-->

ورقة مختصرة عن الشهيد المهدي البوهالي البلال ـ 1958م ـ 1989م


قال تعالى: (( مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا))
وقال تعالي: ﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ﴾
المهدي البهالي البلال احد مغاوير جيش التحرير الشعبي الصحراوي وواحد من شهداء القضية الصحراوية وبطل من أبطالها الميامين التحق بركب الخالدين في جبهات الشرف والعزة والكرامة في معركة امغالا الثانية بعد رحلة جهاديه حافلة بالبذل والعطاء مدافعاً عن حياض الوطن وكرامة أبنائه.
ولد سنة 1958 بالساقية الحمراء ووادي الذهب نشأ و ترعرع في احضان عائلة صحراوية ميسورة الحال، ومحافظة تمتهن تربية الماشية من غنم وابل حيث كان جده البلال يمتلك ثروة حيوانية لا باس بها وفي سنوات طفولته كانت الارض تؤتي اكلها كل حين وتخرج زينتها في البراري والوديان والسهوب الخضراء مع وفرة المياه حيث ترعى الماشية، تغدوا خماصا وتروح بطانا، فيما كان الرجال يغيبون لجلب المؤن انطلاقا من رقبة تيرس الى واد نون حيث كانت هناك اسواق معروفة على غرار سوق لمعيليل قرب كليميم الذي كان محطة للتجار لعرض مبيعاتهم من الالبسة والشاي والسكر وغيرها من المواد وسوق اطار، هذه الاسواق الكبيرة كانت وجهة للصحراويين يجلبون منها ما يحتاجونه ويدخرونه.
حيث كان يساعد عائلته في ما توفر به قوتها، عمل والده الفقيه والقاضي العلامة سيد البوهالي البلال قاضيا بمنطقة الحكونية شمال الصحراء الغربية إبان الاستعمار الاسباني واستمر في مهنة القضاء لمدة اثنتى عشرة سنة الى غاية خروج المستعمر الاسباني من الصحراء الغربية.
تربى على المبادئ الدينية السمحة و حب الوطن حيث تعلم الشهيد المهدي على يد والده فروض الدين وما تيسر من القرآن الكريم، نزح مع عائلته الى مخيمات اللاجئين الصحراويين اين انضم ابنه الشهيد المهدي البوهالي الى طلائع جيش التحرير الشعبي الصحراوي اثناء تشكل بنياته الاولى.
تزوج سنة 1983 من المناضلة فاطمتو سلمى محمد سيدي عباس وهي عريفة في التنظيم السياسي لجبهة البوليساريو منذ العام 1976م حيث انجب منها ثلاثة ابناء ابنين وبنت.
تنقل بين مختلف مناطق قطاع الشمال حيث كان في الناحية العسكرية الثانية، شارك بكل بسالة وقوة وشجاعة في عدد من العمليات العسكرية التي أثارت إعجاب الجميع، وظل مثالا ونبراسا حتى دفع روحه ثمنا من أجل حرية وطنه وكرامة شعبه
جرح على الذراع وفقئت عينه اليمنى لكنه اصر على الشهادة
في خضم الحرب الضروس التي كانت تدور رحاها بمختلفة مناطق الصحراء الغربية، خاض الشهيد ضمن وحدات جيش التحرير تلك الحرب بكل استبسال وشجاعة حيث اسندت له مهمة قيادة ناقلة عسكرية ومع ضراوة المعارك العسكرية اصيب الشهيد المهدي بعدة جروح كان اخطرها جرح اصيب به على ذراعه الايمن ما ادى الى اعاقة كبيرة على مستوى عضلة الذراع، فيما اصيب في احدى المعارك الاخرى بجرح اخر على مستوى الراس حيث فقئت عينه وبالرغم من الجروح الخطيرة والتي ذهبت بنور عينه وحرمته من نعمة البصر منها، والجرح الغائر في ذراعه، إلا انه رفض التخلف عن المقاتلين تحت اي مبرر ما ادام في العمر بقية وبالروح نبض وفي ما تبقى من اعضاء الحسد قدرة على مواجهة غطرسة وجبروت الغزاة المحتلين، حاول الرفاق منعه تحت مبرر العلاج، ورغم خضوعه للاعلاج إلا ان قبله ظل معلقا بالرفاق في ساحات المعارك المشتعلة، وظل مصرا على العودة الى ساحات الوغى ومقارعة الاعداء وان يحضر في كل المعارك حتى النصر او الشهادة وهو ما تحقق له طيبة بها نفسه.
شارك في معارك الذويهب ام لكطا ديرت حوزة امغالا الاولى والثانية وغيرها من المعارك
يرى انه يزف الى الشهادة ...
يقول احد رفاقه من الناحية العسكرية الثانية ان الشهيد المهدي رى سفره الابدي الى الجنة حيث لم يمنعه الجو البارد من اخذ ماء للطهارة وذهب الى مان مستور واغتسل استعدادا للشهداء، وحين عاد ساله احد الرفاق لماذا تغتسل في هذه الجو البارد، فرد عليه لا أدري هل نعود من المعركة غدا ام لا نعود,, ظلت هذه الكلمات تطرق اسماع رفاقه حتى اليوم، ليكب له الشهادة في اخر المعارك العسكرية مع المحتل المغربي ليدخل في رحاب الشهداء من أوسع الأبواب وهو يقارع الغزاة المغاربة وضد جبروت القوة الطاغية واصبعه على الزناد في معركة امغالا الثانية ارتقى شهيدا يوم 8 شهر نوفمبر1989م وهو يقود ناقلة عسكرية مقتحما بها قوات العدوان المغربية مقبلا غير مدبر لتخترق رصاصات الغدر والخيانة جسده الطاهر فيسقط شهيدا يعطر الارض بدمه الزكي الطاهر.
خط بمداد يده رسائل يطمئن بها العائلة على احوال المقاتلين في الصفوف الامامية ومعنوياتهم العالية في ساحات الوغى وهم يكبدون الاحتلال الهزائم تلو الاخرى ويذيقونه من كأس العلقم، ليحث كل من يقراء تلك الحروف على التشبث بالعهد والاخلاص للوطن ويؤكد لها ان فجر الخلاص من الطغاة قد اقترب وان نور التحرر سينبلج وأن شمس الحرية والازدهار لا محالة سوف تشرق وتسطع على كامل ربوع الوطن.
ومهما كتبنا وقلنا عن الشهيد البطل المهدي البوهالي فلن نوفيه حقه فقد كان بحق مدرسة في الشجاعة والاقدام والوفاء والتضحية والاخلاص والصبر، وبأخلاقه العالية وتواضعه المنقطع النظير ومناقبه الجمة دخل الى قلوب جميع الرفاق الذين بكوه ولا يزالون يذكرونه بكرم النفس وعلو الاخلاق والعفة والطهارة والبسة التي لا تفارق محياه السمح.
فلتخلد ذكراك بين العالمين يا شهيد الكرامة وليكثر سالكو دربك على مسيرة الثورة المظفرة حتى النصر الاكيد.
رحم الله الشهيد المهدي البوهالي وكافة شهداء القضية الوطنية واسكنهم فسيح جناته وانا لله وانا اليه راجعون والمجد والخلود للشهداء الابرار.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *