-->

العمل التطوعي ودوره في تماسك المجتمع


#المقال_رقم_49

بقلم الطالب : احمد محمود عبدالسلام
جامعة ڨالمة

●العمل التطوعي ودوره في تماسك المجتمع:

يعرف الباحثون العمل التطوعي بأنه المجهود الذي يبذله الإنسان ،سوا كان ذلك المجهود بدنيا بجسمه او ذهنيا بعقله وتفكيره او ماديا ببذله وعطائه،وذلك دون إكراه او إلزام وحتى دون إنتظار مقابل من أحد ." د.محمد بن عبد الله الهران ؛ جامعة الرياض " .
العمل التطوعي كلمة مألوفة بيننا ومصطلح عادة مانسمعه ،إلا أن قلة منا من تعره إهتمامه الذي يليق به،
فهو يعتبر من الأعمال التي يتقرب بها إلى الله عزً وجلا ،حيث يقول الرسول الكريم عليه أزكى الصلاة و اتم التسليم:
(من نفًس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامه، ومن يسر على معسر ،يسر الله عليه في الدنيا والآخرة والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه...آخر الحديث) رواه مسلم.
ويعد العمل التطوعي من أسمى معاني الإنسانية وأجل صورها ،وهو رسالة واضحة المعاني بالغة المقاصد ، تصل إلى كل القلوب.
ويعتبر المجتمع الصحراوي كباقي المجتمعات الأخرى ، أرض خصبة وتربة صالحة لهذه الرسالة النبيلة ،ولا شك ان اهل الخير فيه عطأهم وافر وغيثهم غزير ،والفئة الشبانية عادة ماتكون سباقة لفعل الخير وطلبة العلم دائما في طليعة الركب كونهم الفئة المثقفة التي لطال ما عول عليها المجتمع لحمل مشعله والوصول به إلى بر الأمان.
لأنه بات من المسلم به اليوم ان العلم أساس نهضة الأمم والشعوب وعماد تقدم الدول ،وإن الدول المتقدمة اليوم تعتمد على العلماء وطلبة العلم أكثر مما تعتمد على الجيوش .
وإذا نظرنا إلى اشكال العمل التطوعي وجوانبه التي يمكن لطالب العلم ان يترك فيها بصمته ،سنجدها لا تكاد تحصى ولا تعد.
فمثلا ،يمكن للطلبة في مجتمعنا ان يحيو دروس تقوية ودعم لفائدة التلاميذ المقبلين على الشهادات النهائية (5 إبتدائي،4متوسط، 3 ثانوي) ،
كما يمكنهم أيضا فتح أقسام لتعليم اللغات الحية وتدريس الإعلام الآلي، او حتى اي مجال او إختصاص آخر ،فالمجتمع الصحراوي كان وأصبح.
فمع إنتشار شبكة الكهرباء في المخيمات أصبح من السهل إقتناص الكثير من الفرص،وفي شتى المجالات.
كما يمكن للطلبة أيضا إدارة ورشاة تكوينية لصالح الآخرين ( افراد المجتمع) في كثير من المجالات،
كإدارة الوقت،التسيير،الإعلام ، الخطابة ،كما بإمكانهم تخصيص أيام مفتوحة على الجامعة ، لصالح الطلبة الجدد.
وإحياء المنتديات والنوادي العلمية والثقافية.
ولما لا إلقاء دروس علمية ومحاضرات دينية في المساجد او المؤسسات التربوية.
كما يمكنهم أيضا القيام بحملات تحسيسية تحذيرا من الأورام الخبيثة والأفات التي اصبحت تنخر في جسم المجتمع والتي هي في الأصل دخيلة عليه، كإنتشار آفة المخدرات والتدخين المبكر والإفراط في القيادة (السرعة المتهورة) والتطرف الديني والغلو الفكري ، وكذا التحذير من بعض الأمراض المعدية،وغير ذاك من ما يهدد أمن وستقرار المجتمع.
اما في ما يخص جانب البذل والعطى، فيمكن للطلبة جمع التبرعات و تحصيل الدعم عن طريق دبلوماسية الطالب ،وذلك لفائدة الفئاة المحتاجة في المجتمع ،كالرعاية الإجتماعية والمرضى والأيتام وعائلات الشهداء وغيرهم .
ويمكن حتى مساعدة هذه الفئاة بأي مجهود مهما كان قدره ،كالمساعدة في بنا منزل أو ترتيب الأثاث او جلب الماء و تعليف المواشي ،فكلها خدمات جليلة ويأجر فاعله.
وكما قال الشاعر أبى العتاهية:
لا تحقرن من المعروف اصغره*** احسن فعاقبة الإحسان حسناه.
ولأن النظافة شطر الإيمان ،كان لزاما على الطلبة ان يشاركوا في حملات النظافة ويفعلوها مع الآخرين ،سواء في المسجد ، المدرسة ، الحي والسوق ( المرصة) ولاشك ان هذا العمل الشريف يدخل فيه ايضا أجر إماطة الأذاء عن الطريق.
ومن باب الشهادة بالصدق وعدم إنكار المعروف، لايفوتنى إلا ان أزف جزيل الشكر و الإمتنان وكامل التقدير والعرفان للمجموعات التطوعية الشابة ،والجمعيات الخيرية التي شهد بها مجتمعنا طفرة جينية جديدة، في الأعوام القريبة الماضية ،والتي لا زالت تكثف أنشطتها في هذا الشهر الكريم من أجل إسعاد الآخرين ورسم البسمة في قلوبهم .

وكماقال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى ،وهو أحد أحبار هذه الأمة وعلمائها :
الناس للناس مادام الوفاء بهم***والسعد لا شك تارات وتارات
وأفضل الناس مابين الورأ رجلا***تقضى على يديه للناس حاجاتو
ولا تمنعن يد المعروف عن احد***مادمت مقتدر فالسعد تارات
وشكر فضائل صنع الله إذ جعلت***إليك الا لك عند الناس حاجات
وقد مات قوم وماماتت فضائلهم***وعاش قوم وهم وهم في الناس اموات.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *