-->

وزير إيطالي يقول الحقيقة رغم مرارتها.. فرنسا هي المسؤولة عما يحصل في شمال إفريقيا من فوضى وتخلف.

وزير إيطالي يقول الحقيقة رغم مرارتها.. فرنسا هي المسؤولة عما يحصل في شمال إفريقيا من فوضى وتخلف.. قال الوزير الإيطالي هذا الكلام لأن بلاده وإسبانيا أكثر تضررا من الاضطرابات الاجتماعية والسياسية في شمال إفريقيا، وفرنسا أكبر البلدان الأوروبية استفادة من هذه الاضطرابات السياسية والاجتماعية والاقتصادية:
1- فرنسا ليست مثل إيطاليا وإسبانيا. لا تجتاح فرنسا أمواجٌ عاتية من الفارين من البؤس والظلم والقهر السياسي والاقتصادي في شمال إفريقيا مثلما يحدث ذلك في إسبانيا وإيطاليا. فرنسا تستقبل فقط ”المرفهين” من الجزائريين والليبيين والتوانسة والمغاربة والموريتانيين، هؤلاء ”المرفهين” الذين يحوّلون الأموال إلى فرنسا بالملايير ويشترون العقارات ويضعون أموالهم في البنوك الفرنسية، وفرنسا لا تسألهم عن مصادر هذه الأموال المنهوبة من بلدانهم، في حين تجتاح أمواج البطالين ”الحراقة” شواطئ إيطاليا وإسبانيا وأغلبهم بلا تكوين وبلا أمل في العمل، وبالتالي يصبحون أعباء جديدة على المجتمع الإسباني والإيطالي.
2- ليس للإيطاليين أو الإسبان أي وجود عسكري في شمال إفريقيا، عكس فرنسا التي تتواجد حيث الحروب في شمال القارة وجنوب الصحراء، فرنسا تواجدت في حرب تشاد وليبيا في أوزو، وتواجدت في حرب مالي وتشعل دائما النار الهامدة في رمال الصحراء الغربية بين الجزائر والمغرب والبوليساريو، وفرنسا هي التي أشعلت حرب ليبيا وأوصلت بتصرفها في الناتو هذا البلد إلى ما هو عليه الآن من تفكك، وفرنسا الميتيرانية هي التي شجعت ما حصل في الجزائر في الثمانينات والتسعينات، وما حصل خلال 30 سنة الأخيرة هو الذي أدى إلى ظاهرة ”الحرقة” الشعبية من بلدان شمال إفريقيا نحو أوروبا، وأدى إلى ”هربة” المال العام من هذه البلدان نحو فرنسا بواسطة مفسدين ترعاهم فرنسا في بلدانهم وترعى أيضا تواجدهم كـ ”سرّاق” محترمين في فرنسا.
3- نعم فرنسا ما كانت تستطيع أن تفعل ما فعلته في هذه البلدان من مناكير بواسطة رجالها وسياستها في هذه البلدان لو لم تجد شعوبا نائمة ومستسلمة وخائرة العزم والقوى ولها قابلية عالية لـ ”المركوبية” السياسية سواء المحلية أو الدولية.
حالة شمال إفريقيا الآن مع فرنسا اقتصاديا أحسن من حالها عندما كانت تحكم هذه البلدان بالوصاية أو الاستعمار المباشر بواسطة أسراب الكولون، هي الآن تجني المنافع الاقتصادية ذات الفوائد الخالصة، ولا تتحمل تبعات الاحتجاجات السكانية كما كان الحال في عهد الاستعمار المباشر، حتى ظاهرة ”الحرڤة” المزعجة ظاهرة احتجاجية اتجهت إلى إيطاليا وإسبانيا وبقيت فرنسا بعيدة عنها نسبيا، ولعل هذا ما يقصده الوزير الإيطالي بتصريحه.
المصدر: الخبر الجزائري

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *