البشير مصطفى السيد وزيرا لشؤون الارض المحتلة والجاليات ... الرسالة والرهانات
الصحراء الغربية 06 فبراير 2018 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)- لطالما وصفت وزارة الارض المحتلة والجاليات ومكتب كناريا ملف الارض المحتلة بالحساس، لتصنيفه ضمن خانة الممنوعات والخصوصية، التي تستوجب السرية وعدم الخوض في تفاصيل الملف بالسلب أوالايجاب، هذه الخصوصية اخفت ما يدور في دواليب الملف عن الهيئات الرقابية في الحركة والدولة ومؤسسة البرلمان وهو ما فوت فرصة تقييم واقع انتفاضة الاستقلال بشكل سليم ورسم الاستراتيجيات المناسبة مع ما تتطلبه كل مرحلة من مراحل النضال الوطني، للوقوف على مكامن القوة وتحديد عناصر الضعف التي تكاد تعصف اليوم بمكاسب الجبهة في ساحة ينبغي ان تكون محورية وذات اولوية في اية استراتيجية تروم التقدم في الضغط على الاحتلال، وتسريع رحيله من الوطن المحتل.
وخلال نظرة سريعة الى الوراء والقاء نظرة شاملة منذ بداية الحراك السلمي في الصحراء الغربية والذي ظل خيارا استراتيجيا ثابتا لدى الثورة الصحراوية، التي تقودها طليعة الشعب الصحراوي الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، في كفاحها من أجل الحرية والاستقلال نظرا للشرعية التي يتمتع بها هذا الحراك والبعد الإنساني الذي يحمله، و الذي شكل أحد أهم الأسلحة التي أثبتت فعاليتها في مواجهة الاستعمار ومخططاته.
وبالعودة إلى تاريخ الانتفاضات الصحراوية ، فإن انتفاضة الاستقلال المباركة ماهي إلا امتداد لوعي صحراوي متجذر في النفوس لايرضى بغير الحرية بديلا، فكانت انتفاضة الزملة التاريخية ضد المستعمر الإسباني في 17 يونيو 1970 بقيادة الفقيد محمد سيد إبراهيم بصيري الذي كان من ضحاياها حيث اعتقل وظل مصيره مجهولا حتى اليوم ، تلتها انتفاضة الطنطان 1972 التي جوبهت هي الأخرى بقمع عنيف من قبل المستعمر ، حيث اعتقل العشرات من المواطنين الصحراويين من مختلف الأعمار والأجناس، كما عذب وشرد الكثير ، إلا أن ذلك لم يثن هذا الشعب عن نضاله وكفاحه المرير من أجل حقه ، وبالتالي تنظيمه وتأطيره تحت ممثل شرعي وحيد أسس في 10 ماي 1973 هو الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.
وانتفاضة الاستقلال في المناطق المحتلة هي امتداد طبيعي لانتفاضة الزملة التاريخية نظرا لان نفس الاكراهات والأهداف لازالت قائمة و المواجهة الآن مع المحتل المغربي وليس الاسباني لكن يظلان متشابهان في السياسات رغم اختلاف ظروفهما مادام بيت القصيد يبقى هو إجهاض حق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال واستغلال ثرواته وطمس هويته الوطنية. والمرحلة الحالية التي يمر بها كفاح شعبنا العادل تفرض أن تكون الانتفاضة عملا محوريا يغذي كل أطراف الجسم الوطني لكونها تأتي في ظل ظرف يتسم بوقف لغة البنادق وانسداد في أفق الحل من جراء التعنت المغربي في احتلاله اللاشرعي للصحراء الغربية.
وقد عرفت هذه الانتفاضة بدورها ، محطات متنوعة ومسارا متطورا يدل على مستوى حجم الوعي الجماعي الذي ارتقت له الجماهير الصحراوية، ففي البدء كانت الانتفاضة متفجرة بالشوارع بالعاصمة المحتلة العيون، وما فتئت أن انتقلت إلى المواقع الجامعية، ومن ثم إلى كافة المدن الصحراوية، والجاليات بالخارج، وقد جوبهت بحملات قمعية خطيرة من طرف أجهزة الدولة المغربية، لكن الأمر انتقل إلى ساحات أخرى أوسع، فانضم التلاميذ إلى الساحة وأسسوا لبداية النضال من داخل المؤسسات التعليمية والمعاهد والمراكز، بل انتقلت الشرارة لتصل إلى أسوار المدارس الابتدائية، وجوبهت هي الأخرى بنفس السلوكيات القمعية القذرة.
وبفضل القدرات اللامتناهية لهذا الشعب العظيم على صنع المستحيل، طورت الحركة النضالية الصحراوية هذا الفكر الذي مزج بين المآسي والآلام والتطلعات في الحرية والانعتاق فحولها الى صخرة قوية تبلورت في انتفاضة سلمية كأسلوب حضاري عجزت أمامها الآلة العسكرية الضخمة التي حشدها النظام المغربي ، واتخذ هذا الفعل أبعادا سياسية مختلفة داخلية ودولية أذهلت المحتل الغاشم وفرضت الاعتراف بوجود هذا الشعب وكرست هويته الوطنية وحقه في تقرير المصير والاستقلال.
وخلال نظرة سريعة الى الوراء والقاء نظرة شاملة منذ بداية الحراك السلمي في الصحراء الغربية والذي ظل خيارا استراتيجيا ثابتا لدى الثورة الصحراوية، التي تقودها طليعة الشعب الصحراوي الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، في كفاحها من أجل الحرية والاستقلال نظرا للشرعية التي يتمتع بها هذا الحراك والبعد الإنساني الذي يحمله، و الذي شكل أحد أهم الأسلحة التي أثبتت فعاليتها في مواجهة الاستعمار ومخططاته.
وبالعودة إلى تاريخ الانتفاضات الصحراوية ، فإن انتفاضة الاستقلال المباركة ماهي إلا امتداد لوعي صحراوي متجذر في النفوس لايرضى بغير الحرية بديلا، فكانت انتفاضة الزملة التاريخية ضد المستعمر الإسباني في 17 يونيو 1970 بقيادة الفقيد محمد سيد إبراهيم بصيري الذي كان من ضحاياها حيث اعتقل وظل مصيره مجهولا حتى اليوم ، تلتها انتفاضة الطنطان 1972 التي جوبهت هي الأخرى بقمع عنيف من قبل المستعمر ، حيث اعتقل العشرات من المواطنين الصحراويين من مختلف الأعمار والأجناس، كما عذب وشرد الكثير ، إلا أن ذلك لم يثن هذا الشعب عن نضاله وكفاحه المرير من أجل حقه ، وبالتالي تنظيمه وتأطيره تحت ممثل شرعي وحيد أسس في 10 ماي 1973 هو الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.
وانتفاضة الاستقلال في المناطق المحتلة هي امتداد طبيعي لانتفاضة الزملة التاريخية نظرا لان نفس الاكراهات والأهداف لازالت قائمة و المواجهة الآن مع المحتل المغربي وليس الاسباني لكن يظلان متشابهان في السياسات رغم اختلاف ظروفهما مادام بيت القصيد يبقى هو إجهاض حق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال واستغلال ثرواته وطمس هويته الوطنية. والمرحلة الحالية التي يمر بها كفاح شعبنا العادل تفرض أن تكون الانتفاضة عملا محوريا يغذي كل أطراف الجسم الوطني لكونها تأتي في ظل ظرف يتسم بوقف لغة البنادق وانسداد في أفق الحل من جراء التعنت المغربي في احتلاله اللاشرعي للصحراء الغربية.
وقد عرفت هذه الانتفاضة بدورها ، محطات متنوعة ومسارا متطورا يدل على مستوى حجم الوعي الجماعي الذي ارتقت له الجماهير الصحراوية، ففي البدء كانت الانتفاضة متفجرة بالشوارع بالعاصمة المحتلة العيون، وما فتئت أن انتقلت إلى المواقع الجامعية، ومن ثم إلى كافة المدن الصحراوية، والجاليات بالخارج، وقد جوبهت بحملات قمعية خطيرة من طرف أجهزة الدولة المغربية، لكن الأمر انتقل إلى ساحات أخرى أوسع، فانضم التلاميذ إلى الساحة وأسسوا لبداية النضال من داخل المؤسسات التعليمية والمعاهد والمراكز، بل انتقلت الشرارة لتصل إلى أسوار المدارس الابتدائية، وجوبهت هي الأخرى بنفس السلوكيات القمعية القذرة.
وبفضل القدرات اللامتناهية لهذا الشعب العظيم على صنع المستحيل، طورت الحركة النضالية الصحراوية هذا الفكر الذي مزج بين المآسي والآلام والتطلعات في الحرية والانعتاق فحولها الى صخرة قوية تبلورت في انتفاضة سلمية كأسلوب حضاري عجزت أمامها الآلة العسكرية الضخمة التي حشدها النظام المغربي ، واتخذ هذا الفعل أبعادا سياسية مختلفة داخلية ودولية أذهلت المحتل الغاشم وفرضت الاعتراف بوجود هذا الشعب وكرست هويته الوطنية وحقه في تقرير المصير والاستقلال.
لقد توالت الانتفاضات تلو الانتفاضات، فجاءت انتفاضة 1987 التي شهدت اختطافات بالجملة وانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان الصحراوي الأعزل فوق أرضه المسلوبة ، ذنبه الوحيد في ذلك أنه خرج في مظاهرات سلمية لاستقبال "البعثة الأممية لتقصي الحقائق في الصحراء الغربية" أثناء زيارتها للإقليم، كما كانت للشعب الصحراوي وقفة مع انتفاضة أخرى هي انتفاضة 1992 التي انطلقت شرارتها في 24 سبتمبر 1992 من "آسا"، هذه الانتفاضة كانت دليلا قاطعا على وحدة وصلابة الشعب الصحراوي في مواجهة الاحتلال، وعلى إثرها قامت سلطات الاحتلال بتعزيز المنطقة بأجهزة أمنية تفوق سكان المدينة بالأضعاف المضاعفة، حيث قامت هذه الأجهزة اللعينة بمواجهة المنتفضين المتظاهرين، واعتقال العديد من رواد هذه الملحمة البطولية ممن عانوا السجون والمعتقلات السرية ب"انزكان" المغربية وغيرها من المعتقلات الرهيبة. لتعقبها مباشرة انتفاضة 1993 التي شهدت نوعا جديدا من الغطرسة المخزنية المغربية، حيث تمت محاكمة مجموعة من الشباب الصحراوي بينهم قاصرون ، حوكموا محاكمة عسكرية، رغم أنهم مدنيون طلاب في الإعداديات والثانويات ولا علاقة لهم بالعسكر لا من قريب أو بعيد.
وخلال سنة 1992م وبعد اتفاق وقف اطلاق النار بدأت الانتفاضات الصحراوية تتوالد من بعضها البعض، فكلما قُمعت إحداها بالقوة تنزل الأخرى إلى الشارع قبل أن تجف دماء ضحايا الأولى، وقبل أن تمتص الجدران صدى أصوات متظاهريها المطالبين بتقرير المصير والاستقلال.
هذا الزخم الثوري جعل الصحراويين يبلورون استراتيجية وطنية في المدن المحتلة لكسر الحصار والجمود. كانت الانتفاضة فعلا ضاغطا قويا وضع القضية الصحراوية في طليعة الأجندات الدولية بدل إن تبقى أسيرة تقارير أمين عام الأمم المتحدة كل ستة أشهر. فلولا الانتفاضات لتم اغتيال القضية الصحراوية بالانتظار والنسيان الممنهج الذي يعمقه الاحتلال بالحصار المضروب على أي خبر يتسرب من الداخل الصحراوي.
وإلى غاية سبتمبر 2001م كان صدى انتفاضة 99 ملا زال يتردد في شوارع المدن الصحراوية المحتلة، وفي نفوس الصحراويين خاصة الذين عاشوا أحداثها البطولية. فتحت شعار " حتى لا ننسى، ومن أجل حفظ ذاكرتنا حية"، أحيا الحقوقيون الصحراويون إلى جانب مواطنيهم الذكرى الثانية لتلك الانتفاضة ابتداء من 22 سبتمبر 2001م على مدى أسبوع. خلال التظاهرة استعادت مدينة العيون المحاصرة ذكرى انتفاضتها الباسلة التي قُمعت ببشاعة، وذهب المشاركون إلى زيارة الأماكن التي سال فيها الدم وسقط الجرحى، ووضعوا باقات من الورد في تلك الأماكن وبدؤوا أسبوعهم المخلد لتلك الانتفاضة. أقاموا المعارض الفوتوغرافية، وعرضوا أشرطة الفيديو الخاصة بالحدث، وعلقوا على الجدران لا فتات كبيرة كتبوا عليها" لا بد من وضع نهاية لانتهاكات حقوق الإنسان في الصحراء الغربية." ،" لا راحة ولا نوم ما دام إخواننا في السجن." وتخللت التظاهرة تدخلات للكثير من الذين اختطفوا إبان تلك الانتفاضة التي لا تنسى، كما وُجهت عديد الرسائل والتوصيات إلى المنظمات الدولية ورمي الكثير من هذه الرسائل أمام مقر الأمم المتحدة في المدينة.
وفي منتصف نوفمبر 2001م منعت الانتفاضة ملك المغرب من زيارة مدينة السمارة التي سيطر عليها المتظاهرون المنتفضون بالكامل لمدة يوم. لم تستطيع قوات الأمن الاشتباك معهم فاستنجدت بالجيش المغربي المرابط قرب المدينة. في الليل قام الجيش مدعوما بالدبابات بتوغل، لا يبتعد كثيرا عن توغلات الجيش الإسرائيلي في المدن الفلسطينية، فأعاد احتلال المدينة بالقوة. دخل الجيش المدعوم بقوات الأمن المدينة ليزرع الرعب في أوصالها ويسكت أنفاسها فكانت المجزرة. بقيت آثار الدم في الشارع وعلى الجدران، وسِيق الشباب المنتفض بالعشرات إلى السجن. كل العالم تحدث عن فظاعة ما جرى، فحتى مجلس الأمن في جلسته ليوم 30 نوفمبر 2001م عبر عن مخاوفه بشأن ما حدث في السمارة. نفس الشيء حدث حتى في الولايات المتحدة الأمريكية حيث بعث 10 أعضاء من الكونغرس رسالة إلى الرئيس بوش يوم 28 نوفمبر 2001م يخبرونه فيها بحال حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، والاستفزازات المغربية التي قام بها الملك المغربي حين زار الإقليم غير خاضع للسيادة المغربية.
وخلال عقد ونيف من النضال السلمي حقق العمل الحقوقي الصحراوي، رغم الخنق الأمني المغربي، إنجازات تاريخية في المدن المحتلة بعد أن تمكن من إزاحة الستار المظلم عن الإقليم الذي كان حديقة سرية مغربية تنتهك فيها بفظاعة حقوق الإنسان في الظلام بعيدا عن الأضواء والأعين. لقد تمكن الحقوقيون، باستعمال وسائلهم الخاصة، من نقل الصورة الحية للإقليم المنكوب بفعل إرهاب الدولة المغربية إلى العالم الذي يظن الكثير منه انه لم تعد في كوكبنا دولة تمارس هذا الأسلوب المهين للكرامة البشرية.
سنة 2001م أصبحت الانتفاضة حدثا يوميا لا يتوقف؛ حدث يتنفس من خلاله الصحراويون بعد الكبت الذي عانوا منه طويلا تحت الاحتلال وفي الشتات سنوات عديدة. وبالمقابل زاد المغرب من خرقه لحقوق الإنسان: الاعتقالات لا حصر لها، التنكيل، القمع الوحشي الذي أدى إلى سقوط ضحايا تحت التعذيب. في سنة 2003م يتم اغتيال اثنين من مناصري القضية الصحراوية تحت التعذيب وهما محمد بوسته ورمضان الليثي، وفي 30 افريل 2004م يُغتال سليمان شويهي في الاعتقال في ظروف قيل أنها غامضة، يوم 18ماي 2004م يغتال حسن هدي في السجن لكحل بالعيون بطرق تعذيبية قبيحة بتهمة التحضير لتخليد ذكرى 20 ماي الوطنية.
ومع بداية شهر مارس 2005م التهبت ساحة الانتفاضة في المدن المحتلة. نسقت فعاليات نضالية متنوعة للتظاهر من اجل الكشف عن مصير كافة المعتقلين الصحراويين، وتنديدا بالعبث بالموارد الإقتصادية للإقليم. قامت هذه الجمعيات أيام 1، 2 مارس بإخطار كل المعتقلين الصحراويين في السجون المغربية أنها ستشرع في سلسلة أعمال لصالحهم مثل الاعتصامات والإضراب عن الطعام. المبادرة لاقت تجاوبا سريعا من طرف كل المعتقلين في السجون المغربية وفي المدن المحتلة. يوم 3مارس 2005 م تجمعت حوالي 600 امرأة صحراوية في العيون المحتلة، ونظمن انتفاضة مطالبات بحقهن في التمتع بالحرية مثل بقية نساء العالم. في الحدث حملن صور أبناءهن من ضحايا الاختفاء القسري الذين لا يعرفن لهم مصيرا منذ اختطافهم من طرف الشرطة وقوات الأمن المغربية على اثر مشاركتهم في الانتفاضات السلمية السابقة.
وفي يوم 8مارس 2005م، نظم الطلاب والطالبات الصحراويين مسيرة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة في جامعة الرباط للتضامن مع انتفاضة النساء الصحراويات في العيون، وطالبوا بنفس مطالبهن. وبسبب حساسية المكان تدخلت قوات مكافحة الشغب وأحدثت مجزرة في صفوف الطلاب الصحراويين تركت وراءها 29 جريحا والعديد من المعتقلين.
انطلقت فعاليات انتفاضة الاستقلال الكبرى بمناسبة ذكرى 20 مايو 2005م، التي خرجت عن دائرة سيطرة الاحتلال، بسبب تنوعها وشموليتها، في كل مكان يتواجد فيه صحراوي حتى لو كان قسما دراسيا في عمق المغرب ويتواجد فيه تلميذ صحراوي أو اثنين.
انتفاضة الاستقلال التي اخذت شكلا تصاعديا منذ ذلك الوقت حتى بلغت ذروة الحراك الشعبي في مخيم اكديم ازيك نوفمبر 2010 ليتدخل الاحتلال بطائراته وقواته بمختلف تشكيلاتها المدججة بانواع الاسلحة لتفكيك المخيم السلمي بالقوة، وشن حملة الاعتقالات في صفوف الصحراويين وتقديم المعتقلين السياسيين على خلفية اكديم ازيك امام القضاء العسكري لينالوا نصيبهم من الاحكام القاسية التي بلغت حد المؤبد.
هذه الانتفاضة ومنذ هذه الاحداث اخذت شكلا تنازليا خطيرا اثر على المعنويات العامة وخاصة السجناء الذين قدموا ارواحهم رخيصة في سبيل تحقيق امال وطموحات الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال.
زيارة ملك المغرب الى ميدنة العيون المحتلة بمناسبة الذكرى الاربعين لغزو والده للمدينة المحتلة كشفت اسطوانة بولسان المشروخة والتي ظلت الوزارة المعنية ومكتب كناريا يتغنون بفاعليتها وتحريكها في الوقت المناسب، حيث احجمت الانتفاضة هذه المرة عن الفعل في وجه زيارة ملك الاحتلال للعاصمة المحتلة.
مع جمود مس مختلف جوانب انتفاضة الاستقلال في الفترة الاخيرة خاصة بعد المؤتمر الرابع عشر للجبهة فهل يحدث تعيين البشير مصطفى السيد وزيرا لشؤون الارض المحتلة والجاليات التغيير المنشود في لملمة الجهد المبعثر لفعاليات انتفاضة الاستقلال التي تحتاج لمن ينصت لها ويتعامل معها على قدم المساوة ويرسم الاستراتيجية القادرة على توحيد جهدها النضالي ضد استعمار لا يدخر جهدا في العبث بين مكوناتها وزرع الالغام في طريقها.
وفي انتظار الوافد الجديد على هرم الوزارة الوصية وامانة الارض المحتلة وحقوق الانسان تبقى جملة من التساؤلات والاشكالات مطروحة وفي مقدمتها اسباب تغييب رموز الانتفاضة الذين قضوا اكثر من 16 سنة خلف دهاليز مكونة واكدز الرهيبة عن المشهد؟ واين توارت الوجوه التي كانت تؤطر المناضلين بالمدن المحتلة وتشرف على تطويعهم في العمل السياسي وكيف تم استبدالها بنشطاء العمل الاجتماعي والمطالبة بالحقوق الاجتماعية؟ الا يعد هذا تراجع عن الحق السياسي الذي يجب ان يتصدر اي عمل نضالي بالارض المحتلة؟ ثم من المسؤول عن تشظية العمل النضالي وتفريخ الكيانات عديمة الجدوى؟ وتغذية الصراعات بين بعضها؟ كيف فشلت الوزارة المعنية ومكتب كنارية في احتواء الالاف من الكفاءات العلمية في جميع التخصصات، وتأطيرها لصالح قضية كل الصحراويين؟ الا يعبر الاحجام المخجل عن ضعف كبير ادى الى النكسة التي تشهدها جبهة الانتفاضة في الفترة الاخيرة؟ ام ان كل الاخفاقات التي تتخبط فيها إدارة المناطق المحتلة هي انعكاس طبيعي للضعف الداخلي؟
وفي الاخير تبقى مسؤولية كل الصحراويين في الشد على أيادي جماهيرنا في المناطق المحتلة ودعمها بكل الوسائل المعنوية والمادية، ونحن مقتنعون أن هذه الجماهير لازالت تمتلك من العزيمة والإرادة والذكاء ما يجعلها أن تصنع معجزات أكثر خاصة وهي التي استطاعت أن تؤجج روح الانتفاضة في كافة المدن والقرى والجامعات.