-->

اذا ارادت القدرة الخلود للانسان

تحل هذه الايام الذكرى الثانية لرحيل فقيد الشعب الصحراوي الرئيس الراحل محمد عبدالعزيز وسط بصمات جلية لأثار هذا الغياب داخليا وخارجيا، ففكر الرجل لا يزال حاضرا بقوة في الضمير الصحراوي الحر الذي لا يتنكر لفضائل أبنائه وملاحمهم ومآثرهم الخالدة.
ان الحديث عن المسيرة الحافلة للشهيد محمد عبد العزيز تحتاج الى مؤلفات و مؤلفات حتى نفي الرجل حقه و ننصفه كقائد اسطوري لن تجود الثورة بأمثاله لأعوام وأعوام.
وبالرغم من اني لم اكن من الذين يسبحون في فلك فقيد الامة الصحراوية،الا اني كنت من اشد المعجبين بقدراته الخارقة في تدبير الشأن العام الصحراوي وقدرته على ادارة الازمات بكل حكمة وروية ،ودهاء ان تطلب الامر ذلك.
لقد سخر الراحل روحه وفكره لقضية شعبه العادلة وجعل من نفسه تلك الشمعة التي تحترق في صمت من اجل إنارة الدرب أمام رعيته،وحتى وهو على اعتاب أبواب العالم الاخر لم يستسلم وظل شامخا كالطوط باعثا تلك الامال وتلك الاماني في نفوس ابناء شعبه،فحتمية الاستقلال وعودة الشعب الى دياره حرا كانت تمثل صميم توجهاته وسياساته ،اين افنى عمره مصارعا ومرافعا ومنافحا عن تلك الاهداف النبيلة التي ضحى من اجلها قوافل من الشهدء البررة.
لم اكن اشعر في اي يوما من الايام ان محمد عبد العزيز رحمه الله رئيسا بالمفهوم البروتوكولي،فقد كان اقرب الى قائد في ثوب مواطن بسيط يعيش مثل ما يعيش أبناء شعبه في اللجوء ، او الى مقاتل يأبى التخلي عن بزته العسكرية التي سطر بها ملاحم بطولية ستبقى خالدة في وجدان وذاكرة كل صحراوي أبي.
واذا عدنا الى استحضار مسيرة الرجل العظيمة،لابد من الوقوف على الحضور القوي لإنتفاضة الاستقلال المباركة في عهدة والتي مرت ذكراها  الثالثة عشر هذا العام مرور الكرام وهي التي شكلت رأس الحربة في مسيرتنا التحريرية بعد توقيف اطلاق النار سنة 1991.
كما ان العدو المغربي ظل عاجزا في عهده ولعقود عن ولوج الاتحاد الافريقي او الاقتراب من الارخبيل الكوبي وغير ذلك من المواقع التي كان المغرب فيها عديم الهوية.
وسيكتب التاريخ بأن فقيد الشعب الصحراوي الرئيس الراحل محمد عبدالعزيز  الذي صنع الاجماع الوطني حوله بفضل حنكته وفهمه السليم لطبيعة محتمعه والذي كرس عمره في خدمة الجماهير قد نال الخلود الابدي في الذاكرة الجماعية للشعب الصحراوي كما قال رفيق دربه مفجر ثورة العشرين ماي الخالدة:"اذا ارادت القدرة الخلود للانسان سخرته لخدمة الجماهير" وسيقى التاريخ يحتفظ بمقولة الرئيس الراحل محمد عبد العزيز الخالدة:"فلا مستقبل ولا وجود للصحراويين إلا في وطنهم الحر المستقل، الدولة الصحراوية السيدة على كامل ترابها الوطني."
فلترقد روحك بسلام يامن كنت ابا لكل الصحراويين،سامعا لانشغالاتهم،قاضيا لحوائجهم،قاضيا على همومهم،بارا بكبيرهم،عطوفا على صغيرهم،فتجسد فيك قوله تعالى"مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا.
بقلم الاستاذ:التاقي مولاي ابراهيم.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *