-->

مهمة برلين والسلام المستحيل ـ الجزء الاول ـ


الصحراء الغربية 23 يناير2018 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)ـ  تعاقب على قضية الصحراء الغربية عدد من المبعوثين الامميين الذين لعبوا دور الوساطة في اخر قضايا تصفية الاستعمار بإفريقيا، ومع تفاوت الجهد الذي لعبه كل وسيط بين طرفي النزاع جبهة البوليساريو كحركة تحرير وممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي والمغرب كبلد محتل لارض لا تعترف ايا من دول العالم له بالسيادة عليها، ظلت القضية تتراوح مكانها وتتعقد المساعي الاممي يوما بعد اخر حتى وصلت الى الطريق المسدود في اخر جولات مفاوضات منهاست سنة 2012
بدأت مرحلة المفاوضات غير المباشرة بين جبهة البوليساريو ‏والمغرب او ما عرف بـ" المساعي الحميدة تحت اشراف منظمتي الامم المتحدة ‏والوحدة الافريقية بين سنوات 1982 الى 1985، حيث احتضنت الجزائر سنة 1983 لقاءات مباشرة بين وفدي عن جبهة البوليساريو والمغرب بالجزائر لتتعمق هذه الجهودبتبني منظمة الأمم المتحدة الخطة التي اعدتها الوحدة الافريقية ‏لحسم المسالة عبر استفتاء تقرير المصير و تتكفل المنظتان بالاشراف ‏على تنظيم ومراقبة العملية بصفة مستركة، وتدعوان للمفاوضات بين ‏الطرفين.
وخلال العام 1989 صرح ملك المغرب الحسن الثاني، لجريدة ‏le point‏ ‏الفرنسية بان ابواب قصره مفتوحة امام البوليساريو، التي قررت افاد وفد التقى بالملك بمراكش وقال ملك المغرب كلمته الشهيرة ‏‏"المغرب تمكن من السيطرة على الارض لكنه لم يفلح في كسب قلوب ‏الصحراويين "
وفي 30 غشت 1991 تبنى مجلس الأمن يتبنى خطة التسوية، التي كانت ثمرة ‏لمفاوضات طويلة، الخطة رسمت بهدف تنظيم استفتاء تقرير المصير في اجل ثمانية شهور(سبتمبر 1991 حتى يناير 1992) ، حيث تم انشاء بعثة الامم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) ولجنة لتحديد هوية الناخبين ، وتحديد يوم 6 سبتمبر لبدء سريان وقف اطلاق النار وانتشار مراقبي الامم المتحدة على جانبي الجدار .‏
وفي نهاية العام 1991 واجه الامين العام للامم المتحدة، المصاعب والعراقيل المغربية ‏وقدم تقريرا يعرض فيه خمسة معايير لتحديد هوية الناخبين، و ‏قد مثل هذا أول تجاوز مقارنة مع خطة التسوية الذي اعتبرت المرجعية ‏في تحديد هوية الناخبين، الاحضاء الإسباني لسنة 1974.‏
وفي‏ 17 - 19 يونيو 1993 نظم السيد صاحب زاده يعقوب خان، الممثل ‏الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، السيد بطرس بطرس غالي، ‏بالعيون و لأول مرة مفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو.‏
وفي ‏25 /10/ 1993فشل محاولات تنظيم جولة ثانية لمفاوضات مباشرة ‏بين المغرب و البوليساريو بنيويورك بسبب عراقيل مغربية.‏
بعد قبول البوليساريو للمعايير الخمس( الإحصاء الإسباني لعام 1974،الأقارب المباشرين لهؤلاء الأشخاص ، الأطفال من أب صحراوي ،اعضاء قبائل صحراوية أقاموا في الصحراء الغربية ‏لمدة ست سنوات متتالية) انطلقت عملية ‏تحديد هوية الهئية الناخبة يوم ‏28 /08/ 1994م لكن ما لبثت ان اصطدمت مجددا مع عقبات وعراقيل مغربية جديدة حيث توقفت عملية تحديد هوية الناخبين في ديسمبر 1995 بسبب إصرار المغرب ‏ضم بعض القبائل المتواجدة بجنوب المغرب تحت الرموز ‏H41‎، ‏H61‎‏ ‏و ‏J/51/52‎‏. و تمثل هذه الرموز ترتيبا إسبانيا للقبائل التي لم تكن تقطن ‏الصحراء الغربية في الوقت الذي تمت فيه عملية الإحصاء.
وخلال ‏يوليوز 1996 تم تنظيم لقاء سري بجنيف بين وفد عن البوليساريو و ‏السلطات المغربية، لكن بدون جدول أعمال محدد، نتج عنه اتفاق ‏لمعاودة اللقاء في شهر سبتمبر.
وفي نهاية سبتمبر ‏1996 تنظيم اللقاء المبرمج بجنيف اتفق على إثره على ‏مبدأ مقابلة وفد البوليساريو لملك المغرب نهاية السنة، التقى الوفد مع ‏ولي العهد الذي هو محمد السادس، كون الحسن الثاني حسب ‏وزير الداخلية والمشرف على اللقاءات الصحراوية المغربية منذ 1978، ‏كان في فترة نقاهة.‏ ‏
وشكلت حرب التحرير التي كبدت الاحتلال المغربي خسائر كبيرة نقطة ضغط لدى جبهة البوليساريو التي استطاعت تحرير جزء كبير من الاراضي الصحراوية مع انتصارات دبلوماسية تجسدت في اعتراف اكثر من ثمانين دولة بالجمهورية الصحراوية ومن خلال هذه الانتصارات الميدانية ارغمت المغرب على الاعتراف بها كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي والجلوس معها على طاولة مفاوضات باشراف اممي لكن بعد توقيع اتفاق وقف اطلاق النار سعى المغرب الى تمميع بنود الاتفاق والعبث بعملية الاستفتاء واستمر في اسلوب المراوغة والهروب الى الامام ووضع العقبات لربح المزيد من الوقت وفرض سياسة امر الواقع على الارض في تجاهل لكل الالتزامات الاممية التي وقعها مع جبهة البوليساريو في عملية السلام التي تضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *