زيارة دولة للرئيس الصحراوي الى دول جنوب القارة النتائج والافاق

توجت زيارة الدولة التي قادت الرئيس الصحراوي ، الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد إبراهيم غالي إلى عدد من دول جنوب القارة الافريقية بنتائج مهمة على الواجهة السياسية والاعلامية، حيث بدأ مستهل زيارته بجمهورية ناميبيا والتي دامت ثلاثة أيام التقى خلالها بالرئيس الناميبي وعدد من المسؤولين في هذا البلد الشقيق وتوجت ببيان ختامي مشترك عبر فيه الجانبان عن ارتياحهما لمستوى التضامن والتعاون بين البلدين واستعرض الرئيسين مجموعة من القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، واتفقا على مواصلة توسيع هذه العلاقات، لتشمل التبادل على المستوى الشعبي. 

وعبر رئيسا البلدين عن دعمهما الكامل وثقتهما في الجهود التي يبذلها المبعوث الشخصي لأمين عام الأمم المتحدة للصحراء الغربية، السيد هورست كوهلر، من أجل الجمع بين الطرفين، وتعبئة المجتمع الدولي لتنفيذ جميع قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالصحراء الغربية. 

وفي المحطة الثانية لجولة للرئيس الصحراوي ، الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد إبراهيم غالي كانت مملكة ليسوتو التي حظي فيها بحفاوة الاستقبال ولقاءات على اعلى المستويات، ليتمخض عن الزيارة بيان مشترك شدد على أنه حان الوقت لكي يلح الاتحاد الإفريقي، بقوة وحسم، على المملكة المغربية كي تنفذ واجباتها، بالالتزام بالمبادئ والأهداف المنصوص عليها في المادة 4 (B) و(F) من القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي، وبشكل خاص احترام الحدود الموروثة غداة الاستقلال، والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد باستعمالها بين أعضاء الاتحاد الإفريقي. 

ودعا البيان المجتمع الدولي، وخاصة الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، للضغط على الحكومة المغربية للامتثال لقرارات الأمم المتحدة، وبشكل خاص تلك المتعلقة بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال. 

ليحط الرئيس الرحال في المحطة الثالثة من زيارته القارية في بوتسوانا اين التقى خلالها الرئيس البوتسواني ونائب الرئيس الذي يرأس الحزب الديمقراطي البوتسواني ورئيسة البرلمان ، كما زار رئيس الجمهورية منجم كاروي ومقر شركة الألماس بخاباروني. 

المحادثات الثنائية بين الجانبين اثمرت هي الاخرى عن ربط العلاقات بين البلدين على مستوى السفراء، وتوجت ببيان مشترك أكدا فيه الطرفان على تطابق وجهات النظر في مختلف القضايا الثنائية، والقارية والدولية، ونيتهما العمل مع من أجل الدفاع عن مبادئ وأهدا الاتحاد الأفريقي. 

وتجديد موقف بوتسوانا من حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال، يقول الرئيس البوتسواني "قضية مبدأ وقضية احترام للقانون الدولي ولحقوق الإنسان، حيث أن الحق في تقرير المصير هو أبسط وأول الحقوق التي ينبغي أن تتمتع بها جميع الشعوب". 

وعطفا على ماسبق حل الرئيس الصحراوي والوفد المرافق له في زيارة دولة الى جنوب افريقيا الدولة التي القت بوزنها القاري في الدفاع عن حق الشعب الصحراوي واستقلال الدولة الصحراوية وفي بيان الخارجية الجنوب افريقية اكدت ان الزيارة يلتقي خلالها رئيس الجمهورية نظيره الجنوب إفريقي السيد سيريل رامافوسا وعدة أحزاب وممثلين عن المجتمع المدني حسب برنامج الزيارة. 

هذه الزيارة التي شملت عدد من الدول بجنوب القارة احرزت مكاسب سياسية واعلامية كبيرة في خضم المعركة الدبلوماسية مع الاحتلال المغربي الذي يسوق الوهم الاقتصادي والتبادل التجاري مع دول القارة، وهي الاتفاقيات والمعاهدات التي لم تخرج عن نطاق الاستهلاك الاعلامي والتطبيل لعودة المغرب للحضن الافريقي، ومن خلال اهتمامات الزيارة الرئاسية للامين العام للجبهة الشعبية وبالنظر الى تشكيلة الوفد المرافق له تتضح جوانب التعاون والتنسيق الامني وهي اهتمامات جديدة على مستوى القارة الافريقية بعدما اقتصرت في السابق على الساحة الاوروبية خاصة الاسبانية واقتصر التعاون الامني على مستوى الجوار الافريقي ومنطقة الساحل والصحراء والتي تشهد تحديات تفرض تنسيق اكبر مع دول الجوار قبل جنوب القارة.

ومما لا شك فيه ان الزيارة يمكن ان تحقق نتائج اكبر باستثمار نتائجها على المستوى التعبوي والاعلامي وكذا تجسيد مظاهر التعاون الثنائي مع هذه الدول من خلال تبادل الزيارات وعقد ندوات لتوسيع دائرة التضامن لتشكل الاحزاب وفعاليات المجتمع المدني ووسائل الاعلام في هذه الدول الافريقية.