-->

فوضى السياسة وزنازن السلام


تمر الحياة بين حلم و امنية ، و لا يكون الا مختاره الله ،و اختار القدر ان نقبع تحت زنازن الملاجي و فوق اوديتها و مياهها العكرة وعلى روبُعها القراء،  حكم الزمن عليهم و عصى و عبس علينا بوجهه   المنهك والمثقل بالمأسي و المصائب والمكائد من كل حدبٍ وصوب  ،احكمت الطبيعة المُتجهمة قبضتها و آسرتنا ، حتى بِتنا نناجي البقاء ولم يعد هدفنا الاسما العودة الى أرض الوطن بل و  كلٌ اضحى يغني على ليلاه نفسي ! نفسي! خُبزي ! خُبزي !    !!! دفعنا  ثمن السلأم غاليا  ،   خذلتنا السياسة  وخذلنا الساسة  انفسهم ،من شدة تكرار سيناريوهات  القضية وخبثها المتواصل  الفنا النتائج و اضحت من المسلمات لدينا لم يعود للمذياع قيمة حتى الشيوخ الذين عاصروا باكورة  الثورة ماتت فيهم ذروة  النصر ونشوته  و شاخت و ذبلت واندملت ، واذا كان   من كبد المعناة تولد الهِمم و  العزائم  فإن معاناتنا فاقت تِلكُمُ الحدود حتى تلوثت افكارنا و نسي الطين ساعدةً أن الغاية تبرر الوسيلة  حتى الخطابات المُشجعة ولغة الصبر  التى تحاول ضخ دماءٍ جديدة لم تعد تجدي النفع او تستجدي الموطنين انفسهم ،   
تحدثنا للعالم عن الحرية ولم نبصرها ناشدنا المدن و العواصم قدمنا كل السُبل المُسيسة وكنا  نُسبق بالف ميل و خطوة  واحتجنا الى عقل الحكمةو البصيرة و  وجادة الصواب و افتقرنا الى كل المقومات لقهر الاعداء ،  كلما ابصر النصر النور وعانقت عيونه اعنان السماء حتى تلاشى تلشي السراب في عز صيفي وقفار ملاجينا المتعادة و المعهودة ، افسدت الملاجي كل حلم جميل فينا بحكم اتخاذ سياسات و منظومات هشة و رديئة  لاتبنى اعلى اسس او معاير ،  ولو انتهج الساسة سبل اكثر فعاليه و اقناع  و تخلصوا من سياستهم التقليدية التى  عفى الزمن عنها و داس عليها  ، و اتخذوا  العلم و التعلم، التنظيم و التسير المحكم وتجردوا  من هوس القبلية  ، الكفاءة والصرامة،  المساواة لا كُلِلو بالنجاح ولا  افلحوا و تقدموا الف  خطوة  نحو الامام و  و ما هذا الا قليل من كثير  .  وقتها يمكنك تحقق ما يصبو اليه كل حالم بالاستقلال و كلها احلامٌ تراودنا  و اهداف نلأمس صداها في الأفق القريب. حتى  مللنا غلق الأمم علينا ، مللنا التعاطف المزيف .مللنا  راوية أبريل الشهيرة مللنا اللجو و الملأجي اوهمونا أن مسلسل اللجوء اوشك على حلقاته الأخيرة،  اوهمونا ان النصر يقترب ،ونسوا أن لعلاقات   السياسة  ثمن و ودين انحصر في جملة اعتراضية شهيرة انه لا عداء دائم  ولا ودٌ دائم ولكن مصالح دائمة. و أن  السياسة في حد ذاتها مبنية على المكر والخديعة و الغبث يدفع المساكين فتورتها و بينما يعشون اخرون في كنف ظلالها المثمرة و المريحة يتسمرون ـ انها لعبة غذرة بعقول راحجة وليس كل  ما يتمناه المرء يدركه  و اجمل  الأشعار ذاك البيت الذي ابلغٌ صدره من عجزه ، وضر القائل من قال: 
لعَمٌرِكَ مَاضَاقتٌ بلادٌ باهلها...  و لكنّ قلوب الرجالِ تضيقُ ...
نكتب اوجعنا و نحن نعلم بأن الكتابة ليست سبيلاً لمحوها ـ لكن وجع مكتوب خير من الفِ وجعٍ مكبوت .
بقلم : السالك الحسين

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *