-->

جماعة العدل والإحسان المغربية تدق ناقوس الخطرحول الوضع الحارق الذي يعيشه الشعب المغربي جراء الاستبداد والقهر


انتقدت جماعة العدل والإحسان المغربية الدخول الاجتماعي والسياسي الذي يشهده المغرب واصفة إياه بـ"الحارق"، وقالت إن "افتتاح السنة التشريعية والمالية والسياسية، ومنذ سنين طوال، أصبح يتسم بالبرود والجمود، ولا يحدث سوى الفراغ والوهم، ولا ينتج غير التسويف وإضاعة الزمن الثمين".
وأبرزت الجماعة أن السياسات العمومية في البلاد لا تتجاوب مع مطالب المواطنين وحاجاتهم، مورداً أن "الراهن المغربي يتسم بغير قليل من الاحتقان، وبكثير من التوتر والانغلاق، ويتميز الظرف الحالي بتذمر فئات واسعة من الانحدار الذي بلغه الوطن، وتحذير متنام من التهاوي المريع الذي يمضي فيه نحو القاع".
وفي افتتاحية تحت عنوان "دخول اجتماعي حارق"، بموقعها الرسمي على الإنترنيت، دقت "الجماعة" ناقوس الخطر حول موجة الهجرة السرية التي يشهدها المغرب مؤخراً، واعتبرت أن إقدام آلاف الشباب على "الحريك" في عرض البحر، و"أن تجد من بينهم نساء يحملن أطفالهن في رحلة تفتقد الحد الأدنى من الأمان، بل أن يبلغ ضيق العيش برب أسرة أن يحمل معه أطفاله وزوجه في قارب تتقاذفه الأمواج وكأنه يفر من حالة الحرب والموت المحتم… لهي صافرة التنبيه إلى أن قد بلغ السيل الزبى وأنّ الوقت قد نفد".
وانتقدت الجماعة المعارضة مقاربة النظام الملكي على عدد من الظواهر الاجتماعية من قبيل "الرمي بالرصاص والقتل في البر (فضيلة عكيوي) والبحر (حياة بلقاسم)، وأن يكون الجواب هو الترحيل القسري لآلاف المغاربة عن سكنهم في دور الصفيح – المفتقد أصلا لشروط السكن – إلى العراء دون إعداد البديل المناسب… فهو الإنذار الأخير قبل الفوت، والمؤشر الصريح أنّ هذا هو نظام الحكم وأن هذه هي طبيعته التسلطية التي لا فكاك معها إلا بالتغيير الحقيقي".
محمد منار باسك، عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، قال إن الواقع الاجتماعي المزري في البلاد عليه شبه إجماع ولا يبشر بالخير، مشيرا إلى فشل الدولة في إصلاح النظام التعليمي وعدم قدرتها على تطويق ظاهرة الهجرة والبطالة.
وأوضح القيادي الإسلامي، أن "هناك اليوم هوة كبيرة بين ما هو سياسي واجتماعي، في وقت تعتبر فيه السياسة مدخلا لحل التناقضات الاجتماعية"، وتابع أن المشهد السياسي يهمين عليه نقاشات سياسية شخصية لا علاقة لها بتدبير الشأن العام أو ما يشهده المجتمع من مشاكل حقيقية.
ويرى باسك أن استمرار هذه التناقضات والاختلالات الاجتماعية "سيكون التعبير عنها مستقبلا بأشكال أخرى، قد تكون لها آثار سلبية على حاضر المغرب أو مستقبله"، داعيا الجهات المعنية إلى ضرورة الاهتمام بفئة الشباب التي تلجأ إلى قوارب الموت.
"في وقت يعيش فيه المغاربة مآس كثيرة يخرج رئيس الحكومة ويصرح أن المغرب أحسن من فرنسا"، يضيف المتحدث الذي قال إن "كثيرا من الناس والباحثين باتوا يفضّلون الصمت اليوم لأنه ليس هناك ما يشجع على الكلام".
وخلصت "الجماعة" إلى أن "الدينامية، التي يعرفها الشعب المغربي اليوم وتنخرط فيها فئات مجتمعية متعددة ومناطق مجالية واسعة، تجعل دخول هذه السنة اجتماعيا بامتياز. كما تجعل الاحتجاجات الشعبية مرشحة لمزيد من التوسع أمام الارتفاع المتزايد لمنسوب الوعي الشعبي بحقوقه وبدوره في فرض إرادته وتحرره من الخوف الذي سيّجه عقودا طويلة، وأمام تصلب مختلف أجهزة النظام في تقديم أي جواب ناجع وعملي عن المطالب المشروعة والعادلة للشعب، وحصر كل الأجوبة في المقاربة الأمنية التي لا تزيد الوضع إلا التهابا".

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *