-->

لماذا الطلبة الصحراويين بلا منحة؟

بقلم : سعيد زروال / مسؤول سابق للإعلام بإتحاد الطلبة الصحراويين.
أولا لن أتحدث في هذا الموضوع عن منظمة إتحاد الطلبة بحكم أن هذا الزمن هو موسم للحملات الإنتخابية، و أي حديث قد يفهم منه بأنه إنحياز لزيد أو عمر.
بل سأتحدث عن موضوع أعقتد أنه مهم ، وهو موضوع المنح الدراسية للطلبة الصحراويين، فقبل أكثر من عقد من الزمن وفي عهدة الأمين العام الاسبق لإتحاد الطلبة السيد معطلا محمد السالك حاولنا جاهدين الحصول على منح للطلبة الصحراويين بمختلف البلدان، بحكم أن معظم الطلبة القادمين من مناطق النزاعات كانوا يتوفرون على منح دراسية إضافة الى المنح التي تمنحها البلدان المستضيفة باستثناء الطلبة الصحراويين.
وتم إستدعاءنا أنذاك الى إجتماع بمقر منظمة غوث اللاجئين بالشهيد الحافظ، الاجتماع نظمته المنظمة للإطلاع على إحتياجات اللاجئين الصحراويين، وحضَرتُ إلى الإجتماع بصفتي المكلف بالاعلام في إتحاد الطلبة مع الامين العام للاتحاد السيد معطلى محمد السالك، وبعد ان أعْطِيَت لنا فرصة للحديث في ذلك الاجتماع قلنا للحاضرين بأننا سنتحدث بالنيابة عن فئة ظلت بعيدة عن إهتمام المنظمات الانسانية و لم يطلع أحد على معاناتها الصامتة، وهي فئة الطلبة الصحراويين بمختلف الجامعات العالمية، فالطلبة الصحراويون لا يتوفرون على اي منحة من المنظمات الانسانية والمنح التي توفرها بعض الدول المستضيفة لا تكفي حتى لتسديد نفقات النقل التي يصرفها الطالب الصحراوي سنويا، والكثير من الطلبة يعتمدون على عائلاتهم التي هي بحاجة الى إعانة قبل غيرها بحكم أنها تقطن بمخيمات للاجئين، إضافة الى الدور الذي تلعبه تحويلات الجالية الصحراوية باوروبا و التي ساهمت كثيرا في توفير مبالغ مالية لبعض الطلبة من اجل التغلب على مصاريف الحياة الجامعية.
بعد إنتهاء الاجتماع جاء الينا مسؤول مكتب مفوضية غوث اللاجئين وهو سنغالي الجنسية على ما أعتقد، وقال لنا بأن الموضوع الذي تحدثنا عنه جد مهم وأن منظمته لم تكن تعلم بمعاناة الطلبة الصحراويين بمختلف الجامعات، وطلب منا إعطائه رقمنا الهاتفي للاتصال بنا، بعد يومين اتصل بنا عبر الهاتف وهو عائد من ولاية الداخلة برفقة مترجمة جزائرية، وقال لنا بأنه سيمر علينا بالرابوني من أجل الحديث عن قضية منح الطلبة، وبعد وصوله نظمنا إجتماع وتم التركيز فيه على ظروف الطلبة الصحراويين بمختلف الجامعات، وفي ذلك الاجتماع تحدثنا من دون أي بروتوكول عن احتياجات الطلبة وظروفهم الصعبة في ظل غياب أي منحة من المنظمات الدولية في الوقت الذي يحصل فيه بعض الطلبة الأجانب على اكثر من منحة، و أبدى رئيس مكتب المفوضية تفهمه للظروف الصعبة للطلبة الصحراويين، وتعهد ببذل مجهود أكبر من أجل التخفيف من معاناتهم، وفي نهاية الاجتماع طلب منا إعداد تقرير مفصل عن واقع الطلبة واحتياجاتهم المالية سنويا، على شكل مشروع سيتم تقديمه الى المنظمات المعنية، و في مدة 3 أيام قمنا بانجاز تقرير عن احتياجات الطلبة الصحراويين في الجامعات الجزائرية ، الليبية والكوبية، وفي نهاية التقرير أضفنا ملاحظة بأن هذه الجامعات هي نموذج فقط للجامعات الأكثر استقطابا للطلبة الصحراويين لكن هناك طلبة في الجامعات الاسبانية وبلدان أخرى ، و سلمنا التقرير بعدها الى رئيس مكتب المفوضية.
بعد مدة إتصل بنا مسؤول مكتب المفوضية من جديد وقال بأنهم اجروا اتصالاتهم حول الموضوع وهناك جهات ستدرس القضية وأبدت تفهمها للظروف الصعبة للطلبة، لكنها طلبت الحصول على أعداد الطلبة الصحراويين بمختلف الجامعات، وفي ذلك الوقت كان الإتحاد بصدد التحضير لانجاز لوائح للفروع الطلابية التي لم تكتمل بعد، وكانت الاعداد متوفرة لدى إدارة الطلبة في الخارج التابعة لوزارة التعليم، فاتصلنا بالجهات المعنية من أجل معرفة العدد الحقيقي واللوائح ان أمكن ذلك، بعد هذه المرحلة إتصل بنا وسطاء من جهات اخرى لاعلاقة لها لا بالتعليم ولا الشبيبة، ليخبروننا بأن ماقمنا به ليس من إختصاصنا ، وبأن هذه الملفات لديها جهات نظامية أخرى هي من تتكفل بها، وقالوا لنا باللهجة الحسانية “من قالكم اتعدلوا هذا، لاتليتو ادخلو روسكم أفشي أكبر منكم، نحنا كلفناكم الا بالأمور السياسية الخاصة بتوجيه الطلبة، وهذي القضايا ماهي قدكم”، وبحكم خبرتنا في كواليس السياسة الداخلية للرابوني كنا نعرف الوسطاء ومن أرسل الوسطاء، وفهمنا الرسالة المراد إيصالها جيداً، وهي رسالة مفادها أن قضية الأعداد والامور المالية ليست من إختصاص الطلبة، خاصة عندما يتعلق الامر بمنح مالية قد تصل الى مبالغ كبيرة بالعملة الصعبة ، بعد هذه التجربة توصلنا إلى نتيجة مفادها أن الأمور المالية في دولتنا الفتية لها رب يحميها و لايجوز للمواطن البسيط حتى ولو كان عضو في منظمة جماهيرية الاقتراب منها، بعد ذلك لم يعد لدينا أي إتصال مع منظمة غوث اللاجئين ، ولانعرف الى أين وصلت المنح الخاصة بالطلبة الصحراويين؟، وهل إتصلت المنظمة بوزارة التعليم بعدها؟ ، وهل إستفاد البعض من منح أو مساعدات مالية عن طريق المفوضية؟.
في الأخير اتمنى أن ينصب إهتمام المشاركين في المؤتمر المقبل لإتحاد الطلبة على ضرورة البحث عن توفير منح للطلبة الصحراويين دون تجاهل الدوري المحوري للاتحاد وهو التحسيس بالقضية الوطنية العادلة وتفعيل دور الفروع الطلابية، وعلى المكتب التنفيذي المقبل طرق أبواب كافة المنظمات والهيئات الدولية المعنية من أجل التخفيف من معاناة الطلبة الصحراويين، بحكم أن اتحاد الطلبة اليوم اصبح منظمة جماهيرية مستقلة و يمكنه الحصول على اللوائح دون طبلها من الجهات الوصية ، إضافة الى أن أمينه العام أصبح عضو اعلى هيئة قيادية في جبهة البوليساريو وهي الامانة الوطنية، ولن يتجرأ أي كان على أن يقول له “هذي القضايا ماهي قدكم”.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *