-->

التقرير الصادم ... دعوة لمراجعة التعاطي المخجل مع بعثة متواطئة مع الاحتلال

لا ندري كيف ستعلق القيادة السياسية التي اعتادت الترحيب بالتقارير الاممية السابقة وكيف تستقبل تقرير غوتيريس الاخير الذي يصف ما يقوم به الاحتلال المغربي في الاراضي المحتلة بالاستثمارات المهمة بينما يصف ما تقوم به جبهة البوليساريو من بناء المدارس والمستشفيات ونقل مقرات السيادة الى الاراضي المحررة من الجمهورية الصحراوية بالاستفزازات والانتهاكات المتكررة لوقف إطلاق النار ولنتأمل التالي : 
يقول التقرير "وفي أثناء الفترة المشمولة بالتقرير، وبقدر ما استطاعت البعثة أن تعاينه، واصل المغرب القيام باستثمارات مهمة في مشاريع البنية التحتية والتنمية الاقتصادية غربَ الجدار الرملي. ويقول المغرب إن تلك الاستثمارات والمشاريع تعود بالنفع على شعب الصحراء الغربية، ويجري تنفيذها بالتشاور الكامل معه. ولا تزال جبهة البوليساريو تحتج بأن الأنشطة الاستثمارية والإنمائية وأنشطة استغلال الموارد الطبيعية للصحراء الغربية تنطوي على انتهاك للقانون الدولي ولمركز الصحراء الغربية بوصفها إقليما غير متمتع بالحكم الذاتي. كما تزعم جبهة البوليساريو أن قوات الأمن المغربية تقمع بطريقة منهجية وبعنف جميع أشكال التعبير عن الانشقاق التي ينخرط فيها السكان الصحراويون غرب الجدار الرملي، ولا سيما المظاهرات العامة المؤيدة للاستفتاء أو الاستقلال. 
ويضيف التقرير "وفي رسالة مؤرخة ٣٠ آذار/مارس ٢٠١٨، كتب إلي الملك محمد السادس مستنكرا ما تقوم به جبهة البوليساريو من استفزازات وانتهاكات متكررة لوقف إطلاق النار وما يتصل به من الاتفاقات العسكرية. وفي الرسالة، وجه الملك الانتباه بوجه خاص إلى النية المعلنة لجبهة البوليساريو أنها ستنقل بعض الهياكل الإدارية إلى بير لحلو أو تيفاريتي، شرقَ الجدار الرملي. ووصف نواياها تلك بكونها أعمالا ترمي إلى تغيير الوضع القائم في أرض الواقع بصورة غير قانونية، وذلك ما سيضطر المغرب إلى أن يتخذ إجراءات من جانب واحد للحفاظ على مركز الإقليم شرقَ الجدار الرملي. وقدمت جبهة البوليساريو في وقت لاحق تأكيدات أنها لن تنقل أي هياكل إدارية. ووردت رسائل إضافية من الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، يشكو فيها انتهاكات جبهة البوليساريو شرقَ الجدار الرملي". 
ويواصل التقرير سرد التنازلات من طرف واحد "ثم واجتمع مبعوثي الخاص في رابوني بالسيد غالي وكذا بفريق التفاوض بقيادة خطري ادوه. وكلاهما أعرب عن تأييده الكامل لمبعوثي الشخصي ومهمته، كما أعربا عن اعتزامهما الجاد المساعدة في إيجاد حل للصحراء الغربية. وأكد السيد غالي لمبعوثي الشخصي-كدليل على حسن النية -انسحاب جبهة البوليساريو من منطقة الكركرات والتزامها بعدم العودة إلى بير لحلو وتيفاريتي أو نقل أي مؤسسات إليهما. غير أن السيد غالي أعرب عن قلقه من ”سياسة الاستيطان“ التي ينتهجها المغرب و”التشكيلة الإدارية“ الجديدة التي وضعها، مما يغير التركيبة الديمغرافية للصحراء الغربية.
ان حجم التنازلات باتت تقترب من حدود السيادة على الاراضي التي حررت بالعرق والدم في استمرار العبث في مسلسل التسوية الذي انحرف عن جوهر المشكل ومساره الذي رسم له في تنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي وتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية ليتحول بفعل التواطؤ الدولي مع الاحتلال الى مجرد بعثة لمراقبة وقف اطلاق النار والحفاظ على واقع الاحتلال فمتى تستفيق القيادة السياسية التي تدير الملف والتي اثبتت عجزها وانبطاحها للشروط المجحفة في حق الشعب والتضحيات الجسام.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *