-->

الأوفياء، بعطاءاتهم يمجدون.


الجرح غائر و مواجع افئدتنا في فقدانك تزداد تعمقا .... 
فقدناك و قبلك قوافل الشهداء، تماما كالقادم من رجال أوفياء جعلوا العسير يسيرا و المستحيل سهلا ...
ركب الشهداء بلا نهاية ......
و العظمة و الوفاء خصال، لا تطلق إلا على من وهب نفسه مضحيا، في سبيل عهدا قطعه و لم يتخلف عن دربه قيد أنملة..
كم في المقابر من أمثالك، الفرد الواحد منهم نمر، عرينه وطن لم يساوم عليه و لا تخلف عن عهده حتى وافاه أجله شامخا .....
مقدام، صابر، ما تأخر في دربه، مؤمن بحقه، صائن للعهد، فقد في سبيله الصديق، و الحبيب، الاخ الرفيق ...
ينتصر او بالشهادة يظفر ......
لا يخسر لا لا لااا ......
شامخا مشرئبا للمعالي..... 
ناهلا من منهل النخوة ......
إذا قل النصير لا يتضعضع و لا تهون عزيمته عن نصر هو له متطلعا منتظرا ......
رجل حاضر فيه الوطن ملازمه .....
ذائب في سبيله حتى النخاع ......
إلى الأمام واثق الخطى ما التفت قط إلى الخلف، و لا كان من بين أقرانه أقلهم عملا و أخرهم إقداما.
خاض المواجهة ذودا عن مشروعه كالأسد، لم يتراجع و لا هو تهاون، حتى أذن الله بيوم كان مفعولا ...
حكم الضمير، فعاش رجلا حرا حتى استشهد وفيا .......
البخاري، كل طاهر نقي مثلك، إمتطى جواد الصبر، و سقى العدو مرارة الهزيمة، فبعث الأمل في الرفيق و الصديق، و أعطى الدفعة للمتردد و ثبت بتفانيه أقدام المترنح...
الموت حق و قدر الله لا مفر منه، أراد لك أن تقادر دنيانا عظيما، شهما، مرفوع الرأس.
عهدنا لك البخاري حتى الأخر... 
فبلغ من تجد قبلك من بنو الجلدة من شهدائنا الأفذاذ: 
إما نصر يرضيك و يرضيهم ، أو تضحية تلحقنا بركبكم الشريف و ما خسرنا.
أبلغهم ايضا، أننا ها هنا ناظرين، نلتحم عند الشدة، و نقوى بالمصيبة، عدونا واحد، و هدفنا واحد...نعي المسؤولية و نثمن التضحية، نصون العهد و لا نفرط في العقد.
البخاري أبلغهم أيضا، أن الشبل منا يولد رجلا، و الصغير يرضع لبن "ألزنفه" 
الشهيد قدوتنا، رسخ التضحية تقليدا، تتوالى على منواله الأجيال معاهدة بمواصلة الثورة ....
نساءنا حبلى بأمثالكم من البررة الأفياء
و أبلغهم أيضا أن الوحدة الوطنية تتقوى، و الانتصارات تتالى، العزيمة تترسخ و تزداد، الإجماع على أوحدية التمثيل و الإلتفاف حول الممثل الشرعي و الوحيد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب، وسيلة و ضمانة العبور السياسي الآمن و المؤتمن على المسار و المصير.
وداعا البخاري أحمد برك الله.
بقلم: الشيخ لكبير مصطفى سيدالبشير

Contact Form

Name

Email *

Message *