-->

ملك المغرب واليد المغلولة

بقلم عالي أحبابي
يقال أن غلاف الكتاب كثيرا ما يتناقض مع ما بداخله من مفردات يفترض أن تثري معجمه اللغوي وتنمي ملكة التفكير ومهارة القراءة وكم من قصة أو حكاية نتذكرها من أغلفتها ذات التصاميم الرائعة ، وكثيرا ما تخدعنا أغلفة ما من خلال تكاليفها الباهظة ، هكذا كانت  دعوة ملك المغرب إلى فتح صفحة جديدة مع الجارة الجزائر، بعدما يئس من إقحامها كطرف في التفاوض،فحاول أن يسوق خدعة نمد يدنا للجارة الجزائر، في غلاف مصنوع  بشكل سياسي كاريكاتوري لا فكرة ولا فائدة يمكن التقاطها ، وإلا كيف تطالب الرباط بفتح الحدود مع الجزائر الشقيقة ، والمملكة المغربية هي التي سدت منابع أي تواصل بأغلفة من الغدر والخيانة بذائقة المخدرات والتطاول على حرمة البلاد والعباد .
كيف هضم الذين خدعهم خطاب ملك المغرب التزاوج بين غلق الحلول والمطالبة بفتح الحدود ؟ ،ثم هل يمكن أن نراهن على من حاول سرقة تاريخنا , وتشويه ماضينا النضالي بغزو رام من ورائه إبادتنا، أليست مناسبة الدعوة هي مسيرة الغدر والخيانة التي تصم عن وقعها الأذان جراء ظلم الشعب الصحراوي واستصغار الشرعية الدولية وقرار محكمة العدل الدولية ؟
  نعم لقد أدرك مصنعو التوتر في المملكة المغربية ومشغلوهم أن كل خيوط مؤامراتهم بالمنطقة تمكن منها مقص رجال تراودهم نخوة التحرير وبناء مستقبل أجيال تتفيأ ظلال الشهداء وعظيم التضحيات ، ومن حباه الله بشيم الوفاء لن ينخدع بكلمات منمقة لملك جائر بينه وبين هوة الهزيمة بضع خطوات من انزلاق إلى هاوية الفشل، فأصابه مس من غيظ واعترته هستيريا الفشل، فراح يلهث  لشحذ إرهاب أدواته، فسل خنجر غدره من جديد لتمزيق أوصال جغرافيا مليون ونصف المليون من الشهداء , ظانا أنه بإمكانه تعطيل سكة التحرير، التي تلتحف تصفية الاستعمار راياتها من أرض مكة الثوار .
خطاب مد اليد المغلولة من السلم والأمن والاستقرار , يشير بأن مساحة مناورات الرباط ضاقت إلى حدودها الدنيا و تضيق أكثر مع الإنجازات الصحراوية المتتالية ، فبالأرض المحتلة انتفاضة تشق طريقها بأمان نحو النصر , وقرارات الشرعية الدولية تحاصر مملكة الحشيش , ومعركة الثروات أوصلت رسائلها الحازمة إشارات ردع يفهمها الأوربيون , والجزائر فهمت جيدا أن محاولات العبث المغربية ، ما هي إلا استطالات أوهام تلهث وراء سراب شعارات كاذبة.‏
فما بين مخاتلة الرباط باليد الممدود ،واحتيال فتح صفحة جديدة ، وبين المعلن الملغوم والمبطن الخبيث من خطاب ملك الظلم والجور المغربي غداة الذكرى الثالثة والأربعين لمسيرة الغدر والخيانة ، تتضح تفاصيل الصورة المشوشة التي يجري تعويمها إعلاميا تحت مسميات شتى تفتقر لقراءة واقع وتاريخ وجغرافيا المنطقة التي نعيش فيها تحت كف عفريت يتربص بمستقبلها .
المثير للاستهجان أن بعض الإخوة لا زالوا حتى اللحظة لم يستوعبوا الدرس , بل مازالوا يثقون في  خبث المناورات المغربية المدعومة فرنسيا ؟! سيما والميدان أعطاهم دروسا مؤلمة بدءا من محاولات الاعتداء على حرمة وسيادة الجزائر وموريتانيا مرورا بغزو الصحراء الغربية وما طال أبناء المنطقة جراء حرب دامت لأزيد من ست عشرة سنة ولا زالت فاتورتها مفتوحة ؟ وصولا إلى التطاول على حرمة أحاديث رسول الله صل الله عليه وسلم , ألم يئن لهؤلاء أن يستفيقوا من سباتهم، ويسلموا بنظرية العبث و اللاجدوى من الرقص المغربي على حبال مقطوعة تراود الوقوع بهم ؟! .‏
ولأنت يا وطني العظيم منارة ..... في راحتيك حضارة الأجيال
لا ينتمي لك من يخون ولاء .....  إنّ الولاء شهادة الأبطال

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *