-->

المغرب يرى رحيله عن الصحراء الغربية بأم عينه .


بقلم : مبارك سيدي أحمد مامين 
وقف المحافظون الجدد الموزعون على أجهزة إدارة ترامب الجديدة ضد المواقف الفرنسية الراعية لسياسة الإحتلال المغربي داخل مجلس الأمن , حيث يدافع الفرنسيين عن تمديد مهمة المينورسو ـ البعثة الأممية لتنظيم الإستفتاء في الصحراء الغربية ـ لمدة سنة كاملة فيما يعارض الأمريكيين ذلك من خلال جون بولتون وجناحه الذي يضغط في اتجاه تقليص المدة لستة أشهر فقط . ومن خلال هذا و العديد من الإشارات التي سبقت هذا منذ صعود المحافظين الجدد للإدارة الامريكية يظهر أن جناح الصقور له تصور خاص اتجاه القضية الصحراوية تعززه الزيارات المستمرة لأعضاء من مجلس الشيوخ الأمريكي لمخيمات اللاجئين الصحراويين و اللقاء مع القيادة السياسية و العسكرية للجبهة .
ونجحت الديبلوماسية الصحراوية إلى جانب حلفائها في الوقوف ضد الدعايات المغربية التي حاول وزير الخارجية المغربية ناصر بوريطة تسويقها في زيارته الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية أين التقى بوزير الخارجية الأمريكي و مسؤولين اخرين أمريكيين , فاستنتجت الادمغة الأمريكية أن ما يقوله المغرب علاقة بالبوليساريو ــ جماعة إرهابية حليفة لإيران و حزب الله ــ بعيد عن الواقع و المعطيات على الأرض , فصحيح أن الصحراويين لا يمانعون في التواصل مع أحد ولكن يبقى كل ذلك في حدود معينة , بل لهم حلفاء لا يتعاملون معهم بليونة في كل شيء . فكيف لجهة يدعي المغرب أنها حليفة لإيران وتطبق مخططات الأخيرة في شمال إفريقيا أن تستقبل وفود أجنبية معارضة لإيران و التيارات الدينية ؟ .
اعتدال الديبلوماسية الصحراوية في علاقتها مع الاطراف و التجمعات و المحاور الدولية جعلها تشكل جهة مقبولة من الجميع , حتى داخل المشهد السياسي الأمريكي فهناك شخصيات سياسية بعضها محسوب على الديمقراطيين و البعض الاخر محسوب على الجمهوريين لا تتفق في أي شيء له علاقة بالقضايا الدولية ولكنهم يلتقون في القضية الصحراوية و حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير . وهنا يمكن القول أن الصحراويين يتبعون القاعدة السياسية القائلة ( إذا كنت تريد أن تكسب أحداً لقضيتك عليك أولاً أن تقنعه بأنك صديقه ) . وبذلك يكون الصحراويين أصدقاء للجميع .
الديبلوماسية المغربية خرجت ككل مرة بصفر نتيجة في جميع المعادلات السياسية و القانونية التي دخلتها في السنة الحالية ونحن على مشارف انتهاء سنة 2018 , فلا الإدارة الأمريكية صنفت البوليساريو إرهابية رغم الأموال التي دفعها المغرب للسير في هذه الخطوة الغبية , ولم يجدد حتى الساعة الإتحاد الأوروبي اتفاقية الصيد بينه وبين المغرب بسبب الصحراء الغربية و الحكم القضائي الصادر عن محكمة العدل الأوروبية التي جددت التأكيد على الوضعية القانونية للإقليم , أما إفريقيا فالمغرب دخل من أجل شيء مدفوعا من فرنسا فوجد نفسه في مأزق ربما يعيد سيناريو منظمة الوحدة الإفريقية سابقا , فهو اليوم يجلس إلى جانب الجمهورية الصحراوية و ليس جبهة البوليساريو , فوجد أن إفريقيا ترى أن طرفي الصراع هو بين جمهورية و مملكة وليس بين الأخيرة وحركة .
المغرب في ظروفه الحالية الصعبة سيدخل معركة الشتاء دون معطف الخليج و الدول العربية المساندة له بقوة البترول و الدولار , نتيجة للأزمات التي تعانيها الدول الحليفة , فالسعودية رأس المصائب لن تلتفت لحليف مثل المغرب أصبح يثقل كاهلها بالتسول فقط دون تقديم خدمات مؤثرة في ما تعانيه مملكة ال سعود , أما مملكة الأردن فتبحث عن أمنها فقط في الظروف الحالية التي يمر منها المشرق العربي , و الأهم أن ممالك و دويلات الخليج الأخرى حليبها بدأ ينفذ وأصبحت ترى ذبحها ليس ببعيد مما جعلها تتسابق لعلنية العلاقة بإسرائيل لعل ذلك يخفف من قرب سكين نحرها .
الصورة لزيارة السنيتور الأمريكي جيمس إنهوف للدولة الصحراوية .

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *