-->

المغرب يخسر مرة أخرى؛

لم تكن بروكسل و لا الرباط، يظنان يوماً أن السمك الصحراوي، قد يكون إستثناء من نهب الإتحاد و سرقة المملكة.
ستة جولات من التفاوض، كلها فشلت في "القفز" على قرار المحكمة الأوروبية، من خلال محاولة إيجاد حل وسيط تسد به رعية الأمير أفواهها، و تلبي فيه المفوضية الأوروبية أطماعها، حتى و إن كان ذلك على حساب القانون و الشرعية.
إسبانيا جد حزينة... 
لم يخفي وزير الزراعة الإسباني السيد لويس بلاناس، أسفه في حوار مع التلفزيون الإسباني،  على فشل الطرفين في التوصل إلى توقيع اتفاق جديد بعد بطلان الأول، قبل السبت 14 يوليو، ما يفرض على الصيادين الإسبان مغادرة المياه المغربية و المياه الصحراوية، مضيفاً أنه سيعطي التعليمات “من أجل القيام بالإجراءات الضرورية لتقديم الدعم المادي للصيادين خلال فترة وقف الصيد"... تصريح الوزير الإسباني يخفي حزن إسباني عميق جراء فشل التجديد الذي عولت فيه الإدارة الإسبانية و الفرنسية كثيرا على تحركاتها في القارة العجوز بغية إخماد الحكم و بالتالي إغباره نهائيا.
فشل "التجديد" صفعة تحطم أمال  المخزن.
من كثر كلامه، كثر حسابه... مثل ينطبق على الوزير "الثرثار" عزيز أخنوش، المعني بالملف، و الذي صرح عبر عديد الوسائط أن "تجديد الإتفاق، بات مسألة وقت، و لا مجال للغلق"...
كلمات صدقها الشارع المغربي "الأعمى" الذي لا زالت أعينه معصبة عن "إخفاقات المخزن" و "تنامي ضعفه"، في وقت تقتل فيه البطال شباب الملك، و الفقر ينخر جسم المواطن، حملات مقاطعة و إحتقان شعبي داخلي، و حكومة مشتت و رؤى متباينة عن وضعية المملكة بلغت حتى التصريح "بفساد الملك و القصر"... أمر جعل المخزن يبحث في آلية تعيد النفس لرعية الملك و هو ما كان يبتغيه من وراء نجاح تجديد الإتفاق، و بفشل ورقة التجديد ستكون هناك أثار للإخفاق و نتائج للفشل قد تصل درجة الإنفجار.
المغرب أصبح يتيما.
فبعد أن أغلقت  القمة الأفريقية الــ31 ملفاتها بنواكشوط، و التي أكيد أن بوريطة حمل في محفظته السوداء أبرز مخرجاتها "مقترح فكي"، حتى أوشكت أخرى في بروكسل على نهاية، هذه مغايرة عن الأولى، لأنها "قرار نهائي" لا "نقطة بداية"الإختناق الذي بات يربك الرباط يوما بعد آخر سيجعلها تصارع وحيدة تحديات فشلت فيها و هي مدعومة، فكيف لها أن تنتصر وهي يتيمة، فــبعد أن كانت أوروبا ذخيرة المغرب التي لا تقتله، هاهي اليوم تشعره بالوحدة في خضم عزلة مغاربية و إفريقية بل و أسيوية بعد توتر علاقاته بآمرته السعودية، و في الأمريكيتين لم يكن له يوما حليف يشفي له القليل.
فهل سقط فعلا المغرب في فخوخ سياسة البوليساريو الخارجية؟
بقلم الشيخ لكبير مصطفى سيدالبشير

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *