-->

الكاتب عبداتي لبات الرشيد يوضح طبيعة لقاء رسل السلام لبابا الفاتيكان

لقد حضرت هذا الحدث كمتابع فضولي -حتى لا أقول كصحفي- يحمل هاتفه الشخصي ويجري متصرفا من تلقاء نفسه وما يمليه ضميره يحاول ان يخطف من أي بستان زهرة ليجمل صورة الوطن او ليضخ دماءا نافعة او جرعة معنوية كلما أتيحت لي الفرصة ..
وأسجل هنا فقط ان أطفال الصحراء الغربية لم يأتوا الى بابا الفاتيكان -وهي فرصة نادرة- لإشهار مسيحيتهم بل لنشر تعاليم دينهم الحنيف وعدالة قضية شعبهم .. أكثر من ذلك يمكنني التأكيد لكم ان هؤلاء الأطفال إستيظوا باكرا ذلك اليوم وكما يفعلوا كل يوم وأقاموا صلواتهم في وقتها وبالوضوء .. ثم حملوا رسالة تحتوي آيات بينات من ذكر الله العزيز الحكيم تدعوا الى السلام ونبذ الظلم ونشر العدل وصورة رسمها أحد المشرفين عليهم تدعوا للسلام وكتابا صغيرا يروي قصة معاناة الأطفال الصحراويين مع الإحتلال .. ثم ذهبوا الى دولة القاتيكان ..
نزل البابا فرانسيس إليهم بنفسه قائلا وبلغة عربية فصيحة  وهو يخاطبهم .. " .. السلام عليكم .. " .. والسلام عليكم هي تحية الإسلام ..  ثم سلموه ما لديهم وأخبروه ببراءتهم وعفويتهم عن شيء من قصة شعبهم وقضيته ..
لم تتكلم الكنيسة ولا كل المسيحيين في العالم عن خطر إسلام البابا وهو يخاطب أطفالا مسلمون بلغة ديانتهم ويتسلم رسالة منهم تحتوي آيات بينات من القرأن الكريم .. بينما تحدثنا نحن وللأسف عن خطر وهمي رغم ان أبناءنا الصغار فعلوا ما لم نستطع نحن الكبار القيام به .. لقد نشروا تعاليم دينهم الحنيف في أكبر محفل كنائسي في العالم .. وأوصلوا قضية شعبهم وقصته ومعاناته إليه ..
لقد صنع الصغار ببراءتهم وعفويتهم وهم يستمتعون بعطلتهم القصيرة ما عجزنا نحن الكبار عن صنعه وفتحوا أبوابا ما كانت لتفتح إلا بوجوههم الجميلة لأنها أنصع وأصدق من وجوهنا نحن الكبار المحروقة والكاذبة .. هذه حقيقة ..
ولقد تابعت ردود أفعال الصحافة المغربية على هذا الحدث وإنزعاجها مما أسمته " .. بالدعاية لجبهة البوليزاريو وإنسياق بابا الفاتيكان وراءها للترويج لأطروحتها.. " .. تابعت كل ذلك وقلت في قرارات نفسي ما كان على العدوا ان ينزعج .. في الحقيقة نحن نقوم بالواجب نيابة عنه وزيادة .. !!!! ..
وختاما .. وأثناء هذا الجدل حول الزيارة كنت جالسا قرب أحد الأصدقاء وهو يستمع الى تسجيل صوتي بعثه إليه أحدهم وهو يقول بالحرف .. " .. لماذا تسمح العائلات الصحراوية لأبناءها بالسفر الى أوروبا، عليهم ان يجمعوا المال منذ بداية العام وأثناء الصيف يذهبوا هم أنفسهم بأبناءهم الى البحر في إسبانيا او في نواذيبو .. " .. فصدمت من هذا "الهراء" الذي من الواضح ان صاحبه لا يعرف شيئا عن واقع الصحراويين حتى ولو كان صحراويا .. فسألت صديقي هل تعرف من هذا الذي يقول مثل هذا الكلام .. قال .. بالطبع .. قلت له من هو .. ومن أين يتحدث .. قال لي .. إسمه فلان .. ويقيم هو وعائلته في إسبانيا منذ مدة ويدرس أبناءه هناك أيضا .. !!! ..
وهذه الحالة من التناقض الفاضح بين القول والفعل هي صورة "كاريكاترية" مبكية مضحكة لصورة كثير منا الخارجية التي تبدوا .. للأسف ..
لا خوف على الدين ولا على الوطن من الصغار .. الخوف كل الخوف على الدين وعلى الوطن وعلى أنفسنا هو منا وعلينا نحن الكبار .. !! ..
عبداتي لبات الرشيد

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *