ارتفاع وثيرة الاحتجاجات في المغرب: "الحكومة أثبتت بالفعل عن قصورها"
أكدت مديرة تحرير صحيفة المغرب الدبلوماسي سعاد مكاوي يوم الاثنين أن الحكومة المغربية قد "أثبتت بالفعل عن قصورها" في تسيير الحركات الاجتماعية التي ظهرت في المغرب، مشيرة إلى أن "مصداقية الوزراء تتهاوى" أمام تدمر شعب في "اوج غضبه".
و أشارت سعاد مكاوي في مقال لاذع نشر في العدد الأخير من هذه الصحيفة الشهرية إلى "تدمر اجتماعي في بلد أنهكته الديون و طبقة وسطى أثقلت كاهلها أعباء الحياة اليومية في الوقت الذي وجدت فيه نخبة قليلة ضالتها للاغتناء أكثر يوما بعد يوم"
كما وجهت مسؤولة ذات الوسيلة الإعلامية انتقادات حادة للحكومة، مشيرة إلى "ضعفها" و "عجزها" عن حل مشاكل الشعب المغربي.
و تابعت قولها أن "الشعب المغربي عازم على افتكاك حقوقه جاعلا من الشبكات الاجتماعية منبرا لمن لا صوت له" متأسفة "لكون اعضاء الحكومة غير مبالين بالمصلحة العامة".
و لدى تطرقها لحجم تلك الحركات الاجتماعية بالمملكة سيما تلك التي تدعوا إلى مقاطعة المنتجات المرتفعة الإثمان أكدت كاتبة المقال ان "هذا الغليان قد نشا عنه يسار افتراضي" بالمغرب.
كما أوضحت أن حملة مقاطعة المنتجات المحلية منذ 20 ابريل الأخير تعد الأولى من نوعها في المغرب و كشفت عن "اختلالات جهاز تنفيذي غير ناضج و ضعيف".
في ذات السياق، أكدت هذه الحملة ان "التواصل و الحوار لا تحظى بالأهمية لدى سياسيينا بل بالعكس انهم يتنافسون على استفزاز الشعب الذين يشتمونه و يحتقرونه".
و أوضحت سعاد مكاوي في هذا الصدد بشكل لا غموض فيه ان "الجهاز التنفيذي (المغربي) قد اثبت بالفعل قصوره" مشيرة إلى "رئيس حكومة غائب" و "وزراء فقدوا مصداقيتهم".
كما تساءلت ذات الإعلامية انه "إذا كان الجهاز التنفيذي يتم تعيينه لتقرير مصلحة المواطنين فإننا نشعر بان أعضاء الحكومة غير مبالين بالمصلحة العامة و إلا فمن المسؤول عن الفوارق الاجتماعية و تدهور المستوى المعيشي للمغربيين و كلفة الحياة التي أصبحت شيئا فشيئا في غير متناول الجميع و الأسعار الباهظة التي تتحكم فيها مافيا اللوبيات و المضاربة و من يحمي اللوبيات و من يقف وراء ارتفاع أسعار فواتير الماء و الكهرباء و الضرائب التي تثقل كاهل الشعب منددة "بالوزراء الذين اظهروا عجزهم و قصورهم في التسيير".
و اعتبرت ذات الكاتبة المعروفة بالتزامها و معارضتها لكل أنواع الاستغلال و التجاوزات و مؤلفة "نساء بين الوهم و الواقع" ان المشاركة بكثافة في حركة مقاطعة المنتجات المحلية قد اظهر ان "المجتمع المغربي لم يعد كما كان من قبل".
و أمام هذا الحراك الشعبي اوصت السيدة سعاد مكاوي بحلول عاجلة من اجل وقف هذه الأزمة التي وصفتها ب"غير المسبوقة.
كما أكدت من جانب أخر على ضرورة القيام ب"تأهيل سياسي" داعية الملك محمد السادس إلى التدخل من اجل الاستجابة لتطلعات هذه الحركة العفوية "لمواطنين ضد الدولة" و ليس "لمستهلكين ضد المؤسسات".