-->

زَهْرَةُ المُحِيطِ

ألا يا زَهْرَةَ المُحيطِ
يا عُشْقَ الحياةِ
كيف لَكِ أن تَسْكُنِي
قَلْبَ هذا الحَجَرْ
هذا المَوْبُوءُ بكِ
الهارب مِن تَحتِ رَمْلٍ
من تحتِ نَارِ صَقَرْ
مُفَحَّمٌ، أشْعَثٌ، أغْبَرْ
مُمَزّقٌ بحَربٍ
حَطَبُها اسمه وطنْ
ما انتهتْ بَعْدُ
ولم يَبْدُ لها نصْرْ
فَلِمَ اخترتِ الخَطَرْ؟
اخترتِ هذا الحَجرْ
يا عَنْقاء المُحيطِ
لِمَ اعْطَيْتِنِي رَأسَ الخَيطِ
لِمَ سَلَبْتِنِي مِن مُحيطي
والرَّمْلَ من المآقي
اقتلعتِه بمِنْقَاشٍ مَّلِيطِ
لِم كَشفْتِ عن الوَجْهِ
عن النَّحرِ عن النهْدِ،
وعن السَّاق المَنُوطِ
لِمَ كل هذا الحُضْنِ
لِمَ هذا العُشْقِ الشَّطُوطِ
لِمَ تُحيينَ الصَّخرْ
لتخرجي منه عيونَ
الحُبِّ وليلَ السَّمرْ.
الكاتب والأديب : حمدي الحافظ

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *