-->

انتخابات رئاسية في مالي الأحد القادم وسط تطلعات بتسريع عملية التنمية واستعادة السلام


يتوجه أزيد من 8 ملايين ناخب في جمهورية مالي يوم الاحد المقبل الى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد للبلاد من بين 24 مترشحا من ضمنهم امرأة واحدة ، وسط آمال بأن يعمل الرئيس المنتخب على تسريع عملية التنمية المنشودة و تحقيق السلام في كامل ربوع البلاد التي يفتقد وسطها و شمالها للأمن و الاستقرار في ظل تواصل الهجمات الإرهابية بالمنطقتين.
وعشية انتهاء الحملة الانتخابية التي تواصلت على مدى ثلاثة أسابيع، يسابق المترشحون للرئاسيات و أبرزهم الرئيس المنتهية عهدته ابراهيم بوبكر كيتا و منافسه الاول زعيم المعارضة سومايلا سيسي الى جانب خمس وزراء سابقين ينتمون لحكومة الرئيس الحالي المنتهية ولايته و امرأة واحدة هي سيدة الاعمال ، كانتي دجيبو ندياي ، فضلا عن شخصيات أخرى، الزمن من أجل كسب أصوات الناخبين عبر استغلال الوقت الضئيل المتبقي من عمر الحملة.
وقد ركز مختلف المترشحون خلال حملتهم الانتخابية التي تختتم غدا الجمعة لتدخل البلاد بعدها مرحلة الصمت الانتخابي ، على السعي لتحقيق التنمية و المصالحة الوطنية و اعادة الاستقرار للمناطق المضطربة في البلاد و تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان و المرأة. 
وخلال حملته الدعائية ، تعهد الرئيس الحالي المنتهية ولايته بوبكر كيتا بالعمل على تطبيق اتفاق السلام و المصالحة الموقع بالجزائر عام 2015 في حال فوزه بعهدة جديدة ، قائلا في هذا السياق ان " ما يهمني بالدرجة الاولى هو تطبيق اتفاق السلم و المصالحة و تحقيق التنمية "، مؤكدا أنه لا يسعى للحكم من أجل الحكم " بل من أجل تتمة ما بدأته " خلال عهدته الرئاسية الاولى التي قيمها بأنها كانت "ايجابية" بحسبه.
وقدم بوبكر كيتا - الذي انتخب لرئاسة مالي للمرة الاولي في اغسطس عام 2013 - مقترحا بإنهاء حالة العنف في البلاد ،متعهدا باستبدال القوات الفرنسية (برخان) تدريجيا بقوات إِفريقية.
واعتبر بوبكر كيتا في آخر تصريح له قبل مغادرته باماكو في زيارة لثلاث دول افريقية لمقابلة الماليين في الشتات في اطار الحملة الانتخابية أنه " يسير بمالي في الاتجاه الصحيح على الرغم من وجود جيوب عنف و بقايا الارهاب" .
وتابع "اليوم ليس هناك فرقاء في مالي ، و لكن هناك جيوب عنف و بقايا ارهاب" مستطردا " لا يمكن الحديث عن فشل . ما يهمني هو ما أفعله بشكل يومي من أجل قيادة الباخرة التي تمكن مالي من التقدم الى الامام".
من جهته اتهم سومايلا سيسي ، المنافس الابرز للرئيس الحالي لبوبكر كيتا هذا الاخير ب" الفشل في إعادة الاستقرار في الشمال وتحقيق المصالحة الوطنية في مالي" كما ركز في حملته الدعائية على حصيلة أدائه على رأس الاتحاد الاقتصادي والنقدي لدول غرب إفريقيا (منظومة الفرنك الإفريقي) وكذا رئاسة الحكومة في فترة سابقة . 
أما المترشحة الوحيدة ضمن الرجال، سيدة الاعمال و الخبيرة الاقتصادية سابقا ، كانتي دجيبو ندياي ، التي اتخذت من شعار "صوت لامرأة. لقد فشل الرجال" عنوانا لحملتها الانتخابية، فقد دعت نساء مالي إلى التصويت لها بقوة متعهدة بالعمل على تحقيق الامن و الوحدة الوطنية و تسريع التنمية وزيادة تمثيل المرأة في المجتمع و التوزيع العادل للثروات ، في حال فوزها في هذا الاستحقاق السياسي.
وشددت ندياي (55 عاما)، خلال مختلف المهرجانات الانتخابية على أن "الأمن سيحتل مكانا بارزا في سياستها". وقالت "سأبذل كل جهد لاستعادة الأمن في جميع أنحاء البلاد وتطبيق استراتيجيات أمنية وسياسية تتكيف مع الوقائع على الأرض لان الامن هو الضمانة الوحيدة لأي تطور".
وبالرغم من أن بوبكر كيتا يعد أكثر المترشحين حظا للفوز بالانتخابات الرئاسية، باعتبار أنه يحظى بدعم غالبية أحزاب مالي بعدما أعلن تحالف يضم عشرات المنظمات والأحزاب المنتمية إلى الأكثرية الحاكمة دعمها لترشحه لولاية ثانية ، فان آخر سبر لآراء الناخبين أظهر أن كلا من الرئيس المنتهية ولايته (التجمع من أجل مالي) الحاكمي وسومايلا سيسي (الاتحاد من أجل الجمهورية والديمقراطية) المعارض، سيخوضان جولة ثانية من الاقتراع خاصة وأن العدد القياسي للمتنافسين " يجعل من شبه المستحيل حسم السباق الرئاسي في الجولة الأولى"، حسب المتتبعين للمشهد السياسي في جمهورية مالي.
وقد عبأت السلطات المالية نحو 11 ألف جندي لتأمين العملية الانتخابية على عموم تراب البلاد و ضمان الحماية للمترشحين في السباق الانتخابي.
وستجري الانتخابات بحضور مراقبين من الاتحادين الافريقي و الأوروبي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (ايكواس) ، حيث أوفد الاتحاد الإفريقي رئيس جمهورية بنين السابق توماس بونى يايي على رأس بعثته لمراقبة الانتخابات الرئاسية في مالي.
وذكر موقع " مالي ويب" أن "الرئيس بونى يايى لديه تجربة واسعة في مجال مراقبة الانتخابات" و قد أشرف خلال الاعوام الماضية على بعثات لمراقبة الانتخابات الرئاسية بعدد من دول القارة.
وقبلها كان الاتحاد الأوروبي أوفد بعثة تضم 80 عضوا لمراقبة الانتخابات المالية برئاسة الوزيرة الإيطالية السابقة، سيسيل كيانغ ، لتلتحق بها لاحقا بعثة تتكون من 171 عضوا من مجموعة (ايكواس) بقيادة الوزير الاول السابق لبوركينافاسو، الرئيس السابق لمفوضية "ايكواس" كادري ديزيري ويدراوغو الذي وصل الى مالي أمس الأربعاء.
وتعتبر انتخابات الاحد القادم سادس انتخابات رئاسية تجري في مالي منذ اقرار التعددية السياسية في البلاد عام 1992.
المصدر: وكالة الانباء الجزائرية

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *