-->

"المثقف"، إنتشار التسمية و طمس مقومات الشخصية.


#المقال_رقم_14

بقلم الإعلامي : الشيخ لكبير مصطفى سيدالبشير

#ملاحظة: المقال مستبعد من المسابق بطلب من الكاتب
Chejlekbir Moustafa Sidlbachir

"المثقف"، إنتشار التسمية و طمس مقومات الشخصية.

سأحاول أن أضع المثقف في أسطر و هو أسمي عندي و أجل من ذاك، و إختياري لهذا الموضوع ليس نزوة شخصية أو ميول ظرفيا، بل ضرورة تمليها مرحلة شاع فيها اللقب و غابت المفاهيم.

و لعل حصر حمائد المثقف و صفاته قد يصعب، لكن أهم شيء يتميز به، هو انحيازه للخير ،الحق والعدل، و إبتعاده عن دسائس الأفعال من ذم و تشويه، تلفيق و تغليط...
فذاك الذي يتباهى بعلمه ليس بمثقف،و الذي يتكبر عن سائله ليس بمثقف.
المثقف إذا إنتقد أعطى البديل، و إذا ناقش قدم البرهان
و الدليل، يبدل الإشاعة بالحقيقة، و يوجه الرأي الوطني إلى صالحه العام بعيداعن إبتغاءا ذاتيا أو غاية شخصية.
المثقف هو مستنبط ما يعجز غيره عنه، فهو ذاك الشخص الذي يتميز بقوة الإستنتاج و التحليل، و الجرأة على الجهر بالحقائق و الشجاعة في مواجهة التحديات و الصعاب من أجل إعلاء الأفضل.
المثقفون يكتبون بعد لحظات تأمل طويلة، لهذا كلماتهم تعيش بيننا عمراً، ويحفظهاالتاريخ للأجيال التي تأتي من بعدنا، ببساطة لأن الموضوع يكتمل عندهم بعد بحث وتعب ،كد و سهر، ينتقلون هنا وهناكو يقطعون المسافات الطويلة بحثا عن المعلومة وعن الحقيقة، ليقدموا لجمهورهم عصارة جهدهم من أفكار مفيدة، اراء جديرة و تصورات بصيرة، فتجد كلامهم قويا، صادقا، موزونا وعذبا رقيقا، تنشرح له الصدور، و تنمو به العقول.

فالمثقف هو حامل لمشروع فكري قد نختلف معه حول فكره أو توجهه، ولكننا لا نملك إلا أن نحترمه، لأنه يعبر عن رؤيته بقوة ممزوجة بالصدق ومقدمة بأدب واحترام، أمر يجعل ذاته تمزج بين الخلق الحميد والعلم العتيد.
في نظري ذاك هو المثقف، و غيره هو شبيه به.

Contact Form

Name

Email *

Message *