المعارضة السعودية : ترمب تآمر مع السعودية على الفلسطينيين للقبول بدولة دون القدس
اعتبر المركز العربي للأبحاث أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن القدس جاء بمنزلة تعبير عن انتصار أنانيته واعتباراته السياسية الداخلية على مقاربة عقلانية وواقعية للسياسة الخارجية.
وقال المركز العربي إن اعتراف ترمب بالقدس عاصمة للصهاينة يمثل انتصاراً للمعسكر اليميني المتطرف في إدارته، الذي تقوم حساباته على أن الفلسطينيين سيبتعدون عن طاولة المفاوضات فترة، ولكنهم لن يلبثوا أن يعودوا إليها ضمن الوقائع الجديدة، كما فعلوا كل مرة، وهو ما يعني أن الرهان سيكون عملياً على إرادة المقاومة لدى الشعب والقيادة الفلسطينيَين، ومدى قدرتهما على الصمود في وجه الضغوطات الأميركية، والعربية أيضاً.
وأكد المركز أن الولايات المتحدة لم تعد وسيطاً مؤهلاً لرعاية العملية السلمية، وأنه يجب البحث في خيارات أخرى، بعد ثبوت فشل خيار المفاوضات.
وأشار المركز العربي إلى تسريبات عن أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مارس ضغوطاً شديدة على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال زيارته الأخيرة للسعودية، لقبول المقترح الذي طرحه جاريد كوشنر عن تأسيس كيان فلسطيني في غزة وثلاث مناطق إدارية في الضفة الغربية في المنطقة "أ" والمنطقة "ب" و10 % من المنطقة "ج"، التي تضم مستوطنات يهودية، بحيث تبقى هذه المستوطنات على حالها، ويسقط الفلسطينيون حق العودة، وتظل إسرائيل مسؤولة عن الحدود.
وقال المركز إن تلك الضغوط السعودية تكمل إعلان ترمب القدس عاصمة لإسرائيل، في القضاء على طموحات الفلسطينيين في إنشاء دولة فلسطينية على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة التي احتلت عام 1967، تكون عاصمتها القدس الشرقية، وهي في حد ذاتها تسوية تاريخية قبلها الفلسطينيون.
ورأى المركز أن دوافع قرار ترمب جاءت كالتالي:
أولاً: إرضاء اللوبي الصهيوني في أميركا، الذي وعده ترمب خلال حملته الانتخابية في مارس 2016، بأنه سينقل السفارة الأميركية للقدس، الأمر الذي دفع الملياردير اليهودي شيلدون أديلسون -مالك الكازينوهات الشهير، الذي أطلق اسمه على حي في القدس الشرقية بعد الاحتلال مباشرة، والداعم للجمهوريين- إلى تمويل حملة ترمب الانتخابية، ومنذ انتخابه رئيساً، لم يتوقف أديلسون عن تذكيره بوعده.
ثانياً: -يتابع المركز- هو إرضاء الجماعات الإنجيلية، التي تمثل نحو 25 % من الشعب الأميركي، حيث مارست تلك الجماعات ضغوطاً على ترمب، للتعجيل بقرار نقل السفارة، وإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، وبالنسبة إلى الإنجيليين، فإن قضية نقل السفارة لا تتعلق بأمر سياسي، بقدر ما هي تحقيق لنبوءة تمهد الطريق لعودة المسيح، في الطريق إلى معركة نهاية التاريخ، التي يفترض أن تقع في سهل "مجيدو" بحسب الأسطورة.