-->

الجزائر تأخذ بيد موريتانيا نحو فتح معبر بري يفصل حدود البلدين.


بقلم: أزعور ابراهيم.
تاريخيا، كانت للجزائر على الدوام اليد الطولى في الرفع من مستوى اقتصاد موريتانيا منذ أن نالت استقلالها عن فرنسا عام 1960 .فيعود لها الفضل في إنشاء العملة الوطنية الموريتانية وظهور البنك المركزي في 1973 ،كما أنها مولت أول مصفاة للنفط في انواذيبو،وأول مصنع للسكر في البلاد.ولعل آخر ما فعلته الجزائر من أجل الأشقاء في موريتانيا هو حين قررت إعفائها من دفع ديونها،في عهد الرئيس بوتفليقة.
جدوى فتح معبر بري بين الجزائر وموريتانيا ينبغي فهمه في إطار سياقة الدولي والإقليمي، فالجزائر ماضية في بناء علاقاتها التجارية مع جيرانها،بمن فيهم المغرب،فرغم التوتر السياسي الكبير،إلا أن الجزائر تعتبر الشريك الاقتصادي الأول للمغرب أفريقيا،كما يأتي في إطار بحث كلا البلدين عن حيز تجاري،و تأطير التبادل التجاري،وتسهيل حركة تنقل الأشخاص وتدفق السلع.
ورغم شساعة الحدود البرية بين الدولتين،إلا أنه،ومن الناحية الاقتصادية، لا توجد معطيات،أو مبادلات تجارية تفتح شهية البلدين نحو تبادل تجاري حقيقي في الوقت الحالي،على الأقل،نظرا لأسباب منها:
إمكانيات موريتانيا المتواضعة،وضعف قدرة المواطن الموريتاني الشرائية،وارتفاع الرسوم الجمركية التي تفرضها السلطات الموريتانية على السلع القادمة من خارج البلاد.
فضلا عن بعد أقرب مدينتين حدوديتين (تندوف ـ ازويرات) عن بعضهما البعض،حين تبلغ مسافة الطريق غير المعبدة حوالي 750 كلم.
ورغم جودة المنتوج الجزائري وقدرته التنافسية،وهو معروف في السوق الموريتانية نظرا لاشتغال الصحراويين عليه منذ عقدين من الزمن،فإنه من الصعب الحديث عن مبادلات خارج قطاع المحروقات،نظرا لضعف قدرة السوق الموريتاني الاستيعابية.
وفي هذا الإطار،قامت الجزائر ببناء مركزين حدوديين متقابلين على حدود البلدين،على الجانب الجزائري،النقطة الحدودية حاسي 75 سابقا،حملت اسم الشهيد مصطفى بن بولعيد.
بالنسبة للطرف الصحراوي،والذي يرى نفسه معنيا بهذا المعبر بحكم الروابط المتينة مع الشعبين الجزائري والموريتاني،وخبرته في سوق كلا البلدين،فإن الجزائر تصرفت بشكل حكيم يجنبها التفاسير الملغومة،حيث خصصت طريق اجتنابي للصحراويين ينفذ نحو عمق الأراضي الصحراوية المحررة مباشرة،دون أن يمر بالمعبر المذكور،وهي فرصة ينبغي على الطرف الصحراوي استغلالها في فتح سوق وطنية على الأراضي الصحراوية المحررة،وإقناع الزبائن في كلا البلدين الجارين بولوجها.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *