-->

الشهيد محمد عبد العزيز من جبهات القتال الى قيادة الحركة


لم يكن الشاب اليافع محمد عبد العزيز، يطمح او يحلم يوما بان يصبح قائدا عسكريا، أو زعيما ثوريا وهو يتحرك ضمن مجموعة من رفاقه للبحث عن اطار سياسي وفكري يحتضن نضالهم ضد الاستعمار، ويؤسس لحركة تحرير تخلص الشعب الصحراوي من قيود الاستعمار، وهيمنة القوى الأجنبية، لكن اجتماع خصال القوة والشجاعة مع التواضع والإيثار وحب التضحية، مكنت للرجل بين رفاقه وسرَّعت بتدرجه في جيش التحرير من جندي إلى قائد للناحية العسكرية الأولى ثم قائدا لمجلس قيادة الثورة وزعيما للجبهة ثم رئيسا للجمهورية الصحراوية.
حيث انضوى ضمن الالاف من المقاتلين الصحراويين في الطلائع الاولى لجيش التحرير، وشارك في عمليات بطولية تصدت لبدايات الغزو المغربي الذي احرق الاخضر واليابس بمدن ومداشر شمال الصحراء الغربية.
بالرغم من الجرح الذي اصابه ظل محمد عبد العزيز مصرا على العودة الى جبهات القتال وخلال شهر يونيو 1976 عقد مكتب الجبهة الشعبية بتندوف اجتماعا دام لساعات وحضره الى جانب محمد عبد العزيز، كل من بلاهي السيد وسيد احمد احمد محمود عضو المكتب السياسي المعروف بالسيموناكي مدير الاذاعة الوطنية حينها، وكان الاجتماع ضمن التحضير للمؤتمر الثالث للجبهة، وخلال النقاش لم يبد محمد عبد العزيز رغبته في المشاركة في المؤتمر وجدد اصراره على الالتحاق بجبهات القتال، لكن بعد نقاش عميق تم اقناع محمد عبد العزيز باهمية المشاركة في المؤتمر الثالث وضرورة الحضور وفي الاخير حضر وكانت مداخلاته عميقة وصريحة وكانت جلسات المؤتمر متواصلة ربطت الليل بالنهار .
انعقد المؤتمر الثالث للجبهة في فترة صعبة من تاريخ الشعب الصحراوي، فقد جاء مباشرة بعد رحيل الزعيم، ومفكر الثورة الصحراوية الولي مصطفى السيد، الذي استشهد في الهجوم على مدينة نواقشوط يوم 09 يونيو 1976، وكان ذلك في أول هجوم عسكري قادته الجبهة ضد نظام مختار ولد دادّاه في العاصمة الموريتانية نواقشوط.
كما أنه كان أول مؤتمر ينعقد بعد الرحيل الفوضوي لإسبانيا التي كانت تتولى القيام بمهمة الإدارة في الصحراء الغربية، متنكرة لمسؤوليتها التاريخية في تسليم الاقليم لاهله.
وقد خرج مؤتمر الشهيد الولي مصطفى السيد الذي انعقد في الفترة مابين 25-28 غشت 1976 ورفع شعار: " لا استقرار ولا سلام قبل العودة والاستقلال التام" بانتخاب محمد عبد العزيز امينا عاما للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، وبجملة من القرارات الهامة تمثلت في إعداد أول دستور للدولة الصحراوية ، ودراسة إمكانية بناء الادارة الصحراوية لتسيير شؤون المخيمات وضمان التعليم والتمدرس لكل التلاميذ، والارتقاء بالخدمات الصحية، مع التأكيد على وحدة القيادة والشعب والدعوة إلى شن هجمة الشهيد الولي مصطفى السيد التي امتدت من شهر يونيو 1976الى غاية ديسمبر من سنة 1978.
ص 65 رجل الحرب والسلم ـ حمة المهدي

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *