-->

بعد الجزائر وإيران و"حزب الله" ...إعلام المخزن يتهجم على تركيا وقطر ...!


وسّعت الآلة الإعلامية المغربية حملتها ضد الجزائر والدول التي لا تقاسمها نفس الموقف بشأن القضية الصحراوية، فبعد العنف الإعلامي والدبلوماسي الذي سلط على الجزائر وإيران وحليفها “حزب الله” اللبناني، جاء الدور هذه المرة على دول أخرى.
الضحايا الجدد، كانت على رأسهم دولة قطر، التي اتّهمت من قبل الإعلام المقرب من القصر الملكي في الرباط، والمبرر المعلب هو “التضامن القطري المُحتشم مع المغرب خلال أزمة قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران”، وفق ما كتبت “هسبريس”، أكبر يومية مغربية على شبكة الأنترنيت.
ومعلوم أن جل الدول الخليجية ومعها الجامعة العربية، تضامنت مع قرار المغرب المتمثل في قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، وكانت قطر من بين الدول التي أصدرت بيانا داعما للقرار المغربي، ومع ذلك لم تسلم الدوحة من انتقادات الدوائر القريبة من نظام المخزن.
وكالعادة، كان مدخل الهجوم المغربي على قطر، عبر البوابة الجزائرية، حيث راحت هذه الجريدة، التي تتحرك بـ”مهماز”، تتحدث عن وجود ما سمتها “محميات قطرية، زعمت أنها تتواجد بالقرب من المناطق الشرقية والجنوبية للمغرب، في إشارة إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين المتواجدة بتندوف جنوب غرب البلاد.
ولم يكن من هدف لهذه التسريبات التي فيها الكثير من الشبه مع تلك التي اتهمت بها قبل قطر كلا من إيران وحليفها “حزب الله”، سوى إيهام الرأي العام، بأن السيادة الجزائرية مستباحة من قبل دولة أجنبية، في مسعى لا يمكن تبريره إلا بتصدير أزماتها الداخلية وشغل الرأي العام المغربي بأمور هامشية، وخاصة بعد أن لقيت الآلة الدبلوماسية المغربية صفعات متتالية خلال الأشهر القليلة الأخيرة، على صعيد صراعها مع جبهة البوليزاريو.
الدولة الأخرى التي كانت هدفا لسهام الإعلام المغربي الموالي للقصر، كانت تركيا، التي كانت محطة لزيارة رئيس لجنة الشؤون الخارجية، عبد الحميد سي عفيف، الأسبوع المنصرم، وهي الزيارة التي تمخضت عنها دعوة تركية، على لسان رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان التركي، لتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير مصيره.
هذا الهجوم تجلى من خلال نشر الجريدة السالف ذكرها، مقالا يتحدث عن نفور الأتراك من حزب العدالة والتنمية الحاكم، الذي رشح مسؤوله، الرئيس التركي، رجب الطيب اردوغان، للانتخابات الرئاسية المسبقة، المرتقبة في النصف الثاني من الشهر المقبل، كما تضمن اتهامات بتحول تركيا إلى سجن كبير مليء بالسجناء السياسيين والإعلاميين.
هذا التحامل لا يمكن قراءته، برأي متابعين، إلا من خلال بوابة تصريح المسؤول بالبرلمان التركي، الذي دعا إلى تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره استنادا إلى لوائح وقرارات الأمم المتحدة.. وأيا كانت المبررات التي تقف خلف “هيجان” المخزن والدوائر المقربة منه، ضد بعض الدول التي لم يصدر عنها ما يبرر كل هذه الحملة، فإن توسع قائمة الدول المستهدفة من قبل المغرب، يضع الأخير محل اتهام بالسقوط في مستنقع المراهقة الدبلوماسية.
المصدر: الشروق

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *