لخّص كل قصتنا بابتسامة دائمة. كلّ قطرة دم سقت طلح صحراء هذا الوطن فارتفع شامخاً، ديدا ولد اليزيد فارس ترجل عن صهوة جياد الحق والشجاعة و الإقدام أرهق جسده النحيف، كانت حياته انتفاضة بكل المقاييس كما ارادها وفي منتصف الطريق يرحل عنا الفارس في صمت تاركا بصمات تعانق النجوم علوا, الكبرياء والعنفوان نكران الذات والعطاء هي صفات قل نظيرها حملها له الشعب الصحراوي فقد كان مدرسة وطنية اصيلة في النضال الوطني ضد الاحتلال الغاشم لارض الصحراء الغربية , .ولد الاسد الشيخ في منطقة ( قلب ازوازيل – تيرس ) بالصحراء الغربية عام 1924م تقريبا و ترعرع فيها ومن عبق المنطقة تهيم بالوطن وواكب التطورات التي شهدتهاالقضية الصحراوية كما عايش نشأت المقاومة الصحراوية والجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب , لم يكن ابدا انهزاميا من ابرز صفاته مقارعة الاحتلال ولو باسط الوسائل , ترك بصماته عبر تاريخ المقاومة السلمية بالارض المحتلة من الصحراء الغربية , ليس هناك من كلمة يمكن لها أن تصف الشهيد، ولكن قد تتجرأ بعض الكلمات لتحاول وصفه، فهو الإنسان الذي جعل من عظامه جسراً ليعبر الآخرون إلى الحرية والاستقلال .
, تحمل عنف وهمجية سلطات الاحتلال التي استهدفته وشعبه لاكثر من اربعين سنة , الا انه ابى الانكسار والاندثار فهو رمز من رموز المقاومة والثقافة الصحراوية الاصيلة كان مومن بانبعاث الفعل الوطني المقاوم من تحت الرماد غير ابه بخطابات النكوص والإرتداد لطالما اكد على الوفاء لعهد الشهداء ورغم بلوغه من الكبر عتيا لم يتوانى الرجل عن تقديم الامثلة على التضحية والوفاء للشهداء شعاره في ذلك ( بالكفاح بالسلاح نفدي الصحراء بالارواح ) مقولة لطالما رددها رقفة علمه الوطني الذي لازمه طيلة حياته ليلتحفه يوم رحيله .
ديدا اليزيد " اب الانتفاضة " لقب ارادته الجماهير الصحراوية للاسد الشيخ فهو من شارك الاطفال والشباب والشيوخ والنساء فانتفاضة سلمية كان عنوانها الاستقلال , مسيرة توجها الرجل بملاحم ستبقى راسخة في اذهان كل الصحراويين اختتمها ب " معركة الخيمة " التي ارهق بها سلطات الاحتلال ونظامهم , سلاحه في ذلك قناعة راسخة على الاستقلال حقيقة لا رجعت فيه وهو من اعطىالمثال على ان النضال لا يتوقف مادام الانسان يتنفس كرامة وكبرياءا , رجل امن بقدرة الجماهير على تحقيق النصر والاستقلال , رجل لطالما عبر الحدود حاملا معه قضية شعب وبعد المسافات لم تثنيه عن الالتحاق بالملاحم مساندة لمعتقلين كان يكفيهم فخرا رؤية رجل كرس حياته للدفاع عن حق شعب في الحرية والاستقلال .
وداعا يا من ابكيت برحيلك الصغير قبل الكبير من جماهير هذا الشعب العظيم , رحيل فرق بين اب مجاهد وشعب صامد جمعهم مصير وحب وطن جريح يعيش تحت نير الاحتلال , لكن الشعب الصحراوي لن يقبل أي عزاء سوى السير على درب الشهداء من امثال المجاهد ديدا ولد اليزيد.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *