-->

أهمية التعليم في حياة الامم


#المقال_رقم_58

بقلم الطالب : عمار بيبا محمد سالم
كلية العالم المتحد بالنرويج

بسم الله الرحمن الرحيم.

التعليم هو النواة الرئيسية لتقدم الأمم والحضارات, فلا تكون الأمة متقدمة إلا باحتساب مؤشر التعليم. لا يكاد يخفى على أحد منا أن العالم العربي بصفة خاصة لا يزال يعاني من ضعف مستوى التعلم والتعليم, فما المشاكل الإقتصادية والسياسة وغيرها إلا ناتج عن هاتين المشكلتين.

السبب الذي يجعلني أتكلم عن هذه المشكلة هو أن الشعب الصحراوي له حظ من هذه المشكلة أيضا. نعم, صحيح أننا لا زلنا نعيش مرحلة الدفاع عن الحرية والإستقلال, لكن إذا نلنا هذين الحقين من سيبني البنية التحتية؟ من سيقوم بريادة الأعمال هناك؟ هل سننجح في استثمار خيرات بلادنا أم أننا سنسمح للشركات الأجنبية أن تنهبها؟ ضف إلى ذلك أننا وفي مخيمات العزة والكرامة نحتاج للتعليم, فلا يمكن تربية الأجيال الناشئة على الجهل بتاتا. التعليم ليس فقط أداة للبحث عن فرصة عمل للقضاء البطالة, بل هو أيضا أداة لدرء مخاطر الجهل والأمية. إن ضعف مستوى التعليم له آثار سلبية, لا على الفرد فقط بل على الجماعة كذلك. هذه الآثار تتجلى في :

تحول الشعوب الغير متعلمة إلى طبقات عاملة تحت رحمة الشعوب المتعلمة.
تراجع اقتصاد الدول الغير متعلمة وتفشي البطالة في المجتمع.
ضعف الوعي والثقافة وانتشار الجهل والأمية, فتصبح الخرافات والأساطير هي التي تتحكم فيه.
عدم الشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع, بحيث لا يطمح الفرد إلى دفع المجتمع إلى الأمام من أجل التقدم.
فساد الأخلاق وطرق التعامل مع الآخرين.
وغير ذلك من الآثار.

تعود أسباب ضعف التعليم إلى عدة عوامل عديدة نذكر منها:
تراجع رغبة المتعلم في أن يتعلم بإعتقاده أنه لن ينجيه من من سجن البطالة.
بالكاد قيام أولياء أمور أو من لهم رقابة على المتعلمين بدورهم المحوري الذي هو دفع المتعلمين وتشجيعهم على التعلم.
انخفاض عدد المعلمين ذوي الكفاءة.
ضعف الاقتصاد الذي هو الممول الرئيسي للمدارس والمدرسين.

هذه الآثار والأسباب هي جزء كبير من مشكلة اجتماعية جد خطرة. أرى أنه علينا كشباب قضية أن نسعى في تطوير جميع الهياكل الإجتماعية و بالأخص التعليمية منها. إن الوضع يزداد حرجا عاما بعد عام ويجب علينا التحرك قبل فوات الأوان, علينا أن نربح سباقنا مع الوقت لذلك أرجو أن نكون شباب مسؤل وواعي وفاعل. إن إنتظار كل تقدم من الأجهزة الحكومية فقط هو إقصاء لقدرات المجتمعات في التطوير أيضا.

يستطيع كل واحد منا أن يبث رغبة التعلم في الأشخاص المحيطين به العائلة , الأصدقاء, الكبار والصغار. يمكننا استغلال الأوقات الضائعة في تفاهات مواقع التواصل الإجتماعي في مساعدة إخوتنا الصغار في حل واجباتهم المنزلية, يمكننا كذلك أن نبث في أنفسهم روح التنافس وحب العلم وتشجيعهم عليه وذلك بمكافئتهم على تحصيل النتائج العالية. يمكننا مناقشة وتوعية كبار السن بأهم القضايا السياسية والإجتماعية والإقتصادية وغيرها, فالتعليم لا يتوقف على القسم فقط. المهم أن لا نبقى مكتوفي الأيادي من غير محاولة منا بالقيام بتحركات هدفنا الأول منها هو تقدم وتطور مجتمعنا.

وفي الختام أود أن أكد على ضرورة الإهتمام بقضية التعليم فهو مؤشر بناء الأمم والحضارات أو كما يقول البيت الشعري:"العلم يبني بيوتا لا عمادا لها والجهل يهدم بيوت العز والشرف.
ولنا في الدول المتقدمة خير مثال على ذلك فما تقدم الدول الأوربية إلى نتيجية الإستشراق الذي هو أخذ عن علوم الحضارات الشرقية -من غير تأثر بأخلاقهم أو عاداتهم أو ثقافتهم-. وما تقدم اليابان التي هي عرضة للكثير من الكوارث الطبيعية إلا بالإهتمام بالعلوم, ولا ننسى أن اليابان لم يمنعها تعرضها لتجربتين نوويتين من التقدم والتطور ذلك لأن اليابانيين كانوا ولا يزالون مجتمع مسؤول وواعٍ, يعرف أن التعلم والتعليم من أو أولوياته, لذلك كل ما علينا فعله هو أن نكون مسؤولين متعلمين متفاؤلين فاعلين إيجابيين.
والسلام عليكم.

Contact Form

Name

Email *

Message *