-->

نـظـرة فـي ادبنا الشعـبـي


#المقال_رقم_59

بقلم الطالب : المهدي محمد سالم
جامعة تلمسان

كان الأدب من بين الأشياء التي اخذت حيزا كبيرا في باطن المجتمع الصحراوي (الحساني) مما كان و لا يزال يؤديه هذا العمود الثقافي من سبل لإصال الأفكار و المعلمات و الظواهر الأجتماعية و السياسية و الدينية...، بشتى انواع الطرق سواء كان واضحا وضوح الشمس او غامضا غموض الظلام والسبُلُ كثيرة.

فقد كان الأدب الشعبي محل إنشغال كل شابٍ صحراوي يافعٍ غيورٍ يطمح الى إبراز قدارته الأديبة والفكرية لبيئةٍ منصتَةٍ تلهف للإهتمام بكذا مواهب أدبية تسعى للتَدَّرُجِ و الوصول الى القمة في هذا الأدب الشعبي المهجور تحت انظارِ نفوسٍ كان لها نفس الدور في ما قد سلفَ من حياتها الأدبيةِ السالفة و الحاضرة، فأدبنا الشعبي كان يملك من الشأن و المكانة التي لم يبقى يملكها اليوم فمكانة الأدب تكمنُ في الحفاظ عليه و إستعمالهِ والتغني بيه و العمل على ان لا ينقرض هذا الكنز الثقافي و يبقى ذلك من بين الأشياء التي اصبحت عالقة في نفوس روادِهِ و مواكيبه و حتى في نفوسِ من لهم الشَّانُ في ترقيته و تقويتهِ و بقائهِ على ما كان عليه، فالأدب الشعبي اليوم اصبح مقطوع الجناح و مكسور القدمين و ركيك اللغة و ضئيل المعاني و عديم الطعم منكوب المكانةِ و الشأن عكسَ ما كان عليه في الأزمان الصارمة و هنا اخص بالذكر من لهم السبب الكبير في نشوبِ هذه المعضلةِ الثقافية العظيمة التي اصبح مجتمعنا و لسانُ حالنا يرددها تارة تلوا الاخرى و هم فيئة الشباب اللذين كان و لا يزال لهم الحمل الكبير و الثقيل في الحفاظِ عليه و التمسك به و الامتياز فيه فإن لم تتوارثه الاجيال جيلً عن جيلْ فسيكون عرضةً للإنصرام و الانقراض و هذا ما يخشاهُ كل واحد منا يريد بقاء و ابدية و سطوع هذا الموروث الثقافي المعزول.

و في الأخير لا يسعني القول إلا أن أدبنا هو لساننا و فكرنا و الصورة التي تعكس ما كان عليه اجدادنا واسلافنا في ماضينا و حاضرنا و حتى في مستقبلنا و أنْ أُردِدَ قول الشاعر و الاديب و الاستاذ حـبـابـا ولــد مــحـمـود
لغنَ دارو گفّــــــات = وأدهورو فات أمشات
واگبيظو من لوقات = ماتَ باط أگريّيــــــب
والتّالي من حلبــات = فيه الذيـــب التاليب
ذا من گلِّت لِنصـاف = والعجيـــــب الغريب
عاد اللي نشَّب گاف = أتگول الناس أديـــب....
و هذا إن دلَّ على شيٍ فإنما يدلُّ على التقصير الشديد الذي حلَّ بأدبنا الشعبي فيا ترى هل من مستجيب؟
....واللي وصاك اعلى امك حگرك

Contact Form

Name

Email *

Message *