-->

محمد مولودة مرة أخرى .. ولكي تكون الأمور واضحة .. !! ..

الصورة .. لي مع محمد مولود وزميل له يعاني نفس المشكل عندما إلتقيتهم شهر نوفمبر الماضي ومعهم زملاء لهم يحاولون لقاء رئيس الجمهورية لطرح مشكلتهم ..
ملاحظة ..
بداية أود الإشارة الى مدى إستغرابي وإندهاشي من البعض الذي ما ان تكتب شيئا عن معاناة مواطن او مواطنين من هذا الشعب .. ما ان تكتب عن أي شؤون داخلية تؤرقنا .. ما ان تكتب عن أي هم او قم .. ما ان تفصح عن أي خلل او تقصير ..  إلا ونسو حقك كمواطن في التعبير ونسو أيضا كل شيء قدمته من أجل وطنك وان هذا الوطن هو وطنك أيضا وأشهروا سكاكينهم وحركوا أساليبهم الخبيثة للنيل منك ومن سمعتك ومن وطنيتك ومن نفسيتك .. !! ..
وإن هؤلاء -الذين وصفتهم ذات يوم- بأنهم مجموعة لا يهمها سوى ان يبقى هذا الشعب في تلك المخيمات والى الأبد لأن مصالحها وآمالها ورفاهيتها هي فقط في بقاءنا هناك والى الأبد .. وأنه وإن كان الصمود هناك يعني بالنسبة لي ولك انت أيها المواطن البسيط، يعني الصبر والتحمل والجلد من أجل حلم وأمل في غد أفضل ووطن حر فإنه وبالنسبة لهؤلاء "الخفافيش" و"مصاصي الدماء" يعني إستمرار مصالح وضمان مستقبل على حسابك بعيدا عنك، والثمن هي معاناتك وآمالك وطموحاتك وأحلامك أيها المواطن .. وأكاد أجزم -رغم عدم إستطاعتي تصديق الأمر- ان هؤلاء حتى الإستقلال الوطني لا يريدونه .. !! ..
هذه المجموعة الغبية جدا جدا .. والمتمصلحة جدا جدا .. واللئيمة جدا جدا ومن حيث تدري او لا تدري قد تجعل هذا الشعب يكره هذا الوطن بسببها ويفر من الحلم ويقطع الأمل ويلبس عباءة اليأس .. وهي بالتالي أخطر على القضية الوطنية وعلى الوحدة الوطنية وعلى كل شيء له علاقة بالوطن والوطنية من أي خطر أخر .. !! ..

وعودة الى قضية محمد مولود وزملائه .. هذا الشاب نجح في شهادة الباكالوريا مع مجموعة من إخوانه من مدرسة سيمون بوليفار، ولم يختاروا ولسبب يعنيهم او يعني أوليائهم الذهاب الى كوبا للدراسة هناك .. بعد ذلك قيل لهم سيتم إيجاد منح لكم للدراسة في مكان أخر .. بعد عام من "التركال وتكسار لصباع"والبطالة والجلوس عند العائلات بدون دراسة قرروا التحرك .. وشخصيا كنت من الأوائل الذين كتبوا عن مأساتهم ويشهد الله أنني أيضا ما بخلت شيئا لإيصالها الى مراكز قرار ..
شهر نوفمبر الماضي وجدته ومجموعة من الطلبة الذين يعانون نفس معاناته يحاولون لقاء رئيس الجمهورية بمدرسة 9 يونيوا حين كان يشرف على مناسبة وطنية هناك وكان يحضرها عدد من الأصدقاء الاجانب .. فقلت له ولزملائه .. هذا ليس المكان المناسب للقاء الرئيس وكان معي وقتها عضو من البرلمان الصحراوي من الذين تثق الناس في نزاهتهم وإقترحنا عليهم التخلي عن الرغبة في طرح المشكل على الرئيس وان هذا العضو بالبرلمان الصحراوي سيتحرك داخل المؤسسة التشريعية وسيسأل عن الموضوع ..
لا أعرف ماذا حدث بعد ذلك .. غير ان الأمر لم يتغير .. بعد ذلك قرر هذا الشاب التوجه الى مؤسسات التعليم العالي الجزائرية حاملا شهادته وقيل له في تندوف وحتى في الجزائر العاصمة أنهم يحتاجون فقط الى مطابقة الشهادة ورسالة من جهة رسمية بالدولة الصحراوية ليسمحوا له بالإلتحاق بالجامعة الجزائرية .. ولا شك لدي أبدا في صدق كلامهم ولا في إستعداد الإخوة الجزائريين لفتح كل أبوابهم ونوافذهم وقلوبهم لندخل منها وقت شئنا طالما كان الأمر قانونيا وبتنسيق مع سلطات بلدنا التي طرق ابوابها محمد مولود عدة مراة باحثا عن حل دون جدوى بل قيل له في إحدى المراة "كمل جهودك بنفسك .. !!" .. مع العلم ان مشكلتهم مر عليها أكثر من وزير دون ان تجد طريقها الى الحل ..
محمد مولود طيلة عام البطالة والإنتظار القاتل لم يركن للراحة ولا للكسل ولا للإنحراف رغم صغر سنه ووقت الفراغ الطويل بل دخل معهد بالوظيف العمومي وتحصل على المركز الأول وشهادة تقدير من المنظمة المشرفة على مذكرته التي قدم .. محمد مولود عمل بكل تفاني مع مؤسسات الدولة الصحراوية ويكفي إطلالة قصيرة على صفحته في "فيس بوك" ليعلم المتصفح أنه أمام شاب مختلف ووطني ومميز ..
الأن .. محمد مولود وزملائه الذين إنضمت إليهم مجموعة أخرى عددها 30 من أصل 45 نجحت هذا العام ولم تذهب الى كوبا لا يريدون سوى ان تتدخل الدولة .. وأقول الدولة .. الدولة التي تحترم أبناءها من اجل حل مشكلتهم لأن عاما أخر من الإنتظار سيكون مميتا بعد ان كان العام الأول قاتلا ..
هل في هذا عيب .. هل في هذا خدمة للعدوا .. هل في هذا يا الناس سبب واحد يجعل "الخفافيش" و"مصاصي الدماء" تتحرك كعادتها بجبن وخبث لقتل من يتكلم كما قتلوا وقتل أمثالهم وأولياء نعمتهم أحلام الآلاف من أمثال محمد مولود وهؤلاء هم من يخدموا العدوا ويتقاطعون معه فعلا من حيث يدروا او لا يدروا في تحطيم آمال وقتل أحلام وتشتيت وحدة وأذهان وضياع مصير هذا الشعب ..
الله اطير سو .. !! .. وينعل ألي ما يحشم .. !! ..
وتقديري وإحترامي لكل من تجاوب من مواطنين ومسؤولين مع قضية هذا الشاب وزملائه بأسلوب محترم وراقي حتى وإن إختلفت وجهات النظر حول الموضوع وتعددت ..
وتبقى الإشارة الى أنني نادرا ما أتكلم او أكتب عن أمور تعنيني لها علاقة بالشأن العام سواءا كانت حزينة او سعيدة ولكن مأساة الناس وهموم الشعب سأظل أتحدث عنهم بإحترام ودون سب او شتم بل بلغة حضارية ودون ان يؤثر ما بقلبي من غضب او فرح على أدائي لواجبي الوطني سواءا داخل مؤسسات الدولة او عن طريق العمل التطوعي .. وسوف لن أدخل أبدا ولم يسبق لي الدخول في أي حروب قذرة او قبلية او مع "طواحين هوائية" ولا تلك الممولة اوالمدفوعة الثمن ولا الصيد في أي ماء عكر .. ولن أفعل ذلك مطلقا ..
عبداتي لبات الرشيد

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *