-->

الرجل العنكبوت.. من ظلمة التخفي إلى أضواء الإليزيه


قبل بضعة أيام، لم يكن مامودو غاساما سوى ذلك اللاجئ المالي غير النظامي الذي لا يعرفه إلا المقربون منه، لكنه غدا منذ إنقاذه طفلا من موت محقق بطلا سُلطت عليه الأضواء وشاع صيته، فكيف يدير غاساما هذه الشهرة؟

كانت مشاهد قد أظهرت طفلا يتدلى من شرفة بالطابق الرابع بإحدى بنايات الدائرة 18 في العاصمة باريس، قبل أن يأتي غاساما، ذو البنية القوية إلى نجدته عبر تسلق مثير للدهشة لواجهة أربعة طوابق خلال 30 ثانية، تمكن بعدها من الإمساك بالطفل البالغ من العمر أربع سنوات، وقام المارة المذهولون بتسجيل الواقعة.
ومنذ تمكنه من تحقيق هذا الإنجاز الاستثنائي وغاساما تحت الأضواء، إذ استقبل في قصر الإليزيه وظهر في العديد من البرامج التلفزيونية الإخبارية، كما أصبح موضوع الساعة الأكثر تداولا على الشبكات الاجتماعية.
وقد شكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرجل العنكبوت/سبايدرمان، كما أصبح يعرف غاساما، أثناء استقباله له كما وعده بمنحه الجنسية الفرنسية وضمه لفرقة إطفاء باريس.
وعن كيفية تعامل غاساما مع وضعه الجديد كبطل، لاحظت الطبيبة النفسية أميليا لوبي في حديث لموقع 20 مينوت أنه "بدا في المقابلات التلفزيونية التي أجراها متواضعا ويشعر بالحرج بسبب ما يحظى به من انتباه".
وحذرت زميلتها الطبيبة روزلين ليفي باس من أن "سلوك غاساما المثالي في ذلك اليوم يمكن أن يولد توقعات لدى الآخرين، إذ سينتظر منه بعض الناس أن يتسق مع صورة البطل التي قدمها في ذلك اليوم، وهو أمر ربما يصعب عليه تحمل ما ينجم عنه من ضغوط شديدة".
ويرى موقع 20 مينوت أن مشاريع غاساما المستقبلية ستساعده لا محالة على التكيف مع وضعه الجديد، مشيرا إلى أن "البطل" وقع أمس الثلاثاء عقدا لمدة عشرة أشهر مع إطفائية باريس مما يمثل له "مرحلة انتقالية ممتازة، إذ سيعيش هذه التجربة كنوع من التدريب، وسيمكنه ذلك من الاندماج تدريجيا واكتساب المهارات شيئا فشيئا" على حد تعبير إيميليا لوبي.
وعلى كل حال، فإن 20 مينوت حرص على التذكير بأن ما حصل لغاساما هو ثورة في حياته عاشها "أبطال" آخرون سبقوه، وليس من السهل دائما التعامل معها عاطفيا، إذ إن نظرة الآخرين إلى أمثاله تتغير مما قد يجعل علاقات "البطل الجديد" الاجتماعية معقدة.
المصدر : الصحافة الفرنسية

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *