أزمة التُّجار الصحراويين .. خمسون يوما ولا حلول
منذ سنوات يعتمد عشرات التجار الصحراويين على العمل في طريق تندوف-زويرات الوعر بالنظر إلى صعوبة التضاريس وانعدام أي طرق معبدة، لكن مع تفعيل قوانين الجمركة في البلدين الجارين بات هؤلاء مجبرون على ايجاد حلول بديلة تتيح لعملهم الاستمرار.
البضائع التي يصدرها الصحراويون الى زويرات ونواكشوط بدأت تنفد من السوق الموريتانية بعد أسبوع من تفعيل القوانين الجمركية الخاصة بهذا البلد الشقيق، كما بات الصحرايون في مخيمات اللاجئين وفي الشطر المحررة من الصحراء الغربية يواجهون نقصا في السلع القادمة من الجارة الجنوبية.
كانت السلطات الصحراوية عرضت في وقت سابقا على التجار منطقة "آحفير" كنقطة تجارية حرة لكن ذلك لم يلقى صدا لديهم بينما فضلوا الإبقاء على نقاط بيع متقدمة.
التجار الصحراويون الذين أصبحوا يتفرجون الآن على شاحناتهم صباح مساء وهي جاثمة بعد أن كانت تكسر سكون الصحراء تأثروا كثيرا من جراء تفعيل القوانين الجمركية في بلدي الجوار، لكن رسالتهم إلى السلطات الصحراوية حملت مستوى كبيرا من الوعي.
س.مصطفى الذي اقتحم العمل في هذا الطريق التجاري منذ أكثر من عشر سنوات يقول:"عندما فُعّلت الجمركة في بلدي الجوار وهو إجراء نحترمه كثيرا ونعتبره شأنا داخليا لبلدين شقيقين .. تأثرت تجارتنا بشكل كبير .. ما نحتاجه الآن هو فتح نقاط بيع حرة في الشطر المحرر من بلدنا"
في 26 أغسطس/آب من هذا العام سلم التجار الصحراويون رسالة مستعجلة إلى الحكومة الصحراوية، يطالبون فيها بالتخدل في هذا الموضوع لفتح طريق بري باتجاه "ميجك" أو "آحفير" أو "آغوينيت" من أجل إنشاء منطقة للتجارة هناك، استقبلتهم السلطات الصحراوية ممثلة في الوزير الأول ووزير التجارة، وتسلمت الرسالة ثم وعدتهم بدراسة وضعيتهم.
جاءت تلك الرسالة على اثر اشعار من السلطات الموريتانية ببدء تنفيذ الاجراءات الجمركية على طريق تندوف_زويرات، منذ تاريخ ال26 اغسطس/آب ينتظر التجار حلا لكن الحكومة التي تعهدت بدراسة هذا الإشكال الذي أضعف الحركة التجارية في الشريان الإقتصادي الأول للصحراويين في الشطر المحرر من الصحراء الغريية، لم تهتد بعد إلى حل يُعيد صوت محركات الشاحنات التجارية الى وحشة الصحراء!
الحل الموريتاني.
بحسب بعض التجار فإنه وأمام صعوبة تطبيق الاجراءات الجديدة على الصحراويين نظرا لظروفهم الآنية وعدم قدرتهم على صرف مبالغ باهضة قدمت الجمهورية الإسلامية الموريتانية حلا وسطا، وهو أن تفرغ الشاحنات الصحراوية حمولتها في مدينة بئر أم غرين الموريتانية الحدودية مع الصحراء الغربية المحررة.
إلى أين وصل البحث...؟
اتلصنا بمصدر حکومي مطلع على الملف، للإستفسار عن مستجدات هذا الموضوع الذي سيؤثر سلبا على أحد عوامل الصمود في حال لم تسارع الحكومة خُطاها في البحث له حل، فقال: "الحكومة على علم بالقضية منذ بدايتها .. والملف في طريقه إلى حل".
على الطرف الآخر ينتظر س.مصطفى ومعه عشرات التجار والعمال الذين يمتهنون التجارة باتجاه الجنوب، وكلهم أمل في أن يعودوا إلى طريقهم الذي هدأ غباره بعد أن كانوا يغرسون الحياة في فيافي الصحراء.
تحقيق/ مصطفى محمد سيدالبشير