-->

هل باتت الأمم المتحدة مقتنعة بتصور كوهلر بشأن حل قضية الصحراء الغربية؟


ربما عثرت الأمم المتحدة،أخيرا،على تصور واضح، يحمل مواصفات الحل المناسب لنزاع الصحراء الغربية،أتى به الألماني كوهلر،بعد عقود من وجوده كملف ينتمي إلى جيل ملفات تصفية الاستعمار. وقد تأكد لهذه الهيئة الأممية عجز أي من طرفي النزاع عن تحريك الوضع على الأرض.
فالمغرب،مثلا، تأكد له فشل الرهان على امتحان صبر الصحراويين،وقبولهم لأي حل لا يؤدي في نهايته إلى الاستقلال عن المغرب.والبوليساريو ثبت لها فشل رهانها على حل مجاني يمكنها من استقلالها بالرجوع إلى قواعد القانون الدولي.
لذلك،بادر المبعوث الأممي إلى عرض تصوراته للحل في جلسة خاصة،أمام مجلس الأمن الدولي،وينوي توجيه دعوة لطرفي النزاع لمناقشتها مع مطلع شهر أكتوبر القادم،على أبعد تقدير.
المعطى الآخر،الذي استجد على الأرض،هوخضوع ميزان القوة لامتحان صعب في تعامل الأوروبيين مع المغرب حتى عاملوه بطريقة ابتزازية باعتباره مقيم عام يمثل مصالحهم الاقتصادية في مياه إقليم هو موضوع نزاع دولي،محاولين تقويض محاولات تعنته،ورفضه باللجوء إلى قرارات المحكمة الاوروبية،كإجراء ردعي.
غير أن سياسات الاتحاد الأوروبي،في هذه القضية بالذات،باتت تضر بسمعة الإتحاد سياسيا،وأخلاقيا،بل باتت تهدد بفقدان الدبلوماسية الأوروبية كل جدواها مستقبلا.
وعندما بدأت هذه السياسة مكشوفة،تغيرت نظرة الأوروبيين إلى الحل،وبدأوا راغبين في مراجعة كل شئ،بداية بالضغط على الطرفين،عبر تقليص مدة عمل البعثة،وتكثيف اللقاءات التشاورية،والزيارات الميدانية قصد الوصول إلى حل نهائي،وسريع للنزاع.
بالنسبة للطرف الصحراوي، التطورات الميدانية،الرامية إلى إنعاش مشروع السلام صاحبتها آمال كبيرة بعد تعبير الجبهة عن استعدادها للانخراط في مفاوضات مع الطرف المحتل،بينما عمل الطرف المغربي،الذي كان يرفض مقابلة البوليساريو،ويصر على مناقشة الحل مع الجزائر على تخفيف مفعول الصدمة بقراءات المحللين المغاربة،الذين يمنون النفس بأن أي خطوة باتجاه الحل، يجب أن تسبق بنقاش عميق مع المغرب.
ومهما يكن.فإن اللقاء التفاوضي القادم بين المغرب،وجبهة البوليساريو،سوف لن يكون بأي حال من الأحوال، فرصة لاستعراض مواقف تقليدية قديمة،دأب كل طرف على التمسك بها،بل سيكون هناك عرض قوى لنظرة الأمم المتحدة وتصورها للحل، يستعرضه مبعوثها الخاص بحضورالطرفين.
بقلم: ازعور ابراهيم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *