"أمير المؤمنين" مدعو لزيارة إسرائيل"
وجّه اليهودي آفي غاباي، زعيم حزب العمل الإسرائيلي يوم أمس، دعوة إلى الملك محمد السادس للقيام بزيارة لإسرائيل وذلك في وقت يوجد فيه السيد بوريطة و زير خارجية المملكة في القدس مما أثار جدلا واسعا في الأوساط الفلسطينية التي تناقلت الخبر صباح اليوم,
الموقع الإخباري "رام الله" يشير الى أنه المثير في هذه الخطوة الإسرائيلية أنها صدرت من داخل المغرب، من خلال الاستجواب الذي خصّت به مجلة «بولسيرفاتور دو ماروك» السياسي الإسرائيلي آفي غاباي.
يشار إلى أن حزب العمل قاد الحركة الصهيونية وحكم إسرائيل بلا انقطاع لمدة 29 عاما من 1948 حتى عام 1977 وكان إيهود باراك آخر رئيس وزراء من حزب العمل، وشغل المنصب بين عامي 1999 و2001.
كان آفي غاباي وزيرا للبيئة خلال عامي 2015 و2016 في حكومة نتانياهو. لكنه استقال في أيار/مايو من نفس السنة و يعتبر حزب العمال الاسرائيلي أبرز تشكيلات المعارضة في الدولة العبرية,
اليهودي آفي غاباي يضيف في مقابلته مع المجلة المغربية من داخل المغرب و بالتزامن مع وجود السيد بوريط في القدس بأن دعوة الملك المغربي الى إسرائيل هي " من أجل السلام ومن أجل تطوير التعاون الاقتصادي بين البلدين، والذي انطلق منذ التسعينات، وذلك لما فيه مصلحة الشعبين الإسرائيلي و المغربي"
إذا لاغرابة في توقيت هذ التصريح فأمير المؤمنين حافظ على علاقاته مع بني صهيون، على الرغم من قطع العلاقات ظاهريا، في البداية من خلال آندري أزولاي، الذي كان مُستشار والده للشؤون الإسرائيلية، وفي السنوات الأخيرة من خلال رئيس الجالية اليهودية في المغرب، اليهودي سرج باردوغو.
المحادثات ظلت مستمرة بصفة سرية وخاضها موظفون من وزارتي خارجية الدولتين ومسؤولون أمنيون فيهما ثم بعض اللقاءات الأخرى علنا. دُعي في عام 2003 وزير الخارجية في حينه، سيلفان شالوم، لزيارة رسمية إلى المغرب والتقى مع الملك محمد السادس، الذي طلب منه استغلال علاقة إسرائيل مع الولايات المتحدة، لدعم موقف المغرب في قضية الصحراء الغربية,
و اليوم و كما أشرنا في مقال سابق تحت عنوان " المغرب يتجه الى إسرائيل بعد تعيين بولتون" بأن ما قاد السيد بوريطة الى القدس ليس حبا في القدس و لاأهلها و هذا ما جعل صحافة المخزن و التي هي معروفة بالتطبيل تحتشم في الدعاية للزيارة ولو أنها ظاهريا من أجل فلسطين و اقتصرت على غير عادتها على ذكر الخبر فقط , بل زيارته من أجل المتجارة بالقضية الفلسطينية و مقايضة القدس كعاصمة لآسرائيل من أجل التدخل الإسرائيلي لدى الإدارة الأمريكية و خاصة لدى صديق القادة الأسرائيلين السيد جون بولتون الذي رفع العلم الأزرق فوق البيت الأبيض حسب تعليق الصحافة الإسرائيلية.
إن تعيين السبد بولتون كمستشار للأمن القومي الأمريكي قلب كل حسابات المخزن وحاميته فرنسا بشأن مسار تسوية نزاع الصحراء الغربية ووضع الدبلوماسية المغربية في موقف لاتحسد عليه فيطير بوريطة الى القدس ظاهريا , ليحيك خيوط الدسائس مع بني صهيون باطنيا و يقايضهم بتخلي المملكة عن فلسطين مقابل دعمها في قضية الصحراء الغربية و ليست دعوة العاهل المغربي شخصيا الى زيارة اسرائيل من طرف أحد أركان النظام اليهودي في هذا الوقت بالذات الا رسالة واضحة يحسن الصحراويون قرائتها بين ما يستغربها الإخوة الفلسطينيون و الأيام ستكشف عن المستور.
بقلم. محمد فاضل محمد سالم