-->

الطبقية ..... و النضال من أجل محوها !!!

انتشرت العبودية و العنصرية الطبقية في مجتمع البيضان بشكل رهيب في زمن اللادولة، حيث كانت السلطة سلطة القبيلة و لفريگ, سلطة تحتكم للعادات و التقاليد و العرف الاجتماعي السائد مشكلة بذلك سلطة طبقية متفردة تمارس قوانينها على الطبقات المستضعفة بشكل عنصري صارخ إمتد تأثيره الى اليوم ... الى زمن الدولة.
فعلى الرغم المد التحرري في هذه الرقعة الجغرافية المسمات ارض البيضان و قيام الدولتين الصحراوية و الموريتانية لا تزال اثار العنصرية الطبقية شاخصة و لكن ليس بشكل صارخ كالذي كان يشهده المجتمع في غياب الدولة إنما بشكل صامت،و  العنصرية الصامتة هي عنصرية خفية لا يتم  الاعلان عنها بشكل صريح وهي تسود في أغلب الأحيان ولا يُمكن محاربتها بسهولة لأنها تتخفى في دواخل النفوس ، وتتجلى مظاهرها الامتناعية في عدم عقد الزيجات والصداقات بين العنصريين والمتنعصر ضدهم بينما تتجلى مظاهرها المستحدثة في قيام العنصريين بممارسات فردية في اقلب الأحيان و جماعية احيانا لكبح المتعنصر ضدهم أو حصرهم في حيز اجتماعي تقليدي عتيق.
و داخل هذا التفاعل الاجتماعي العنصري بصمت ظهرت حركات و جمعيات و شخصيات همها انها هذا الإرهاب المعنوي متخذة أشكال نضالية  مختلفة و متباينة و متاضدة أحياناً. كحركة ايرا بقيادة بيرام الردكالي و نضال الشخصية الموريتانية الرفيعة مسعود ولد بلخير . فالاولى اتخذت طريق راديكالية تشجع على العنصرية ضد المجتمع البيضاني من خلال التحريض على الكراهية بين أجناس و أعراق المجتمع الواحد أما الثاني و هو مسعود فقد انتهج طريق نضالية طويلة قادت إلى سن قوانين و نظم تحرم العبودية و تجرم العنصرية ضد الآخر و قد حقق بذلك انجاز استحق عليه تقدير الكل و معطيا بذلك مثال ودرس يحتذى به في الدفاع عن حقوق الطبقات المستضعفة و النضال من أجل تقوية جهاز المناعة الاجتماعية "الوحدة الوطنية" في مجتمع مزقه الجهل و الفقر المدقع.
لا شك أن تجربة الدولة لا تزال فتية في مجتمعنا و خاصتا المجتمع الصحراوي و الذي لا يزال يراكم تجربته في بناء دولة مؤسسات بعد إسقاط الثورة على المجتمع كي يعيشها  كحقيقية فعلية و بالتالي فإن تجربة النضال عن القضايا الاجتماعية لا تزال هي كذلك فتية جدا ولم تراكم بعد تجربة طويلة من شأنها محوا عنصرية صامتة و تثقيف و توعية مجتمع لا يزال متأثر بعصر اللا دولة و يحتكم للقبيلة كبنية اجتماعية اكثر من احتكامه للدولة كبنية سياسية تجمع الجميع تحت مسطرة القانون... لذا بات ضروري جدا أن نفتح نقاش وطني شامل يضع النقاط على الحروف و يكشف المستور بنقاش جهرا قضية صامتة ذات اعراض واضحة و لكن ليس براديكالية كبيرام و مشتقاته و إنما بوسطية و اعتدال... في كنف طبعا مبادئ و أسس الدولة الصحراوية و جبهة البوليساريو كخطوة أولى في الإتجاه الصحيح من أجل رفع الغبن عن هذه الفئات المظلومة إجتماعياً و تسليط الضوء على رقعة مظلمة من تاريخ الانسان الصحراوي.
إن لم يتم ذلك فإننا سنشهد لربما عصيان اجتماعي و قد يستقل من طرف انتهازيين من أجل تحقيق مصالح شخصية بحتة و الأدهى و الأمر أنه قد يستقل في ضرب الوحدة الوطنية سر الاوجود و هذا ليس مستبعد في ظروف اليوم و التي تميزها مظاهر الاحتقان لدى أبناء هذه الفئات و الذين يروا انهم مهمشون و موضوعون في رف منسي من دواليب الدولة و الحركة.
بقلم : احمد علين محمد سالم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *