-->

سئمنا الانتظار، فمتی الانتصار


#المقال_رقم_41

بقلم الطالبة : جتوهة مصطفى رمضان
جامعة وهران #صحراوية_بالقلم_ثائرة

#ملاحظة : المقال مستبعد من المسابقة بطلب من الكاتب

سئمنا الانتظار، فمتی الانتصار

نری زمن يدورُ من حولنا ببطء، لنصبح أيتاماً نقاوم جور وبطش المعتدين، لقد غدروا بطفولتنا ولم نعدْ نلعب ونلهو سوی بدماءِ أباءنا وأمهاتنا، فهذا الطفل الصغير يتشممٌ رائحة ملحفة أمه التي قتلوها أمام عينيه المحدقتين يتأمل صور والده الذي استشهد ورحل في صمت ليتّبعَ بذلك خطواتهما بين الجدران والزوايا عله يراهما ويلمس لهما أثر فيحضنهما إلی صدره البريء، ذاك شيخٌ أضناه التعب،يصارع المرض ثم يدفنوه حيا يرزق، صار ظلام الليل عذاب وبركان والكل يتلاشی بين لحظات الغضبِ ولوعة الضياع
ظلامٌ يغطي كل شيء من حولنا
وأيادي ملطخة بدماء الجرائم دون أن تغفل أمامهم الأبواب لا يشعرون بذنبِ أقترفوه،أو بشعبٍ شردّوه تحت أزيز الطائرات المخيفة وصوت النبالم والفوسفور المفزعة ،نعم رحل الأجداد فدُفِنتْ معهم شيّم الرجولة والبسالة التي نتوارث آثارها وأمجادها الخالدة، فنجد أنفسنا نبحث عن بقايا الإنسانية التي نُفتشُ عنها هنا وهناك فتفترِسْنا أرواح غادرة، كل ما أردنا الإنتقام تحْبِسنا أشياء لا نفهمها ولا نقدم لها تفسير ،طغاةٌ ظالمة جعلتْ جمال البلاد قری تنزف دماً، وبيوت تبكي لرحيل أهلها ، وشوارع تنادي ،تشتكي ومن يسمعها ؟!!
سيارات غريبة تتجول من مكان
إلی آخر دون حياء فحين يحاول أبناء الوطن إبعادها بطريقتهم السلمية الخاصة..
عفاريتٌ يريدون إقناعنا بالخضوع لسلطتهم أن نلثم أياديهم التي تسفح دماء فلذات أكبادنا،وأن نؤمن بتزيّيفهم لِتاريخنا وخدعهم لعاداتنا وتقاليدنا، لكي نتقاسم معهم وطنيتهم وهم يظنون أنّه سائغ حدوثها في زمن عمّ الظلم والكذب، هم أيضاً جبناء أرادوا أن يرهبونا بجبروتهم لتمزيق وحدتنا لأجلِ مبتغاهم فوجدوا أمامهم شعب من حديد ،شعبٌ يحمل بقلبه قناعة راسخة بحتمية النصر والعودة للوطن، شعبٌ لا يعرف كيف يخلع ثوب الصمود والمقاومة والتحدي، لا يرضی بالذل حتی نيل حريته.
أمهات أنجبْن ثوار يعزفون لحناً حزيناً«كأماه لا تبكِ عليا» و تارة أخری تعود بهم الذكريات للتغني بكلمات بطولية، حماسية التي تعيد لهم إرادة فولاذية صلبة تتأهب لمعركة يكون عنوانها قوله تعالی :« جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا»
كانت لحظات صعبة تشابكتْ معها الأمنيات وأحلامٌ احتلتْ لياليهم وحملَتُ ثقيل أحزانهم لترميها بعيداً، لم يعدْ أحد قادر علی إيقاف أقلامهم وحناجِرهم الغاضبة التي انتظرت ،انتظرت فسرعان ماتحولتْ اللحظة من كابوسٍ اندثرت مشاهده عبثاً مع ماضي مؤلم مخيف إلی حاضر مليء بالأمل تتخلله إنتصارات عظيمة أدت لمخافة الأعداء وتعاطف بعض الشعوب التي تساند الحق والتحرر من كل القيود بينما رمونا آخرون بسهامٍ تنفي وجودنا وارتابوا في أصولنا محوْ عروبتنا ومعتقدنا،جعلوا منا أجساداً بدون أرواح
لنسمع أحكام قضاة فاسدون تلبيةً لمصالحهم الشخصية ومواقفهم اللاأخلاقية.
تمر أربعة عقود بلا رجعة وخلّفت إحتلال ملعون وشعبٌ بين قساوة المنفی وسواد السجون
فقدت الحياة طعم تفاصيلها إلا بإعتناق شمس الإستقلال خاصةً لما يتعلق الامر بمسيرة شعب
يعاني،يصبر،يكابر،يتألم،يضحي،زاده الأمل واليقين وارتسمت معالمه وتضحيات، ينتظر مسقبل واعد يختزن الحرية والكرامة والشرف والسعادة
هكذا تُبعث رائحة النصر البهيج من جديدةوننشد معاً قول الشاعر: وطني اُحِبُكَ لابديل
أتريدُ من قولي دليل. سيظلُ حُبك في دمي
لا لن أحيد ولن أميل. سيظلُ ذِكرُكَ في فمي
ووصيتي في كل جيل. حُبُ الوطن ليسَ إدعاء
حُبُ الوطن عملٌ ثقيل. ودليلُ حُبي يا بلادي
سيشهد به الزمنُ الطويل.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *