المغرب يسقط في الفخ
سلك المغرب في الأشهرة الأخيرة سياسة التصعيد الدبلوماسي و التهديد العسكري و التجيش الشعبي ‘ و أقا م الدنيا على ما أسماه إختراق قوات البولساريو للمنطقة العازلة و التقطت أقماره الصناعية الجد متطورة بناية من الطوب قال أنها شيدت مؤخرا و بقربها خمس أعنز تبحث عن الكلء. دق المغرب ناقوص الخطر؛ فسارع الى عقد إجتماع طاريء لوزارة الدفاع و دجاج البرلمان وهرولت أحزاب الإدارة كل يزايد على الآخر الى العيون المحتلة في مسرحية سيئة الإخراج ؛ فهدد العثماني بالحرب و سارع بوريطة الى مراسلة دول العالم و منها الدول الكبرى لإطلاعها على الإوضاع الخطيرة في الصحراء الغربية و أن المغرب نفذ صبره ولا يمكن له أن يبقى يتحمل إستفزازت البوليساريو في منطقة الكركرات و غيرها.
توهم المغرب إعتمادا طبعا على فرنسا بأنه سيعطي الضربة القاضية للبوليساريو بقرار صارم من مجلس الأمن يدين الجبهة أو على الأقل يحشرالمجلس في نقاش موضوع الكركرات فقط ؛ أوفي أدنى الحلات و تحت تأثيرالهالة الدعاية يكتفي مجلس الأمن الدولي بدعوة طرفي النزاع الى التهدئة و الحفاظ على الأوضاع كما هي الى العام القادم كما هو الشأن في ما سبق. هذا ألأمر في حد ذاته يصب في صالح المغرب ‘بل يمكن أن يكون إنتصارا يجنبه الورطة التي و ضعه فيها الإتحاد الإفريقي والإتحاد الأوربي ويجره اليها المبعوث الأممي السيد كوهلرو مساعديه. لكن كما يقال من يزرع الرياح يحصد الزوابع فالحكومة المغربية خدمت القضية الصحراوية من حيث لا تدري و سقطت في الفخ الذي نصب لها بإحكام من طرف السلطات الصحراوية حيث أن صورة الحرب الوشيكة التي أوصلتها الحكومة المغربية الى مجلس الأمن جعلت هذا الأخير:
1) في حالة إجتماع دائم حول قضية الصحراء الغربية ‘حيث نص قراره2414 على تقليص فترة عهدة المينورسو الى ستة أشهر و ذلك يعني أن المجلس ملزم بالإجتماع كل ستة أشهر حول ملف الصحراء الغربية بل طلب من الأمين العام السيد غوتيرس إطلاعه على أي مستجد وبإمكانه الدعوة لإجتماع المجلس في أي وقت يراه ضروريا.
2) تقليص عهدة المينورسو الى ستة أشهر هذا يعني إلحاح مجلس الأمن على طرفي النزاع على المشاركة في أسرع وقت ممكن و دون تأخير في الجولة الخامسة من المفاضات التي التزم و يسعى المبعوث الشخصي للأمين العام بشكل حثيث الى تنظيمها دون أية شروط مسبقة و بحسن نية , مما أوصد باب التماطل و أقبراللقيط الميت “الحكم الذاتي”.
3) والأهم هو تكرار مجلس الأمن لتقرير مصير الشعب الصحراوي ثلاثة مرات في تقريره وحدد المملكة المغربية و جبهة البوليساريو كطرفين للنزاع عليهما التفاوض المباشر لوحدهما و تحت إشراف الإمم المتحدة مما أفشل محاولة المغرب إدخال طرف آخر.
إن الأهم من المهم هو الحاح مجلس الأمن الدولي على ضرورة إنطلاقة العملية السياسية التفاوضية في الصحراء الغربية والتي يتهرب منها المغرب ؛ دون تأخر و لا تماطل مما سيحد من مناورات الحكومة المغربية ويعري وليّ نعمتها فرنسا أمام الملأ.
لاشك أن الأشهر الستة القادمة ستكون ساخنة و حبلى بالأحداث فهل سيتعقل حكام المغرب ويجنبوا شعبهم مخاطر لا يعلمها الله و يدخلون في مفاوضات بنية صادقة و على أساس قرارات مجلس الأمن و الجمعية العامة للأمم المتحدة لإنهاء مأساة الشعبين الشقيقين الصحراوي و المغربي؟
فيما يخص الشعب الصحراوي فإن اليقضة و الحذر و الأستعداد لكل إحتمال هم اليوم مطلوبون أكثر من مامضى فالخناق يشتد على المعتدي و مجال المناورة لديه أصبح صفر مكعب من مايستدعي الوحدة و الإستنفار التام و الدائم فمن سقط في الفخ سيعمل بكل قواه ليتخلص منه و لو بالحرب.
بقلم : محمد فاضل محمد سالم