-->

الطالب الصحراوي و ملحمة التحدي


بقلم الطالبة : اتفرح الناجم 
مشاركة من مخيمات العزة و الكرامة
ـــــــــــــ
بين ثنايا الكثبان الرملية، وفي تلك الخيم المتناثرة في صحراء الجنوب الغربي للجزائر من هنا تبداء ملحمة كفاح شعب عاش ولا يزال يعيش ويلات اللجوء، بشتى أنواعها من أجل البقاء وإثبات أوجوده، وتقرير مصيره في وطنه الحر، وإيمانه بتحرير أرضيه المغتصبة، وما صموده في المنفى إلا دليل ساطع وبرهان قاطع على رفضه للإستعمار غازي الارض والانسان.
نعم هنا نشأ جيل من هذا الشعب المكافح و في هذه الظروف القاسية، وتحت تلك الخيم التي لا تقي حرارة صيف ولا برودة شتاء، وداخل بيوت طينية لا تصمد أمام الظروف الطبيعية. 
ليشب هذا الجيل في معمعة الكفاح، والنضال ليستوعب منها خلاصة الدروس والتجارب التي تعينه على الصمود والبقاء، ليظل متشبث بقناعاته و متمسك بخياراته التي ينصهر فيها حلمه في الحرية و الانعتاق، عسى ان يتحقق حلمه يوماً ما؟!. 
ليكبر معه الحلم وهو يخوض معترك حياة جديدة بمفرده امام تحديات استثنائية لم يعشها سواء ذالك الطالب الصبور وهو يعيش اصعب مراحل حياته. 
هنا يجد نفسه في غربة طلب العلم بعيد عن الديار (غربة اللجوء ) متسلحاً بقضيته العادلة و سفيراً لشعبه ليصل صوته بأروع صور النضال ، وهو في عمر الزهور بعيد عن أسرة تحميه و تداريه في مصاعب الحياة، وهو في أمس الحاجة الى من يهديه و ينير له الطريق. 
ورغم التغرب عن الأهل والأحباب و الوطن يبقى الأمل نبراساً والإيمان دافعاً لبزوغ الغدِ المشرق.
وما هذا إلا محصلة الصبر و الصمود، الذي هو في الختام يقدم لنا طالب وصل بالعلم الى أعلى درجاته، هو طبيب صنع أروع الانجازات ،هو أديب بريشته يرسم ملامح وطنه بأزهى الألوان، وهو المعلم الذي سيربي اجيال على حب الارض و الوطن. 
فصدقاً ان الغربة هي اقسى ظروف يمكن أن يمر بها الانسان، غير ان نحن الصحراويين تعلمنا فيها المحال من أجل وطن ضحى في سبيله شهداء عبدوا طريق النصر بدمائهم الزكية. 
فرحم الله شهدائنا الذين سقطوا لنقوم... ورحلوا لنبقى
المقال رقم 67 مسابقة فرع الشهيد عمار ودهة محمد سالم الناشط بالجنوب + ولاية العيون

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *