-->

بعد إذلال سفيرها بالمطار.. اسرائيل: أنقرة باعت طهران مادّةً لتطوير النوويّ


يبدو أنّ الأزمة بين تل أبيب وأنقرة آخذة في التقدّم نحو مسار التصعيد من كلا الجانبين، فقد كُشف النقاب اليوم الخميس في تل أبيب عن أنّ تركيّا، بحسب مزاعم المصادر السياسيّة الرفيعة في تل أبيب، اشترت من شركةٍ إسرائيليّةٍ تكنولوجيا متطورّة جدًا، وقامت ببيعها لإيران، مُخترقةً بذلك الحظر المفروض على الدول والشركات بيع المواد المُتعلّقة بالأسلحة النوويّة، كما قالت المصادر لصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة.
وساقت المصادر قائلةً، بحسب الصحيفة العبريّة، إنّ منظمّة الأمم المُتحدّة شرعت بتحقيقٍ واسعٍ ومكثّف لفحص القضية، لافتةً إلى أنّ الشركة الإسرائيليّة، التي تتخذ من القدس الغربيّة مقرًا لها، أكّدت في تعقيبها على أنّها لا تبيع المواد التكنولوجيّة، التي قد تُستخدم لتطوير الأسلحة النوويّ لدولٍ مُصنفة إسرائيليًا على أنّها دول أعداء، بحسب تعبيرها.
علاوةً على ذلك، وفي إطار تأزم الوضع بين الدولتين، تُنشئ الحرب الدبلوماسيّة التي استؤنفت بين كيان الاحتلال وتركيا مبادرات إسرائيليّة تهدف إلى الإضرار بمبادئ أساسية لحكم الرئيس رجب طيّب أردوغان الذي يعرب عن دعمه لحماس، كما تقول وسائل الإعلام العبريّة، نقلاً عن مصادر سياسيّةٍ رفيعةٍ في تل أبيب.
وفي هذا السياق، أكّد الإعلام العبريّ أنّ بعض أعضاء الكنيست الإسرائيليين قرّرّوا تقديم مشروع قانون للاعتراف بمجازر الأرمن، التي حدثت في تركيا في بداية القرن الماضي، وللمرة الأولى، قررت جهات إسرائيليّة رسمية التطرق بشكلٍ علنيٍّ إلى إمكانية الاعتراف بالحكم الذاتي الكرديّ في تركيا، التي تعتبر تركيا زعماءه كمنظمات إرهابيّة.
وشدّدّت المصادر عينها على أنّه بعد تصريحات وصفتها بالخطيرة لأردوغان ضدّ رئيس الوزراء نتنياهو، وإعادة سفيري كلا البلدين، أعلن عضو الكنيست من حزب المعارضة الإسرائيليّة أنّه سيقوم بتقديم مشروع قانون للاعتراف بالكارثة الأرمينية.

وساقت المصادر عينها قائلةً إنّه بشكلٍ استثنائيٍّ، انضمّ إلى هذه المبادرة عضو كنيست من حزب الائتلاف قائلاً، بحسب وسائل الإعلام العبريّة: ما زال الوقت ملائمًا لتحقيق العدل. وزاد قائلاً: آن الأوان للاعتراف بشكلٍ رسميٍّ بالمجزرة الأرمينية. هل يمكن ألّا تعترف دولة الشعب اليهوديّ، بعد كل ما عانى منه اليهود بهذه المجزرة؟، تساءل النائب في الكنيست الإسرائيليّ.
على صلةٍ بما سلف، غردّ وزير الأمن الداخليّ الإسرائيليّ، غلعاد أردان، وهو من صقور حزب (ليكود) الحاكم بقيادة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، غردّ في حسابه على تويتر ثانية تغريدة نشرها سكرتير الحكومة سابقًا، المُحامي تسفي هاوزير، كتب فيها: آن الأوان للإعلان رسميًّا عن دعم إسرائيل للحكم الذاتي الكردي في شمال سوريّة، وليس الإعلان فقط، بل يجب العمل من أجل حمايته، حتى إذا قررت الولايات المُتحدّة الأمريكيّة إيقاف نشاطاتها العسكرية في المنطقة الكردية، على حدّ تعبيره.
من ناحيته، غرد وزير التربية الإسرائيليّ وزعيم حزب “البيت اليهوديّ” اليمينيّ-الدينيّ المُتطرّف جدًا، نفتالي بينيت في حسابه الشخصيّ والرسميّ على موقع تويتر: توجهت إلى رئيس الكنيست طالبًا الموافقة الإسرائيلية الرسمية الاعتراف بالإبادة الجماعية الأرمينية التي نفذتها تركيا. وتابع قائلاً: طلبت من رئيس الحكومة أنْ يتطرق في جلسة المجلس الوزاريّ الإسرائيلي المُصغّر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) إلى الاعتراف بحقّ الأقلية الكردية في سوريّة، إضافةً إلى حقها بالحكم الذاتيّ، بحسب تعبيره. وطالب بينيت بشكلٍ شخصيٍّ الجمهور الإسرائيليّ: عليكم إلغاء رحلاتكم إلى تركيا حالاً. لن تتخلى إسرائيل عن احترامها وستُحافظ على حدودها ومواطنيها، قال الوزير الإسرائيليّ المُتطرّف.
وفي سياقً متصّلٍ، أعربت تل أبيب عن غضبها الشديد من إذلال السفير الإسرائيليّ المطرود من تركيّا لدى مغادرته إسطنبول في المطار: فقد طُلب من السفير الإسرائيليّ أنْ يخلع حذاءه، ووصل إلى المكان طواقم إعلام لتوثيق اللحظة، وقال المصادر في تل أبيب: استدعت الخارجية الإسرائيلية المسؤول عن السفارة التركية في تل أبيب، أوموت دينيز، للاحتجاج على المعاملة المهينة التي تلقاها السفير الإسرائيلي في مطار إسطنبول من قبل السلطات التركية قبل مغادرته البلاد في أعقاب الأزمة التي نشبت بين البلدين على خلفية الأحداث الدامية في غزة.
فقد نشرت وسائل الإعلام التركية التي دعيت إلى المكان مسبقًا، حسب الجانب الإسرائيليّ، لتوثيق إهانة السفير، صورًا يظهر فيها السفير الذي أبلغ أنّ بقاءه في أنقرة ليس مناسبًا في الوقت الراهن، وهو يخلع حذاءه ورجل أمن تركي يفتشه بصورةٍ مهينةٍ، وفي إحدى الصور ظهر السفير الإسرائيليّ وهو يرفع معطفه في الهواء.
وقال مسؤول إسرائيلي إنّ الإهانة كانت مقصودة والظاهر أنّ السلطات التركية دعت ممثلي الإعلام المحليّ ليحضروا الحدث في منطقة التفتيش الأمنيّ قبل الصعود إلى الطائرة والتي تكون خالية عادة من الإعلام. وأشارت وسائل إعلام عبريّة إلى أنّ الإهانة تذكر الإهانة التي أقدمت عليها إسرائيل في العام 2010 عندما دعا نائب وزير الخارجية الإسرائيليّ حينها، داني أيالون، السفير التركي للقاء وأجلسه على كرسيٍّ منخفضٍ، ولم يُرفع العلم التركيّ، كما يقول البروتوكول الدبلوماسيّ.
المصدر: راي اليوم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *